0
الأربعاء 13 حزيران 2018 ساعة 23:52

سياسياً.. هل يصل العراق إلى بر الأمان؟

سياسياً.. هل يصل العراق إلى بر الأمان؟
وهذا التحالف الجديد يأتي في وقت حساس بالنسبة للمواطن العراقي، خاصّة بعد حادثة إحراق صناديق الاقتراع المفتعلة والتي أراد منها البعض إدخال البلاد في مصير مجهول بعد نجاح يسجّل لجميع العراقيين بعقد الانتخابات في فترة قياسية بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي.

ووجدت الكثير من الأطراف العراقية في الأمر خطوة إيجابية وبداية لخارطة طريق سياسية، من ضمنها الحزبان الكرديان الرئيسيان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وكذلك أحزاب عراقية أخرى قريبة من كلا الكتلتين، الأمر الذي يشي بتشكيل حكومة في وقت أسرع نسبياً.

وتحمل الكتلة الأكبر اليوم في الحكومة العراقية، توجّهات واضحة إزاء واشنطن سواءً فيما يتعلّق بالتحركات الأمريكية السياسيّة، أم بالحضور العسكري الأمريكي في العراق.
ويعد الجانب الأمريكي، الخاسر الأكبر من هذا التحالف بسبب إصرار الكتلتين على ضرورة الخروج الأمريكي من العراق في أسرع وقت ممكن.

واعتبر جايد بابين، المسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، في مقال له نشر بصحيفة الواشنطن تايمز أن أي حكومة عراقية يسيطر عليها مقتدى الصدر ستكون عدوة لأمريكا، فقد عاش الصدر وتياره لسنوات على الدعم الإيراني، وكانت طهران ملاذاً لقادة التيار الصدري "، مضيفاً أنه "منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، مثّل مقتدى الصدر تحديّاً للقوات الأمريكية، وأدلى بتصريحات مناهضة لها، وكانت له فصائل قاتلت القوات الأمريكية، وسبق له أن رفض التحدث مع المسؤولين الأمريكيين في العراق، ومنهم بول بريمر، عندما كان يحاول تشكيل الحكومة"، بحسب ما ذكر المسؤول الأمريكي.

وفي المقابل، قد لا تتخلى أمريكا بسهولة عن مشروعها في العراق، وبالتالي ومع اتضاح معالم المشهد العراقي قد يكون هناك تقارباً أمريكياً أكبر مع الأكراد وعودة إلى مشروع التقسيم بحلّة جديدة.

وهناك توصيات أمريكية صدرت عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قبيل الانتخابات العراقية حول ضرورة إمساك واشنطن بزمام الوساطة بين أربيل وبغداد للتأثير على المشهد العراقي، والتلويح بورقة التقسيم مجدداً في حال كانت نتيجة الانتخابات الخروج الأمريكي من العراق.

ويعدّ الشعب العراقي أحد أبرز المستفيدين من التحالف الجديد الذي يشي بخروج أسرع من الواقع الحالي عبر تشكيل حكومة جديدة عنوانها التوافقية والوطنيّة كما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك بين الكتلتين، وتشير الوعود والبرامج المتقاربة للعامري والصدر بتشكيل حكومة قوية تستطيع أن تقدّم ما ينتظره الشعب العراقي من إنجازٍ وخدمات، ولاسيّما أن مستوى التعاون يؤكد أن البرنامج الحكومي سيكون مناسباً لمواجهة التحديات والأزمات والمشكلات التي يمرّ بها العراق في هذه المرحلة والمراحل القادمة، ومن أهمها توفير الاحتياجات ومعالجة الأزمات والإشكالات التي تهم المواطن.
والحكومة المرتقبة لن تكون حكومة وسطية بالمعنى السلبي، بل حكومة وسطية بالمعنى الإيجابي كونها ستقطع الطريق على وجود بعض الأطراف "بيضة قبان" لتعطيل برنامج القوى الفائزة.

والتحالف الجديد لم يستثنِ أحداً من الكتل الفائزة، كما أنّه يحافظ على التحالف الثلاثي مع الحكمة والوطنية، إلا أنّه في الوقت عينه يؤكد أن من يرى البرنامج الحكومي لا ينسجم مع برنامجه أو لا يرى فيه برنامجاً ناجحاً من حقه التوجه إلى المعارضة، هذا التوجّه الواضح يمنع إبرام الصفقات وبالتالي إيجاد حكومة مكبّلة تحكمها التجاذبات والخلافات.

وسترخي المفاجأة الجديدة بظلالها على المشهد السياسي وتخفّف من حدّة التوتر السياسي القائم، لاسيّما في ظل الحديث عن أنّ "وفداً من تحالف الفتح يترأسه قيس الخزعلي زار المالكي وعرض عليه مبادرة يقودها العامري للصلح بين رئيس ائتلاف دولة القانون وزعيم التيار الصدري تمهيداً لدخول المالكي في التحالف الجديد، يبدو أن هناك مساعٍ لتشكيل تحالف يعزز الوحدة العراقية ويساهم في إبعاد شبح الاقتتال الداخلي الذي تسعى له بعض الأطراف الداخلية والخارجية ولاسيما بعد حادثة إحراق صناديق الاقتراع.

ويبدو أن المشهد العراقي في جبهات المواجهة ضد تنظيم داعش الإرهابي سيتكرّر اليوم بحلّة سياسيّة تعيد بناء عراق قوي قادر على مواجهة جميع المتربصين به داخلياً وخارجيّاً، فهل ستنجح محاولات العرقلة أم سيصل العراق إلى برّ الأمان سياسياً، بعد وصوله عسكرياً؟.
رقم : 731598
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم