0
الثلاثاء 12 حزيران 2018 ساعة 23:50

كيف سقطت الإمارات في معركة الساحل الغربي؟

كيف سقطت الإمارات في معركة الساحل الغربي؟

ومع الاعترافات الواسعة داخلياً وخارجياً بتلك الانتكاسات، والمبررات الواهية أولها التخوين، وآخرها ضعف الإرادة القتالية والتصدع الداخلي للتحالف، تقول مصادر في المقاومة الجنوبية أن طارق صالح لجأ إلى اللواء هيثم قاسم طاهر بعد سقوط المواقع التي سلمتها القوات الجنوبية لقواته لحمايتها في منطقة الجاح جنوب التحيتا، وأشارت المصادر أن طارق صالح حاول تبرير فشل قواته وانهيارها أمام مقاتلي أنصار الله خلال الأيام الماضية، وطلب من اللواء هيثم قاسم فرصة أخيرة لإعادة الثقة بين قواته والجنوبيين الذين يتهمون قواته بالخيانة.

ووفقاً للمصدر فقد اجتمع طارق صالح "الأحد" باللواء هيثم قاسم في الخوخة، ووبخ الأخير طارق صالح وقواته، ووصفه بالعاجز والفاشل، إلا أن اللقاء ناقش مستجدات الوضع العسكري بعد السخط الشعبي الجنوبي الهائل على الإمارات وقوات طارق بعد هروبهم من "الجاح" وماتبعها من انهيارات، دفعت فيها القوات الجنوبية ثمناً باهضاً. وبحسب المصادر، فإن اللواء هيثم قاسم اشترط تعزيز قوات طارق بقوات موالية له، على أن تسلم المواقع هذه المرة لقواته وقوات جنوبية موازية.

وأكدت مصادر محلية أن القوات الجنوبية ترفض مشاركة قوات طارق في مواجهات الساحل الغربي، وتعتبر بقاء تلك القوات أساس نكساتها في المواجهات.

وذكرت مصادر أن قيادات جنوبية وإماراتية وجهت باستدعاء كافة الجنود الجنوبيين الذين كانوا في إجازات، للحضور والمشاركة في معركة الساحل، إلا أن تلك التوجيهات قوبلت برفض الجنود والضباط العودة، سيما بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها القوات الجنوبية خلال الأسبوع الماضي.

وتحاول الإمارات تبرير فشلها المخزي بالقول: أنها لا تستطيع السيطرة على قواتها، وأن تحركاتهم فردية، غير أن مصدر إعلامي أمريكي ، أكد عدم صحة المزاعم الإماراتية بأنها لا تسيطر على القوات اليمنية الموالية لها، وأوضح المصدر أن القوات الموالية للإمارات لا تستطيع السيطرة على مدينة الحديدة بمفردها، لافتاً إلى أنه من الواضح أن تلك القوات تعتمد على القوة الجوية للتحالف السعودي والدعم البري الإماراتي.

وقال مسؤول أمريكي سابق في البيت الأبيض، أن العديد من المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أن الإمارات لن تهاجم الحديدة من دون دعم الولايات المتحدة، وأفاد جوست هيلترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، بأنه لا يمكن للقوات الموالية للإمارات أن تنجح في مواجهة أنصار الله من دون دعم الإمارات العربية المتحدة. وأضاف أن الجانب الإماراتي هو الآخر لا يستطيع النجاح في مواجهة أنصار الله من دون ضوء أخضر ودعم أمريكيين. ولمح هيلترمان إلى أن الترويج لفكرة أن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة لا تملكان سيطرة على المقاتلين اليمنيين في معارك الساحل الغربي، يتيح للدولتين قدرة إنكار معقول، في حال تم الهجوم على الحديدة، في إشارة إلى محاولة الجانبين التهرب من المسؤولية عن تبعات المعركة، بخاصة على المستوى الإنساني.

وتعتبر تصريحات الجانب الإماراتي حول غياب تأثير أبوظبي على الفصائل اليمنية المقاتلة في الساحل الغربي لليمن، بأنها تتعارض مع المشهد على خط تلك الجبهة أواخر الشهر الماضي، و الذي حمل إشارة على أن المرتزقة اليمنيين "هناك" لا يتحركون دون أوامر إماراتية.

وحسب المصدر الأمريكي، أقر أحد المقاتلين في جبهة الساحل الغربي لليمن أن رواتبهم يجري دفعها من قبل الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب مبالغ نقدية إضافية، يحصل عليها بعض عناصر ما يسمى بـ المقاومة بصورة يومية في أكياس بلاستيكية على خط الجبهة، ولفت إلى أن قادة ميدانيين في تلك المقاومة ابلغوه بأنهم يتلقون أوامرهم من حكومة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك ضباط إماراتيين كباراً، يتمركزون على ساحل البحر الأحمر.

ونوه المصدر بأن نجاح القوات المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي في أي محاولة للسيطرة على الحديدة، غير مؤكد إلى حد بعيد. مبيناً بالاستناد إلى تحليل عسكري أجراه الجيش الأمريكي في هذا الخصوص، أن تلك القوات تعاني من “ضعف إرادة القتال”، إلى جانب صعوبات أخرى يواجهها عناصر تلك القوات، على نحو يبطئ من وتيرة العملية العسكرية باتجاه الحديدة. وبحسب المصدر، فإن عناصر عسكرية من تلك القوات، و المتمركزة على الخطوط الأمامية أقرت بأنها مترددة إزاء القتال.

واستند المصدر على الوثيقة العسكرية الصادرة عن الجيش الأمريكي، للوقوف عند ما سماه الانتكاسات الأخيرة للمقاتلين اليمنيين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة، عندما حاولوا الاندفاع شرقاً باتجاه مدينة تعز، التي تسيطر عليها حركة أنصار الله بصورة «جزئية».

وبحسب ما جاء في الوثيقة المذكورة، فإن الحرس الرئاسي الإماراتي أشار إلى أن عمليات شرق المخا لم تجر كما كان مخططاً لها، وأن "قواته" تكبدت العديد من الخسائر والإصابات، وعانت من إشكالات في استخدام الأسلحة، إلى جانب تعرضها لـ”أعطال تشغيلية”، موضحاً أن الدوائر الإماراتية نفسها وصفت مسار المعارك هناك بـ”الجهنمي” و”المهلك".
 
رقم : 731360
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم