0
الثلاثاء 19 حزيران 2018 ساعة 19:38

روسيا تحت مرمى نيران القناصين الإعلاميين

روسيا تحت مرمى نيران القناصين الإعلاميين
ولا أحد منهم بعترف بأنهم أنفسهم ،ومنذ فترة طويلة، يقومون بمحاولة التأثير وبسط النفوذ في كثير من الأحيان بشكل مباشرعلى مسار العمليات الانتخابية في بلدان أخرى.
 
 وإحدى الأدوات الرئيسية التي يستخدمها هؤلاء في اتهامهم هذا الموارد الإعلامية الخاضعة للرقابة في أمريكا والخارج، ومهمتهم هي توفير حقل معلومات مواتٍ لايصال عملاء الولايات المتحدة الى السلطة، وطبعاً تحت أعين ما يطلق عليهم "القناصة الاعلاميين" في روسيا، وهي التي كانت تقود سياسة مستقلة عن ارادة الغرب على مدى العقدين الماضيين. 

وهم لم يدخروا المال من أجل شراء الصحفيين من من أجل التلاعب عن طريقهم في وعي الجماهير وخلق المشاعر المناهضة للحكومة في المجتمع الروسي. 

ونتيجة لذلك، تتم عرقلة الانتخابات أو وضع شخص دمية في الرئاسة، أو القيام بـ "الميدان"، أي ثورة داخلية كما كان الحال في أوكرانيا عام 2014. وللحصول على الدعم والجو الاعلامي المناسب تمهيداً للانقلاب في أوكرانيا من عام 2011 إلى عام 2015 أنفق العملاء الأجانب أكثر من 40 مليون دولار. 

اما في حالة روسيا، فإن المبالغ أعلى من ذلك بكثير، ففي الفترة من 2015 إلى 2018 ومن أجل التأثير في الانتخابات الرئاسية في روسيا، خصصت الولايات المتحدة 80 مليون دولار، ويسمى هذا المبلغ بالمصادر المفتوحة والعامة. 

فما هي اذاً الأرقام الأخرى المخبأة تحت علامة "سرية"؟. 
هناك ثلاث قنوات رئيسية لتمويل الوسائل الاعلامية المعادية لروسيا:

 القناة الأولى: هي الوكالات والمؤسسات الإعلامية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية في أوروبا والقارات الأخرى.

ولدى الكثير منها فروع في روسيا ويمكن بثها مباشرة للجمهور الروسي، مثل صوت أمريكا، وإذاعة أوروبا الحرة / راديو الحرية، وغيرها. 

وهي مشابهة لفروع الشرق أوسطية والعالمية الاخرى مثل تلفزيون الحرة وراديو سافا، وإذاعة آسيا الحرة، ومكتب الإذاعة الكوبية. 

وهذه ليست القائمة كاملة، وجميعها تقريباً محكومة ومقادة من قبل وعبر مؤسسات حكومية أميركية وما يسمى بالمجلس الأميركي لاتحاد البث. (BGG) 
 
وتبث هذه الشبكات الأخبار والمعلومات بـ 61 لغة حول العالم، والجمهور الأسبوعي لشبكات BBG هو 278 مليون شخص  .
 
أما القناة الثانية لتمويل الدعاية المعادية لروسيا هي وسائل الإعلام في روسيا نفسها،و في بعض الأحيان يتم دفع الأموال مقابل هذه الخدمات من الصحفيين الروس مباشرة، كما يتم تقديم المال مقابل التدريب في روسيا أو حتى التدريب في الخارج ، بالاضافة للمكافآت الأخرى. 

وعلى سبيل المثال، قناة مطر (دوجد) المعارضة الروسية اتهمت مرارا وتكرارا بالتمويل الأجنبي، ففي عامي 2014 و 2015، تلقت القناة منحة مرتين بقيمة حوالي 100 ألف يورو من المديرية العامة للتنمية والتعاون في الاتحاد الأوروبي. 

وتمت كتابة اتفاقية مكتوبة حول التعاون مع BBG في عام 2013 من قبل بعض وسائل الإعلام الروسية ومن بينها مجموعة (RBC ) الاعلامية الروسية وهي تشمل قناة تلفزيونية وموارد في الإنترنت ووسائل الإعلام المطبوعة ولها جمهور ضخم في روسيا. 

وتقول المصادر أن جريدة "نوفايا جازيتا" الروسية حصلت على تمويل من الحكومة الهولندية، وهي واحدة من أكثر الدول المعادية لروسيا وعضو الناتو والاتحاد الأوروبي. وعقدت مع مؤسسة (Free press united) الهولندية اتفاقاً، حيث تم إبرام اتفاقية الشراكة من خلال انشاء موقع "العقدة القوقازية" وهو يدخل ضمن الجهات الاعلامية المعادية لروسيا. القناة الثالثة، هي ما يطلق عليه الإعلام الروسي "المستقل" وبعض الصحفيين. 

دعونا نعود مرة أخرى إلى الأمثلة، تلقى الصحفي في محطة الإذاعة "صدى موسكو"، مكسيم غانابولسكي، من BBG ما مجموعه 12800 دولار في الفترة من 2010 إلى 2014، تلقى الصحفي الروسي من جريدة "نوفايا جازيتا" ألكسندر بانوف في 2014-2015 ما يقرب من 67 ألف دولار من BBG ، كذلك هناك أسباب للاعتقاد بأن أنشطة الصحفي والمدون الروسي المستقل أوليغ كاشين يتم دفعها من الخارج،  كاشين يحب نشر المنشورات على تويتر، لكنه لا يعلن عن منشوراته لمصدر الإنترنت "Rus2Web" لسبب ما، ربما لأن هذا المورد هو جزء من شبكة راديو أوروبا الحرة / راديو الحرية ، التي تسيطر عليها BBG وهذا جزء صغير فقط من البيانات المتعلقة بالصحفيين ووسائل الإعلام التي تمولها الولايات المتحدة هذه الأرقام، التي تم تخصيصها لحرب المعلومات مع روسيا، تتحدث عن أقوى محاولة في العقود الأخيرة للولايات المتحدة وحلفائها للاستيلاء على الفضاء السياسي الروسي وزعزعة استقرار الوضع في البلاد،و في اذار 2018، أعاد الروس انتخاب فلاديمير بوتين. 

من الواضح أن البلاد سوف تستمر في اتباع نفس المسار المستقبل بدلاً عن التكيف مع سياسات واشنطن وهذا يعني أن الضغط الاعلامي من الخارج على المجتمع الروسي من المحتمل أن يزداد.
رقم : 732400
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم