QR CodeQR Code

الايرانيون والماجد.. والهدف "بندر"

اسلام تایمز , 13 كانون الثاني 2014 10:47

كاتب : ليلى فوعاني

اسلام تايمز - هو ماجد الماجد، السعودي الأصل أمير كتائب عبد الله عزام الأصولية التي تبنت مؤخّراً تفجيري السفارة الإيرانية في بيروت وغيرها من مئات العمليات الإرهابية في الكثير من البلدان وخاصّة العربية الاسلامية، هو الماجد الذي لم يكد اللبنانيون يفرحون لإنجاز القبض عليه حتى سبق الموت المحققين إليه خاطفاً من يديهم فرصة الكشف عن معلومات قد تساعد في فك الكثير من المؤامرات التي تستهدف الاستقرار الأمني اللبناني، لسبب قيل إنّه يعود لتدهور في صحته ناتج عن فشل كلوي يعاني منه.


لكنّ أطرافاً دولية كثيرة لم تصدّق خبر وفاته، وأخذت التحليلات تكثر وتزداد بين ترشيح قتله عمداً، أو الزعم بموته من أجل تهرييبه وآخر يصدّق بفكرة موته طبيعياً. 

ويأتي هنا الموقف الايراني الذي يشغل حيّزاً كبيراً من هذه القضية، كون تفجير منطقة بئر حسن يستهدف السفارة الايرانية -إذ أنّه أودى بحياة الكثير من الايرانيين ومنهم الملحق الثقافي الايراني الشيخ ابراهيم الأنصاري- خاصّة أن الجمهورية الاسلامية الايرانية توقّعت مسبقاً الإعلان عن وفاة الماجد بين ليلة وضحاها. 

وبعد أن تمّ الإعلان عن موت الماجد أصدرت ايران بياناً أكّدت خلاله أن موت الماجد لن يؤثّر على القرار الايراني في متابعة الحقوق الايرانية على الصعيد الدولي كلشف ملابسات الهجوم الارهابي على سفارتها، كما أكّد البيان أن ايران لن تتراجع عن مساعيها الرامية للكشف عن الجهات كافّة، سواء من خطّط أو نفّذ أو موّل هجوم السفارة حتّى يتمّ تقديم للمحاكمة لينالوا جزاءهم، داعية المسؤولين اللبنانيين لبذل الجهود والتعاون المستمرّ مع ايران في هذا الشأن، مؤّكدة أن محاربة الإرهاب والتطرّف بات أمراً واجباً على الجميع لضمان استقرار المنطقة. 

وفي موقف آخر لايران، اتّهم رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي السعودية في دعم العمليات الإرهابية وقادة الإرهاب في المنطقة وعلى رأسهم "ماجد الماجد"، وأوضح بروجردي أن السعودية كانت قلقة من كشف ارتباطها بماجد الماجد لذلك لم ترغب في التحقيق معه في بيروت، لافتاً إلى ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بإجراء الفحوصات والاختبارات الجنائية اللّازمة لمعرفة أسباب وفاة الماجد وأن تعدّ تقريراً عن ذلك. 

كما شدّد بروجردي على أنّه بات واجب على السفارة الايرانية في بيروت والمسؤولين الايرانيين في طهران وأعضاء الوفد الايراني الذي أرسل إلى بيروت للمشاركة في التحقيق مع الماجد لمتابعة حقيقة الوفاة وأسبابها. 

تصريحاً أو تلميحاً وعلى لسان أكثر من مسؤول، تلفت إيران إلى اعتقادها بتصفية الماجد وتدعو المسؤولين اللبنانيين إلى التنبه والاهتمام بأبعاد موته، وإذ تغمز من قناة ارتباطاته مع مسؤولين سعوديين تطلب تزويدها بما يتوفر من معلومات لدى السلطات اللبنانية عنه.

وتحدّث عوض حيدر بور عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني عن "خيوط كثيرة لا تزال موجودة ويمكنها كشف الكثير عما يجري من استهداف للمنطقة، معرباً عن الشكر "للسلطات اللبنانية وجميع الأجهزة الأمنية على تعاونها سابقاً والآن وفي المستقبل لكشف هذه الخيوط".

كما أكّدت مصادر ايرانية أن وفاة الماجد لا تعني ضياع المعلومات التي كانت بحوزته بمقدار ما تعني فضح أعداء المحور التي تتزعمه إيران. 

وضمن هذا السياق يرى حسين شريعة مداري المدير المسؤول ورئيس تحرير صحيفة "كيهان" "أن مقتل جسر الإرهابيين في المنطقة يشكل فاجعة لأربابه على عكس ما يتصورون. هو حادث كشف الستار عن نفاق البعض وحمل رسالة واضحة للمرتزقة المدعومين من اسرائيل والسعودية وقطر وبعض الدول الأخرى بأن لا قيمة لهم عندما ينتهي دورهم وتتم تصفيتهم بهذا الشكل" على حدّ تعبيره.

وبعد أن كان مقرّراً إرسال وفد ايراني إلى بيروت للتحقيق مع الضليع باستهداف السفارة الايرانية في بيروت، إلّا أن حيلولة وفاة الماجد حالت دون هذا التحقيق، لكن هذا الحدث لم يردع ايران عن متابعة ملاحقة حقوقها القانونية، لذا قرّرت إرسال وفد يقوم بالتحقيق بأسباب وفاته، ويتألّف هذا الوفد من وزارتي الخارجية والعدل الذي توجّه إلى بيروت من أجل تشريح جثّة الإرهابي السعودي ماجد الماجد ودراسة أبعاد حادثة وفاته. 

وبعد أن أقفلت الدولة اللبنانية ملفّ قضية الماجد بتسليم جثّته إلى "ذويه" بال سعودية، لم تتوانَ الجمهورية الإسلامية عن قرارها بالتحقيق بملف الماجد وملابسات موته الذي بات فضيحة للمحور الاسرائيلي الأميركي السعودي وحلفائه أكثر من أن يكون ستراً على جرائمهم التي شهد عليها المجرم الراحل "المقتول" ربّما.


رقم: 339398

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/339398/الايرانيون-والماجد-والهدف-بندر

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org