0
الأحد 24 حزيران 2018 ساعة 21:30

ذكرى مأساة البقيع.. هكذا هدم الوهابيون أضرحة الأئمة

ذكرى مأساة البقيع.. هكذا هدم الوهابيون أضرحة الأئمة
وهدم قباب وأضرحة مقبرة البقيع عملية قام بها تحالف بين أتباع الوهابية في إمارة الدرعية وبين حكام آل سعود عندما سيطروا على المدينة، فهجموا على المدينة وقاتلوا مدافعيها وأخرجوا الحكام العثمانيين، فأزالوا المعالم التاريخية وحطموا الآثار الدينية والأبنية والقباب على قبور البقيع من بينها قبر إبراهيم ابن رسول الإسلام محمد وقبور زوجاته وقبر إبنته فاطمة زوجة علي بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب الإمام وعلي السجاد ومحمد الباقر الإمام وجعفر الصادق الإمام وكذلك هجموا على المسجد النبوي وأخذوا ما فيها من المجوهرات والنقود والأشياء التاريخية.

وقاموا بتسوية الأضرحة بالأرض ونهبوا ما كان فيها من آثار قيّمة وحوّلوها تالياً إلى أرضٍ مقفرة، انتشار الخبر بسرعة وما رافقه من عزم آل سعود والوهابيين على هدم قبر النبي محمد، دفع العالم الاسلامي إلى الخروج بتظاهرات عارمة استنكارا لفظائع السلطة الجديدة، وقد أثار هدم قبور البقيع والمعالم الأثرية الإسلامية في المدينة ومكة وسائر المدن في الحجاز، موجة غضب واحتجاجات ومظاهرات في مختلف البلدان الإسلامية على مر الزمن من جانب الشعوب الإسلامية والعلماء في الهند ومصر والعراق وإيران والبلدان الإسلامية كافة.

ويرى بعض فقهاء المسلمين والمفكرين والمثقفين، أن للتراث الثقافي وظيفة هامة في استمرارية هوية الأمة والحفاظ على ثقافتها وقيمها الحضارية، معتبرين أنه من غير الممكن أن تكون للأمة ثقافة يتقوم بها كيانها الروحي والمعنوي من غير تراث ثقافي يمدّ روح الأمة وشخصيتها الفكرية والثقافية بالمضمون الثقافي الخاص، وبالقيم الحضارية المنبثقة منه.

فيما يرى البعض الآخر بحرمة البناء على القبور مبررا للهدم، وأن الهدم كان جزءا من "دعوة إصلاحية" انطلقت من نجد بحسب الوهابيين.

وقيل إن من دوافع هدم تلك المعالم الرغبة في توحيد السلطة الدينية والسياسية وفرضها، لكن الفكرة التي حال العالم الاسلامي دون تطبيقها عملياً لا تزال تراود عتاة الوهابيين، وقد اعتبر خالد المولد عالم وهابي، اقامة الاضرحة على قبور الائمة بانه عمل منكر، على حد زعمه.

وبالطبع لم تكن فعلتهم هي الأولى من نوعها فقد قاموا بعملية تدمير للآثار في العام 1220 لكنها بنيت من جديد بعد القضاء على الدولة السعودية الأولى.

وخطورة ما يقوم به آل سعود والوهابية أنه يقضي على الآثار التاريخية التي لها أهمية دينية فائقة باعتبارها دليلا محسوسا على الفترة التأسيسية في الحقب الإسلامية المختلفة لاسيما عصر صدر الاسلام.

والبقيع هي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره، وتضم رفات الآلاف من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة، وعدد من آل بيت النبوة، وقامت الحكومة السعودية بهدم القباب التي كانت مبنية في البقيع على قبور بعض الصحابة بداعي بأنها "شركية".
رقم : 733396
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم