0
الأحد 25 شباط 2018 ساعة 14:57

الحب والتراحم في الاسلام

الحب والتراحم في الاسلام
وإن للحب في الله ثوابًا عظيمًا، فقد قال "صلى الله عليه وسلم": قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي، وقال حسن صحيح.

وفي الموطأ وصحيح ابن حبان أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ.

وإن التراحم والأخوة في الله هي طريق إسعاد البشرية بوجه عام؛ لذلك لا يتصور للجماعة المسلمة أن تقوم أو يشتد عودها بدونها، قال تعالى: (إنما المؤمنون أخوة )، الحجرات. 10.

وقد حث النبي "صلى الله عليه وسلم" على الرحمة، ورتب عليها الثواب الجزيل يوم العرض والجزاء فقال:(الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ،ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)(رواه أبو داود والترمذي).

وحذر النبي "صلى الله عليه وسلم" ممن ليس في قلوبهم رحمة لعباد الله فقال صلى الله عليه وسلم (مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمُهُ اللَّهُ) (رواه البخاري ومسلم).

وبالأخوة الإيمانية والتراحم يصبح أفراد الجماعة المسلمة كأغصان الشجرة الواحدة لا تكاد تؤثر فيها عواصف الأعداء، أو رياح الأهواء، كما قال النبي "صلى الله عليه وسلم": "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ ". رواه مسلم عن النعمان بن بشير.

والأخوة لكي تؤدي ثمارها المرجوة لابد أن تنطلق من الإيمان بالله فإنهما ركيزتان متلازمتان لا يستغني أحدهما عن الآخر.

فالأخوة الإيمانية واجب ديني، فعلى كل موحد صادق أن يراجع نفسه، ويرى علاقته بأخوته، ومدى تطابقها مع تعليمات الشريعة السمحة.

وكذلك فإن التقصير في تأدية واجبات الأخوة الإيمانية له أثر كبير في تمزيق الأخوة الإيمانية وإضعافها.

والناظر إلى أحوال الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها يرى انحدارًا عظيمًا لا يليق بها، ويرى هوة شاسعة بين ما نعلمه، وبين ما نطبقه بالفعل، فكلنا يعلم أن هناك حقوقًا كثيرة للأخوة، ولكن إذا نظرت إلى الواقع رأيت أناسًا لا يتعارفون إلا عند المصلحة، وإن السبب الأساسي فيما تحياه الأمة الآن بعد التفريط في حقوق العبودية، هو تضييع حقوق الأخوة،

وتوضيح ذلك: أن النبي "صلى الله عليه وسلم" ما أنشأ دولة الإسلام إلا بعد تصحيح العلاقة بين العبد وربه ببناء المسجد، وبين العبد وأخيه بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، فلما حققوا العبودية لله، وقاموا بحقوق الأخوة سادوا الدنيا وملكوها، ودانت لهم الأمم.

ولما بَعُد الناس عن ربهم، وضيعوا حقوق الأخوة تمزقت الأمة، وصارت الدولة مترامية الأطراف دولًا، بل ودويلات، حتى رأينا المسلمين يدفعون الجزية في الأندلس، بل ورأينا الأب يقتل ابنه، والابن يقتل أباه وأخاه.

عباد الله: لقد حض الإسلام على الرحمة والأخوة، وحث عليهما، وأمر بهما، ووجه العباد إلى التراحم فيما بينهم ليسود بينهم الحب والوئام والسلام.
مصدر : اسلام تايمز
رقم : 707430
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم