0
الأحد 24 حزيران 2018 ساعة 23:59

كيف تستغل السعودية الحج وتسيس الفريضة الإسلامية؟

كيف تستغل السعودية الحج وتسيس الفريضة الإسلامية؟

وهذه الاتهامات والانتقادات تؤكد وجود أزمة حقيقية تحاول السلطة السعودية تجاهلها أو نفيها على أقل تقدير وهنا تؤكد العديد من المصادر الإعلامية بأن الحكومة السعودية تقوم برفع حصّة الحجاج للعديد من الدول التي تقوم بدورها باتخاذ بعض المواقف السياسية المساندة للرياض على الساحة الإقليمية والعالمية ومع اقتراب موسم الحج، تعلو الأصوات في العديد من بلدان العالم الإسلامي والعربي للمطالبة بفصل الحج عن السياسية وعدم استخدام السعودية لهذه الشريعة الدينية في إطار مشاريعها السياسية.

وكعادتها ترفض السلطات السعودية هذه الاتهامات وتقول بأن المملكة ستبقى الوحيدة المختصة بتنظيم الحج، دون أي تدخلات خارجية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن بعض الدول الإسلامية والعربية رفضت هذا التعنت السعودي وقدمت الكثير من البيانات والتقارير التي تثبت وتؤكد بوجود خلل جذري في أسلوب الإدارة وما يتعلّق بسلامة الحجاج.

وقبل عدة أيام قامت نقابة الأئمة في تونس بتوجيه دعوة إلى مفتي الديار التونسي لإصدار فتوى تبطل الحج لهذه السنة وذلك بسبب ما أسمته بـ "استغلال النظام السعودية لأموال المسلمين في الحروب لقتلهم" وحول هذا الأمر أكد "فاضل عاشور" نقيب نقابة الأئمة، قائلا: "إن هذه الدعوة ليس لها أي خلفية سياسية بل تهدف إلى لفت الانتباه للضرر الحاصل مما تسببه الأموال التي تذهب للنظام السعودي والتي لا تُستغل لدعم الفقراء والمحتاجين المسلمين في العالم بل بالعكس لقتلهم وتشريدهم كما هو الحال الآن في اليمن".

ومن جهته أعرب عضو الرابطة المحمدية للعلماء المسلمين في المغرب الشيخ "عبد الحافظ صادق"، قائلا: "إن استغلال السعودية للحج للضغط على الدول الإسلامية والعربية لتبني سياساتها أو حتى لرشوة أشخاص سياسيين وإعلاميين ودبلوماسيين ليكونوا أبواقا لها، يدافعون عن مصالحها وخصوماتها مع الدول الإسلامية الأخرى أمر مرفوض شرعا وقانونا"، ولفت إلى أن هذا السلوك البشع قد لمسه العالم أجمع خلال موسم الحج الماضي عندما قامت الحكومة السعودية بمنع الأشقاء القطريين من أداء فريضة الحج لأسباب سياسية وأشار الشيخ "صادق" أن ما حصل مع قطر ليس بالأمر الجديد، بل تكرّر سابقاً مع ايران وقبلها مع سوريا واليمن، فضلاً عن دول أخرى.

ومن جانبه، أعتبر الناشط الحقوق السعودي "يحيي عسيري"، أن هذا التوظيف الكامل للحج واستغلاله سياسيا واقتصاديا هو استغلال واستخدام لبيت الله الحرام وليس خدمة له ولضيوف الرحمن ولفت قائلا: "إن ما يحدث الآن هو محاولة لترسيخ وتقوية دعائم السلطة التي تستبد بالإدارة والقرار وحتى بالتفسير الديني للدين الإسلامي الحنيف وتستبد بكل ما يجري على هذه الأرض حتى المقدسات، التي أصبحت مثل الرهن الموجود تحت السلطة السعودية".

ومن جهتها صرحت الحكومة السورية بإنَ السلطات السعودية تواصل فرض قيودٍ على المواطنين السوريين وتمنعهم من أداء فريضة الحج وذلك بسبب عدم وجود أي علاقات دبلوماسية بين الرياض ودمشق الرئيس السوري ومنذ العام 2012، طالبت السعودية من جميع السوريين المتطلعين لأداء فريضة الحج بالحصول على تأشيرات دخول من سفارتها المتواجدة في بلدان أخرى غير سوريا.

وأبدت الحكومة الماليزية رفضها التام لأي محاولة لتسييس فريضة الحج وأعربت بأنه لا ينبغي أن تلعب السياسة دوراً في تشويه المسؤوليات الدينية تجاه الأمة الإسلامية وفي الهند خرج الالاف من المسلمين في مظاهرة ضد السلطة السعودية التي حرمت الكثير من المسلمين من أداء شعائر الحج ورفع المحتجون لافتات مناهضة للسعودية تطالب بعدم تسييس الحج وعدم ربط الخلافات السياسية مع الدول بأداء مناسك الحج والعمرة، كما طالب المحتجون بتحرير المشاعر الإسلامية من الإدارة السعودية.

وفي إندونيسيا نظمت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة الحج وقفة احتجاجية بمشاركة عددا من المؤسسات المحلية والعالمية واتحادات طلبة الجامعات الإندونيسية ولقد طالب المتظاهرون السلطات السعودية بإشراك الدول والمؤسسات الإسلامية في إدارة الحرمين الشريفين ودعوا إلى عدم استخدام فريضة الحج كورقة سياسية لممارسة الضغوطات على بعض الدول الإسلامية والعربية.

ونظراً لكل هذه الانتقادات الموجهة للسلطة السعودية، فإنه ينبغي على الدول الإسلامية والعربية الوقوف في صف واحد لمنع حكومة الرياض من تسييس الحج وتوظيف هذه المشاعر المقدسة في خلافاتها السياسية التي توسعت وطالت الكثير من الدول العربية واستغلتها في ابتزاز الأنظمة الإسلامية والشعوب لتحقيق أهدافها السياسية.
 
رقم : 733410
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم