0
الاثنين 16 تموز 2018 ساعة 19:09

أسباب تصعيد الاحتلال في قطاع غزة

أسباب تصعيد الاحتلال في قطاع غزة

ويسود التوتر المصحوب بالتصعيد على حدود القطاع منذ بدء مسيرات العودة الكبرى في الثلاثين من آذار الماضي والتي وصلت ذروتها يوم النكبة في الرابع عشر من أيار باستشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف برصاص قوات الاحتلال بالقرب من السياج الفاصل.

وفتحت جولة التصعيد المحدودة زمنياً الباب أمام محاولات لفرض اتفاق تهدئة في قطاع غزة، وتمثلت هذه المحاولات بالتدخل المصري والدولي لتثبيت اتفاق لوقف فوري لإطلاق النيران، على أمل استمرار المساعي والاتصالات عبر الوسيط الدولي، نيكولاي ملادينوف، والطرف المصري وأطراف عربية ودولية أخرى.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال كلمة له في تشييع الطفلين أمير النمرة ولؤي كحيل إن دماء الأطفال الطاهرة لن تذهب هدرا ولن يفلت العدو من العقاب على أيدي مقاومتنا الباسلة وشعبنا المعطاء.

وأكد أن العدو يسعى لفرض معادلات في قواعد الاشتباك، لكن مقاومتنا تقف له بالمرصاد وتردّ عليه وتربك حساباته وتفرض معادلاتها العصيّة على الكسر.

وشدد في رسالة للعالم على أن رسالة مسيرات العودة هي إما أن يرفع هذا الحصار وإما ستواجهون مسيرات أشد وأعظم وأقوى، مضيفا "مسيراتنا مستمرة حتى تحقق كل أهدافها وفي مقدمتها إنهاء الحصار عن غزة".

وأضاف أنه في الوقت الذي يخطط فيه لتصفية قضية فلسطين يقف هذا الشعب ليقول لا لتصفية القضية ولا لصفقة ترمب ولا للتنازل عن القدس، ولا لشطب حق العودة ولا للاعتراف بالمحتل ولا للتفريط بشبر من أرض فلسطين، معتبراً أن "صفقة القرن ولدت ميتة ولن يجرؤ طرف أن يوافق على صفقة يرفضها شعبنا ومقاومتنا".

ويجد رئيس الوزراء كيان الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقدم نفسه للإسرائيليين باعتباره رجل الأمن الأول القادر على مواجهة "حماس"، نفسه مضطراً إلى الأخذ بتعليمات وتوجيهات قيادة الجيش، التي تحذر من خطر الانزلاق نحو مواجهة شاملة في القطاع، مع تأكيدها أنه لا يمكن الذهاب لحرب جديدة لمجرد استمرار ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة.

وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هناك "تبادلًا للضربات" مع قطاع غزة في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن ذلك "لن ينتهي بضربة واحدة".

وأضاف نتنياهو خلال لقائه برؤساء مجالس "غلاف غزة" في مستوطنة "سديروت" صباح اليوم، "لا أستطيع أن أعزي من تلقى الخسائر الكبيرة، ولكننا نعرف أننا نعيش صراعًا صهيونيًا متواصلًا"، مشيراً إلى أن "الصراع الذي نخوضه طويل ومتواصل، ولا أريد أن أقول لأحد إنه انتهى".

وفي سياق متصل، أكد نتنياهو إعطاءه أوامر لجيش الاحتلال بـ"العمل على وقف عمليات إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة"، مشددًا على إصرار حكومته على وقفها.

وعكست تصريحات نتنياهو، أمام جلسة الحكومة الأسبوعية أمس الأحد، بأن إسرائيل وجهت إلى "حماس" ضربات قوية هي الأشد منذ عدوان "الجرف الصامد" في العام 2014، مع إشارته بشكل خاص إلى أنها لم توافق على استثناء إطلاق الطائرات الحارقة من اتفاق وقف إطلاق النار، حجم الضغط والحرج الذي تشكله هذه الأداة لنتنياهو في وجه الضغوط الداخلية في الائتلاف الحكومي.

فإن نتنياهو، قد يجد نفسه مضطراً، رغم تحذيرات إسرائيلية بأن أي تصعيد سيؤدي بالضرورة إلى حرب شاملة، للهروب إلى الأمام نحو تصعيد عسكري غير محدود، مع تزايد الضغوط الداخلية عليه لوقف ما يدعيه وزراء في اليمين المتطرف، وأقطاب في المعارضة، من تساهل في مواجهة "حماس"، والعجز عن تحقيق نتنياهو وليبرمان لوعودهما الانتخابية بإسقاط سلطة "حماس" وتصفية قادة الحركة.

وقد لفت، في هذا السياق الصحافي الصهيوني دان مرغليت، إلى أن الوضع الحالي يوجب على نتنياهو تغيير مواقفه المعلنة والكف عن الحديث عن شعار إسقاط سلطة "حماس"، ويهدف اقتراح مرغليت إلى تخليص الاحتلال، خصوصاً نتنياهو من خلال استغلال الظروف القائمة حالياً، في ظل الاهتمام الدولي بما يحدث في القطاع.

ومن جانبه قال المحلل العسكري الإسرائيلي "رون بن يشاي" في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرنوت": "إن المعركة بين "إسرائيل" وحماس لم تنته بوقف إطلاق النار، وقد تتجدد في أي لحظة مشيراً إلى احتمالية قيام الجيش الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة في أي جولة عسكرية قادمة مع حماس"، هل حقاً تستطيع "إسرائيل" احتلال قطاع غزة أم تحاول الهروب للأمام بهذا الإعلان علّها تستطيع كبح جماح المقاومة الفلسطينية التي أعلنت استعدادها لجميع السيناريوهات واتخذت من معادلة "القصف بالقصف" مبدأً لها في أي حرب مقبلة وقد رأينا مصداقية هذا المبدأ في الأيام القليلة الماضية التي شهدت عدواناً فاشلاً على القطاع أربك العدو أكثر مما أفاده.

وكان قد شهد قطاع غزة عدواناً إسرائيلياّ بدأ منتصف ليل الجمعة 13 يوليو 2018، حيث شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات على القطاع المحاصر أسفرت عن استشهاد طفلين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجراح متفاوتة وردّت المقاومة على العدوان الإسرائيلي بإطلاق رشقات من صواريخها وقذائفها صوب المستوطنات الإسرائيلية.
 
رقم : 738220
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم