تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة وتعويض الوقت الضائع

ومع عودة الحريري من السعودية، تعود المشاورات بخصوص تأليف الحكومة والعمل على إزالة العقبات من طريقها، مع إصرار معظم الكتل النيابية على ضرورة الإسراع في ولادة قريبة للحكومة العتيدة.

ولفتت اوساط متابعة لمسار التأليف إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة لن يكون صعباً وقد حسم جزء أساسي منه قبل بدء المناقشات الحقيقية، موضحة أن في الحكومة الثلاثينية هناك 15 حقيبة للمسيحيين و15 حقيبة للمسلمين، واذا كان هناك 4 حقائب المسيحية حسمت للقوات وحقيبة للمردة، اضافة الى 8 حقائب لـ"التيار الوطني الحرّ" ورئيس الجمهورية، وحقيبة سيحصل عليها تيار "المستقبل" مقابل اعطائه حقيبة سنية لحصة الرئيس، تبقى حقيبة واحدة تتأرجح بين "التيار" و"الكتائب" في حال تم تمثيله في الحكومة.

في المقابل فإن الحقائب الـ15 من حصة المسلمين، حسم منها الحقائب الشيعية التي تقاسمها كل من "حزب الله" وحركة "امل"، 3 لكل منهما، اما الحقائب السنية، فإضافة الى حصول رئيس الجمهورية على حقيبة مقابل حصول "المستقبل" على حقيبة مسيحية، حسم الرئيس سعد الحريري 4 حقائب من حصته، لتبقى حقيبة واحدة تتأرجع بين توزير كتلة "الوسط" او توزير احد سنّة الثامن من اذار.

ويبقى من حصة المسلمين 3 حقائب درزية، التي حسم حصول الحزب "الاشتراكي" على حقيبتين، في حين ان الحقيبة الثالثة ستخضع للتفاوض لان "التيار الوطني الحر" يحاول توزير النائب طلال ارسلان حتى لو تطلب الامر مبادلة.

بذلك تكون الحصص التي لم تحسم بعد في الحكومة هي حقيبة درزية يتفاوض عليها "التيار الوطني الحرّ" والحزب "الاشتراكي"، وحقيبة سنية تتأرجح بين سنة الثامن من اذار وكتلة "الوسط"، وحقيبة مسيحية قد تكون من حصة "الكتائب".

وبشأن البيان الوزاري، ترى مصادر أن هناك تفاهماً فيما يخص بيان الحكومة العتيدة، مؤكدة أن لا إشكالات حول البند المتعلق بالمقاومة، ولفتت إلى أن كل القوى متفقة على أن الإسراع بإعلان الحكومة الجديدة يسهل عملية الاتفاق على البيان الذي قد يكون مشابهاً إلى حد كبير بيان الحكومة السابقة التي تقوم حالياً بتصريف الأعمال.

وتأمل المصادر بان يتم تعويض الوقت الضائع بالأيام الماضية، بتكثيف الاتصالات واللقاءات من أجل التوافق على شكل الحكومة وتوزيع الحقائب فيها، مبينة أن المهمة ليست سهلة أمام الرئيس المكلف إلا أنها أكدت في الوقت ذاته على أنها ليست مستحيلة في ظل الأجواء الإيجابية التي يتحدث عنها الجميع.