0
الاثنين 29 كانون الثاني 2018 ساعة 20:48

نموذج من أخلاق الرسول الأعظم

نموذج من أخلاق الرسول الأعظم
سمو الأخلاق عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاذبية شخصيته، حيث إن أخلاقيته (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت من العلو والصفات الإنسانية السامية لدرجة أن ألد أعدائه كان يقع تحت تأثيرها كما أن مكارم الأخلاق التي أودعت فيه كانت تجذب وتشد المحبين والمريدين إليه بصورة عجيبة، وإذا ما ذهبنا إلى القول بأن السمو الأخلاقي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان معجزة أخلاقية فإننا لا نبالغ في ذلك، كما سنوضح لذلك نموذجاً من هذا الإعجاز الأخلاقي...

ففي فتح مكة وعندما استسلم المشركون أمام الإرادة الإسلامية، ورغم كل حربهم للإسلام والمسلمين ولشخص الرسول الكريم بالذات، وبعد تماديهم اللئيم وكل ممارساتهم الإجرامية ضد الدعوة الإلهية... بعد كل هذا الذي فعلوه فإن رسول الإنسانية أصدر أمراً بالعفو العام عنهم جميعاً، وغض الطرف عن جميع الجرائم التي صدرت منهم، وكان هذا مفاجأة للقريبين والبعيدين (الأصدقاء، والأعداء)، وكان سبباً في دخولهم في دين الله أفواجاً بمصداق قوله تعالى: (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) (النصر:) لقد وردت في كتب التفسير والتاريخ قصص كثيرة حول حسن خلق الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في عفوه وتجاوزه وعطفه ورأفته، وتضحيته وإيثاره وتقواه إلا أننا سنكتفي بما يلي:

جاء في حديث عن الحسين بن علي (عليهما السلام) أنه قال: سألت أبي أمير المؤمنين عن رسول الله كيف كان سيرته في جلسائه؟

فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عثراته ولا عورته ولا يتكلم إلا في ما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كإنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث... (1).

نعم لو لم تكن هذه الأخلاق الكريمة وهذه الملكات الفاضلة لما أمكن تطويع تلك الطباع الخشنة والقلوب القاسية ولما أمكن تليين أولئك القوم الذين كان يلفهم الجهل والتخلف والعناد، ويحدث فيهم انعطافاً هائلاً لقبول الإسلام ولَتفرّقَ الجميع من حوله بمصداق قوله تعالى: لانفضوا من حولك.

وكم كان رائعاً لو أحيينا والتزمنا بهذه الأخلاق الإسلامية القدوة، وكان كل منا يحمل قبساً من إشعاع خلق وأخلاق رسولنا الكريم وخاصة في عصرنا هذا حيث ضاعت فيه القيم، وتنكب الناس عن الخلق القويم.

والروايات في هذا الصدد كثيرة، سواء ما يتعلق منها حول شخص الرسول الكريم أو ما يتعلق بواجب المسلمين في هذا المجال، ونستعرض الآن بعضاً من الروايات في هذا الموضوع.

جاء في حديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " (2) ولذا فإن أحد الأهداف الأساسية لبعثة الرسول السعي لتكامل الأخلاق الفاضلة وتركيز الخلق السامي.

وجاء في حديث آخر عنه (صلى الله عليه وآله): " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار " (3).وورد عنه أيضاً (صلى الله عليه وآله): " ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن " (4).ونقل عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " أحبكم إلى الله أحسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون.

وأبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الإخوان، الملتمسون للبراء العثرات " (5)ونقرأ في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق " (6).وجاء في حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام): (إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً) (7).وورد حديث عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) أن الرسول (صلى الله عليه وآله) قال:

" عليكم بحسن الخلق، فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق، فإن سوء الخلق في النار لا محالة " (8).

إن ما يستفاد من مجموع الأخبار المتقدمة بشكل واضح وجلي أن حسن الخلق مفتاح الجنة، ووسيلة لتحقيق مرضاة الله -عزوجل-، ومؤشر على عمق الإيمان، ومرآة للتقوى والعبادة... والحديث في هذا المجال كثير جداً.
رقم : 700715
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم