QR CodeQR Code

كتب: حسن عبدالملك

بعد مسرحية حرب "داعش".. سوريا الهدف التالي؟

اسلام تایمز , 21 أيلول 2014 21:59

اسلام تايمز - "داعش" لم تكن يوماً من الأيام تنظيم إسلامي متطرف كما يصوره الغرب إنما داعش تنظيم صهيوني وأداة أمريكية والذراع التي تستطيع أمريكا تجاوز القوانين الدولية والقوانين الجغرافية للدول فدخول داعش للعراق ليس إلا مقدمة لأمر أكبر من ما يروَج له في الإعلام الغربي فحينما تنشر مجلة التايم الأمريكية والتي في الغالب تعبر عن وجهة نظر الإدارة الأمريكية مخطط لتقسيم العراق والتي نشرته تحت عنوان نهاية العراق على غلاف المجلة فذلك يعني أن الإدارة الأمريكة تريد تقسيم العراق وهذا المخطط ليس بجديد إذ أنه مطروح قبل دخول داعش للعراق بل هذا المشروع قد طٌرح قبل سنوات طويلة وبالتحديد في سنة 1973 على لسان مهندس السياسة الأمريكية هنري كسنجر والذي وضح في مشروعه أن العراق يجب ان يفرز طائفياً وعرقياً ويجب تقسيمه إلى ثلاث أقاليم متناحرة , وبهذا كل ذي لب يعلم أن هذا المخطط يصب فقط في مصلحة الكيان الصهيوني .


واليوم نشهد جهود أمريكا في سبيل حشد أكبر قوة قد تشكلت على مر التاريخ الحديث لمواجهة خطر داعش وفي الحقيقة هذه الصورة التي تريد أمريكا ان نقتنع بها هي تريد أن نظن أن داعش هو المارد الذي لا يهزم إلا بتحالف جميع دول العالم وها هو أوباما يتفاخر بجمعه لأكثر من أربعين دولة لمحاربة داعش , والمضحك إن أغلب تلك الدول كانت تدعم داعش بالسلاح والمال الإعلام والفتاوى الممهده لأعمالة البربرية !! بل أن بعض دول التحالف تعتبر من مؤسسي داعش وبمثابة الأب الروحي لهذا المسخ المجرم . 

والسؤال هنا هل فعلا داعش هي تلك القوة الجبارة التي لا تهزم ؟! 

فمن هذا السؤال نستطيع أن نعلم نوايا الغرب وخصوصاً أمريكا من إدخال داعش إلى العراق وتصويرها بالوحش الكاسر الذي يهدد عالمنا كله بل قد يصل خطرة إلى المجرة كلها فالأهداف الحقيقة هو جمع أكبر عدد ممكن من الدول واقحامها في العراق وبذلك يستطيعون محاصرة سوريا من كل الإتجاهات وعزلها بداعي محاربة داعش , وقد نستيقظ يوماً ما ونرى أن هذا التحالف المزعوم قد إتجه بزحفه إلى سوريا , بعد تفتيت العراق وبعد مزاعم إسقاط داعش سنصبح أمام واقع إسقاط النظام السوري بقوة السلاح , وكالعادة بحجة داعش دائما..! وحينها ستخبو تلك الأصوات والسياسات الداعمة للدولة السورية وإسقرارها وسيتم التكتم عليها بترسانة 40 دولة تدعي محاربة "داعش" إذ أن التحالف الدولي قد بلغ ذروته وآلة الحرب بالقيادة الإمريكية ستكون تدحرجت في العراق كما كرة الثلج تكبر وستخرج عن السيطرة , وقد نقف أمام الأمر الواقع فنجد أن التحالف الذي شكلتهُ أمريكا بات أكبر من أن نستطيع إيقافه , وكما لايخفى على الحصيف المتتبع للأحداث أن من أهداف هذا التدخل الأمريكي والتحالف الدولي هو إدخال الحكومة العراقية "حديثة الولادة" في الحلف الصهيوني بالقوة وإلا لن تتم مساعدة العراق ضد داعش (بالعربي .. بلطجة وليّ ذراع)! والمراد للعراق أن يقف صفاً لصف مع أمريكا والسعودية ضد سوريا وضد إيران الحليف الإستراتجي الذي كان ومازال يدعم العراق ويدعم إستقراره وأمنه . 

واهم من يعتقد ان دخول أمريكا للعراق هدفه محاربة داعش ونشر السلام , فالرئيس الإمريكي قد حصل مؤخراً على الضوء الأخضر من مجلس الشيوخ الإمريكي بتمويل وتدريب المعارضة السورية المعتدلة بحسب تعبيره , فهذا التجهيز لمايسمى المعارضة السورية المعتدلة سوف يكون الخطة " ب" بعد محاربة داعش في العراق ومحاصرة سوريا دولياً سيتم الإيعاز لهذه المعارضة المدربة حديثاً والمجهزة بالمعدات العسكرية الإمريكية المتطورة بأخذ دور عصابة داعش في سوريا وهذه المعارضة المعتدلة ماهي إلا الوجه الآخر لداعش , فمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سقط سهواً من فم مهندسة السياسية الإمريكية في إدارة بوش الإبن "كوندليزا رايس" يجري على قدم وساق , والواجب على الشعوب ان تستوعب هذا الأمر وتتصدى له فهدف أمريكا والغرب هو تقسيم الشرق الأوسط أكثر مما هو مقسم إلى دويلات ذات موارد محدودة تحده المشاكل والفتن المتلاطمة من كل حدبٍ وصوب , وجعله يدمر نفسه بنفسه والهدف الرئيس هو كسر محور المقاومة الذي كان ومازال عصياً على الهيمنة الإمريكية والصهيونية , والقضاء على أي نواة قد تتشكل للوقوف في وجه الأهداف التمددية الصهيونية .


رقم: 410922

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/article/410922/بعد-مسرحية-حرب-داعش-سوريا-الهدف-التالي

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org