QR CodeQR Code

الكيان الصهيوني يفشل بتحقيق أهدافه في سوريا

اسلام تایمز , 24 أيار 2018 00:32

خاص (اسلام تايمز) - منذ البداية والكيان الصهيوني يشكل أحد أهم العناصر الضالعة في الأزمة السورية وسعى دائما بطريقة مباشرة وغير مباشرة للخروج من أي تطور يخص سوريا بدور الكاسب او بالحد الأدنى أقل الخاسرين خاصة فيما يتعلق بمصالحه السياسية والأمنية.


وقد حاول في البداية كسب الشرعية من خلال الدول العربية التي كانت حتى الامس القريب تعتبر إسرائيل كيان غير شرعي مزروع في قلب الامة العربية والإسلامية وخاضت معه ثلاثة معارك كبرى بشكل شبه جماعي 1948 و 1967 و 1973، بالإضافة الى العمليات البطولية للمقاومة الفلسطينية على مدار الأعوام الماضية، ولكن الكيان الإسرائيلي يسعى حاليا الى تعميم اتفاقية كامب ديفيد من مصر واتفاقية وادي عربة مع الأردن بالإضافة الى اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، بإبرام اتفاقية تطبيع جديدة مع الأنظمة العربية لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم السلطة السعودية التي غازلت في اكثر من مناسبة كيان الاحتلال مستغلة غياب الدور العربية المحورية التي كانت سداً منيعاً لمثل هذه الحركات ومن بينها سوريا.

وقد تمكن الكيان الصهيوني من اخراج القضية الفلسطينية من قائمة أولويات العالم العربي والإسلامي خلال الأزمة السورية من سحب البساط من تحت أقدام الفلسطينيين وإخراج قضيتهم من سلم أولويات المواطن العربي الذي بات مشغولا بأمنه وتوفير المقومات الأساسية للعيش والاستقرار، وهو ما تجلى بشكل واضح في ضعف ردود الأفعال الشعبية على القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن بعض قادة الدول العربية والإسلامية، وفي مسعى منها لإرضاء "الحليف" الأمريكي، بدأت تجاهر علنا بوجود علاقات تطبيعية مع الكيان الاسرائيلي، لكن هذه الانظمة على دراية جيدة بأن مستوى هذه العلاقات والاتصالات ستكون سطحية نتيجة الرفض الشعبي الكبير، وعلى العكس تشجع إسرائيل بعض الوجوه السورية واللبنانية على الحديث علانية عن ضرورة التطبيع ما يؤدي الى زعزعة الاستقرار السياسي والتماسك الأمني.

ولا شك بأن الأزمة السورية سببت شرخا كبيرا بين دول المنطقة واسرائيل هنا عملت على توسيع هذا الشرخ وبالتالي منع تشكيل أي تكتل قوي "سياسي أو أمني أو حتى عسكري" يضم طيفا واسعا من الدول الإسلامية لمواجهتها اقل على المدى القريب نتيجة حالة التشرذم الموجودة.

وعمد الكيان ومنذ انطلاق شرارة الاحداث في سوريا الى تقديم الدعم المالي والعسكري للمعارضة السورية من أجل تحقيق هدفين اثنين: استمرار الفوضى في سوريا من جهة، ومن جهة ثانية تشكيل جبهة حليفة داخل الأراضي السوري تكون مقدمة لتوفير الشرعية للكيان الإسرائيلي في المرحلة التالية.

وبالإضافة الى الفوائد التي تمكن الكيان الاسرائيلي من كسبها، فإن الأزمة السورية ألحقت ضررا بالغا بهذا الكيان، بعد فشله في ادارة حربه مع محور المقاومة.

وقد رسخت الأزمة السورية بشكل واضح محور المقاومة واظهرت متانة وقوة هذا التحالف الممتد من طهران الى بيروت، وعلى وجه الخصوص تعزيز الدور الايراني ودور حزب الله اللذان أصبحا لاعبين يحسب لهما الف حساب في المنطقة.

وعلى الكيان الاسرائيلي ان يأخذ بالحسبان المقاومة السورية التي تشكلت في جبهة الجولان المحتل والتي بدأت مراسمها تضح أكثر خلال الايام القليلة الماضية بعد اعتراف اسرائيل بسقوط عشرات القذائف الصاروخية على مواقعها الامنية في الهضبة السورية، وهذه الجبهة ستشكل اذا ما رُبِطت بجبهة جنوب لبنان صداع كبيراً وتهديد وجودي للكيان الاسرائيلي.

واذ تعتبر سلطات الاحتلال أن ايران أكبر تهديد وجودي لها واتهمت أكثر من مرة القوات الايرانية بإنشاء مراكز عسكرية متقدمة في الجنوب السوري، وعليه فان ظن اسرائيل قد خاب بسقوط دمشق خلال السنوات الماضية واتت نتائج الانتصار السوري كما لا تشتهيا السفن الاسرائيلية اطلاقا.

ويمكن القول ان الكيان الاسرائيلي، وباعتباره التهديد الرئيس للعالم الإسلامي والعالم العربي، حاول دائما تهويل وتعظيم الأزمات الداخلية في هذه البلدان من أجل تحقيق بعض المكاسب والصيد في الماء العكر، وبالنظر إلى مكاسب وخسائر الكيان الإسرائيلي من الأزمة السورية يجب التنبه إلى نقاط هامة منها، السعي لحل الازمة السورية بشكل سريع وبالتالي تفويت الفرصة أمام الكيان الإسرائيلي للاستفادة أكثر من حالة الفوضى تلك، فسوريا كانت وماتزال تشكل المحور الأول للمقاومة في وجه هذا الكيان الغاصب.

ومحاولة حل كل النزاعات الداخلية في العالمين العربي والإسلامي بشكل دبلوماسي، والقضاء على شبكة التحالفات التي حاكها الكيان الاسرائيلي على مدار الاعوام السابقة مع بعض الأنظمة الرجعية لا سيما مماليك النفط العربية.

بالإضافة إلى تقوية وتعزيز محور المقاومة للوقوف بوجه التوغل الإسرائيلي في بعض في أزمات الدول الإسلامية والعربية وايلاء هذا المحور كافة الإمكانيات المتاحة.

وفي المقابل يجب العمل على زيادة النشاطات والفعاليات في مختلف المجالات السياسية والإعلامية وعلى كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية لإبراز القضية الفلسطينية كقضية إسلامية جامعة وإعادة الزخم لها بالتوازي مع فضخ الممارسات الإسرائيلي بحق الفلسطينيين ما سيقلص كثيرا من مكاسبه التي حققها خلال الفترة الماضية.


رقم: 726952

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/726952/الكيان-الصهيوني-يفشل-بتحقيق-أهدافه-في-سوريا

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org