هل استحقت روسيا تنظيم مونديال 2018؟

هكذا كانت المنشورات في إطار ما ينشر من عناوين صحفية وأخبار في الفترة التي تسبق نهائيات كأس العالم والتي يمكن العثور عليها في مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام سواء تلك الروسية منها، او الأجنبية.

هل حقا الأمور بهذه الفظاعة؟ أم أنها مجرد أحاديث "فزّاعة" أخرى مصممة لردع المشجعين عن حضور المهرجان الرياضي وتهديد الدولة المضيفة، أي روسيا؟ دعونا نحاول معرفة ذلك.

الفضيحة أثارتها المدافعة الروسية عن حقوق الحيوان ايكاترينا دميتريفا، وهي كانت قد اعطت عدة مقابلات لوسائل الإعلام المختلفة ( "راديو الحرية"، "صدى موسكو"، "المطر"، "موسكوفسكي كومسوموليتس"). وأخبرت المراسلين الصحفيين أن الموقع الإلكتروني لمشتريات الدولة فيه مناقصات لشراء مواد خاصة بقتل الكلاب والقطط في المدن حيث ستعقد مباريات البطولة، واعطت أرقام محددة: ما مجموعه 110 مليون روبل، أي ما يعادل حوالي 1.5 مليون يورو، وعززت الحقوقية كلامها بلقطات صورية من موقع المشتريات.

وتبين أن الموضوع كان "لذيذًا" جدًا، والآن بدأت عشرات المنشورات الأخرى تتهم روسيا بالاجرام بحق الحيوانات، وفي نفس الوقت، قام كل واحد على طريقته الخاصة، بتفسير الخبر والمناقصات على الموقع، مع استخدام المبالغات واعطاء طابع دموي للقصة من اجل جذب اكثر للقراء. على الرغم من أن الحديث في الموقع يجري بشكل اكبر حول التقاط الحيوانات الضالة ووضعها في الملاجئ، أكثر من كونه مجرد قتل.

واخيراً صدر رد فعل رسمي من موسكو على هذا الضجيج الاعلامي. وصدرت تعليمات للمدن المنظمة للمونديال بـ "توفير التدابير اللازمة لتسوية قضايا الحيوانات الضالة وعن طريق أساليب إنسانية، بما في ذلك إنشاء مراكز خاصة للحيوانات في المناطق المجاورة للملاعب، والاماكن العامة أثناء البطولة".

وجدير بالذكر أن أياً من الصحفيين الذين استلموا هذه القصة، لم يولي اهتماما لما ورد في احدى مقابلات السيدة دميتريفا في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس":

الصحفي في الصحيفة يسأل: "المناقصات التي ظهرت على الموقع الإلكتروني لمشتريات الدولة ليست جيدة ولم تظهر فقط خلال كأس العالم، كما اذكر، هذه قصة قديمة، والحكومة في المدن كانت دائدا تخصص أموالاً للتخلص من الحيوانات الضالة، أليس كذلك؟"

ديميتريفا: نعم، هذه القصة قديمة قدم العالم، المناقصات تعقد بانتظام، انا اعمل في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان لأكثر من عامين، ودائماً كنت اراقب هذه المناقصات القاتلة"

أي إن مشكلة التخلص من الحيوانات الضالة في روسيا موجودة منذ زمن، وليس لها علاقة بالبطولة، لكن تم تسليط الضوء على هذه المشكلة بشكل كبير في هذه الفترة لخلق صورة سلبية عن روسيا كبلد، واظهاره على انه بلد لا يستحق اقامة الأحداث الدولية فيه.