0
الاثنين 21 أيار 2018 ساعة 15:48

كواليس الصفقات السرية بين العرب والصهاينة

كواليس الصفقات السرية بين العرب والصهاينة
وبات مردخاي صاحب الكلمة المفتاحية للعديد من جيران إسرائيل بالمنطقة، يسافر ويعود، يهدئ الخواطر، يتوسط، يحل مشاكل، ليس فقط بالمناطق الفلسطينية، وإنما في هيئة الأركان العامة للجيش، ومؤسسات الحكم في إسرائيل، وصولا للشرق الأوسط والساحة الدولية" بحسب ما ذكرت مصادر عبرية.

وقد تحول مردخاي إلى شخصية محورية، وتعتبره وزارة الخارجية الإسرائيلية سلاحها السري، والورقة الرابحة لجهازي الموساد والشاباك؛ نظرا لتأثيره المباشر على الدبلوماسيين الأجانب، حيث يلتقى جميع من يزور إسرائيل تقريبا، ويحضر اجتماعات الدول المانحة للفلسطينيين في بروكسل، ويطوف مرات لا معدودة لدى دول العالم ذات العلاقة بالصراع مع الفلسطينيين".

وكشفت المصادر أنه تم تكليف مردخاي بعدة مهام وزيارات سرية في الدول العربية، دون كشف تفاصيل إضافية، مؤكدة أن منسق الجيش السابق كان قد زار معظم العواصم العربية، غالبيتها بزيارات سرية، حيث نفذ مهام باسم الجيش والحكومة الإسرائيلية و«الموساد» و«الشاباك».

وأوضحت المصادر أن "مردخاي أصبح ضيفا مقيما في البيت الأبيض، نال إعجاب مبعوثي الرئيس جيراد كوشنير وجيسون غرينبلاث، وقام بزيارة مصر وعدد من الدول العربية، من الخليج وحتى أماكن يحظر التفكير بأنه يزورها إطلاقا، سواء لقضاء إجازته الشخصية، أو تنفيذ مهام سرية، أو القيام بإجراء وساطات خاصة لا تجد طريقها لوسائل الإعلام".

وأشارت إلى أن "جهاز الموساد جند مردخاي لتنفيذ احتياجاته، وبنيامين نتنياهو الرجل الذي يتشكك بالعادة بمن حوله، لا يقطع خطوة في الملف الفلسطيني دون مردخاي، حتى أن المسؤولين الفلسطينيين بات عليهم من الصعب تدبير شؤونهم من دونه، وقد بات ضيفا دائما على كبرى الفضائيات العربية، يتحدث من استوديوهاتها ببزته العسكرية، باللغة العربية، ثم أنشأ موقعه على شبكة الإنترنت باسم "المنسق"، بموافقة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، الذي يتابعه أكثر من نصف مليون حساب فيسبوك".

وهكذا بات مردخاي (54 عاما) إحدى أكثر الشخصيات شهرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد أن خدم في الجيش ضمن لواء غولاني، ثم سلاح المخابرات، وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، ومن حينها بدأت معرفته بالعالم العربي، ثم عمل ناطقا باسم الجيش بتكليف من قائد الجيش السابق بيني غانتس.

وقالت المصادر إن "مردخاي عمل في التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في مرحلة مبكرة، وترأس اللجنة الأمنية المشتركة معها، ثم رئيسا للجنة التنسيق والارتباط مع قطاع غزة، ثم الضفة الغربية، ودرج على ترديد عبارة "فرق بين أن تفهم اللغة العربية، وأن تفهم العرب"، بحيث أنه بات يفهم العرب جيدا، بم يفكرون، وماذا يقصدون، وبماذا يشعرون، ولعله الوحيد من جنرالات الجيش الذي تنبأ باندلاع حرب الجرف الصامد 2014، بسبب انفجار الوضع في غزة".

ومواصفات مردخاي الشخصية شجعته في أول حياته لمهمة تجنيد العملاء والجواسيس، قبل ظهور عالم التجسس الإلكتروني والتقني من خلال حروب السايبر والوحدة 8200، وقد آمن باللقاء بالعملاء وجها لوجه والنظر للعينين".

وهناك العديد من العملاء الذين جندهم مردخاي، وتحولوا لليهودية، حتى أنه خلال خدمته في المناطق الفلسطينية تحول لما يمكن وصفه نصف فلسطيني، فأقام علاقات وثيقة مع كبار ضباط السلطة الفلسطينية، منحوه ثقتهم بعيون مغمضة، ما ساعد في حل الكثير من المشاكل الميدانية".

الجنرال دورون عمير، أحد المسؤولين السابقين عن مردخاي، يقول إن "من الملفات التي تدخل فيها مردخاي في السنوات الأخيرة قضية الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة، وقد منح عائلاتهم ثقته، وطمأنهم على عودة أبنائهم، لكنه كان يردد أمامهم بكل تجرد: لن يساعد أي ضغط على حماس باستعادتهم، صدقوني لن يجدي ذلك مع حماس".

ويضيف عمير أن "مردخاي قرر منع زيارة أسرى حماس في السجون الإسرائيلية، وأوقف خروج المرضى من غزة للعلاج في الخارج، وكل ما عرض أمامه من مقترحات لاختطاف قادة حماس للمساومة عليهم في صفقة التبادل رفضها، بل قابلها بالضحك والسخرية؛ لأن هناك ثلاثة آلاف أسير من حماس، بينهم العديد من القادة والزعماء، فهل اختطاف عدد آخر منهم سيغير مطالب حماس، ويخفض سقفها، وهل يحتمل ذلك أن نعرض قوة خاصة من الجيش للخطر لتنفيذ هذه المهمة الحرجة".

ومردخاي كان له دور كبير في إقناع المصريين بإدخال بضائعهم إلى غزة، من خلال العوائد والأرباح التي سيستفيدون منها، وجند لذلك كوشنير وغرينبلاث في إقناعهم، وبعد أن رأوا الدولارات بأعينهم، تطور الأمر لنقاشات سياسية في الحديث عن مستقبل سيناء ضمن وضعها في تصور لحل الصراع مع الفلسطينيين".
رقم : 726355
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم