غزة.. بين رصاص العدو الصهيوني ونار الشقيق المصري

وبعد ساعات من اتخاذ الاحتلال الإسرائيلي قرارها بإغلاق معبر كرم ابو سالم الذي سيزيد الضغوط على غزة، اتخذت السلطات المصرية قرارا مماثلا، حيث أعلن المكتب الإعلامي التابع لمعبر رفح البري، في قطاع غزة أن السلطات المصرية أبلغتهم بإغلاق المعبر، ابتداءً من اليوم الثلاثاء، وحتى إشعار آخر.

وقال المكتب في بيان أن المعبر سيغلق أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين، و"على كافة المواطنين انتظار كل جديد". ولم يشر البيان إلى موعد إعادة فتح المعبر مرة أخرى.

ويعتبر "كرم أبو سالم" المعبر التجاري الوحيد لسكان القطاع الذين يعيشون أوضاعًا اقتصادية صعبة للغاية في ظل استمرار الحصار وتشديد الإجراءات على حركة دخول وخروج البضائع.

ويأتي هذا القرار عقب أسبوع من قرار حكومة الاحتلال تقليص البضائع الموردة إلى القطاع عبر المعبر، ومنع التصدير عبره، مدعيةً أن ذلك جاء بسبب استمرار إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة تجاه مستوطنات غلاف القطاع.

وقال المهندس رائد فتوح رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة ان الاحتلال "الاسرائيلي" أبلغ الجانب الفلسطيني اغلاق معبر كرم ابو سالم حتى اشعار اخر بذرائع أمنية.

وزعمت القناة السابعة العبرية ان اغلاق المعبر وتقليص مساحة الصيد جاءت رداً على استمرار اطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة من القطاع.

وكانت ادارة معبر رفح قالت ان السلطات المصرية اعادت مساء الاثنين حافلة مسافرين وحيدة تمكنت من الوصول الى الجانب المصري من المعبر لوجود خلل فني.
وارجعت السلطات المصرية الحافلة التي كانت تقل عشرات المسافرين من أصحاب الحالات الانسانية.

واليوم اغلق الاحتلال معبر كرم ابو سالم، كما اغلقت السلطات المصرية معبر رفح بشكل مفاجئ، ومن غير المعروف اذا كان الاغلاق دائم ام مؤقت لكلا المعبرين بحسب ما ذكرت مصادر، متسائلة ما الهدف منه، وهل هو ورقة ضغط علي حماس لقبول مبادرة مصرية جديدة، ام انها انذار بالحرب وان ساعة الصفر قد اقتربت.

وأضافت المصادر أنه من الواضح ان تفسير ما يحدث هو بسبب ما يطرح من امريكا بما يسمى صفقه القرن الذي تهدف من خلالها الى تصفيه مشكله اللاجئين لتصفية القضية الفلسطينية، وهذا يؤكده تصريحات بعض المسؤولين العرب الذين سربوا معلومات تفيد بان صفقة ترامب بدايتها من غزة وعنوان المرحلة هو (غزة اولاً).

وقالت حركة "حماس" إن قرار الاحتلال بإغلاق معبر كرم أبو سالم بالكامل، وتقليص مساحة الصيد، وتهديداته المتواصلة لقطاع غزة، "يعكس نواياه السيئة بتشديد الحصار وإحكامه، وارتكاب مزيد من الجرائم ضد أبناء شعبنا".

وحمّلت الحركة في بيان، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة الناتجة عن هذه "الإجراءات الانتقامية" التي تعكس حجم الظلم وبشاعة الجريمة التي تتعرض لها غزة.

وأكدت أن محاولات الاحتلال لن تفلح أبدا في التأثير على المواقف الوطنية لاستمرار النضال والمقاومة لانتزاع حقوقنا وإنهاء الحصار.

وأضافت الحركة "شعبنا سيواصل نضاله حتى انتزاع حريته ، وسيستمر في مسيرات العودة السلمية حتى تحقق أهدافها، وضمان العيش بكرامة فوق أرضه، وكسر الحصار عن قطاع غزة".

واعتبرت حماس أن القرار يعبر عن غباء العقل السياسي "الإسرائيلي" الذي يتوهم أنه بمزيد من الضغط على شعبنا يمكن أن تكسر إرادته.

وأشارت إلى أن قرار الاحتلال إغلاق المعابر هي جريمة مكتملة الأركان، وانتهاك عنجهي لكل القوانين والأعراف الإنسانية.

ودعت الحركة المجتمع الدولي والعالم أن يخرج عن صمته تجاه ما يمارسه الاحتلال من جرائم بحق الإنسانية، مؤكدة أن قرار الاحتلال الأخير جرأه عليه الصمت الإقليمي والدولي على جرائمه وانتهاكاته وغياب القرارات الرادعة بحقه.

بدورها قالت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار عن غزة: إن إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد الذي يمد غزة بالمواد الغذائية يعد جريمة بشعة وعقابا جماعيا تمارسه "إسرائيل" بحق مليوني مواطن في غزة.

ووصف أدهم أبو سلمية، المتحدث باسم الهيئة، الإغلاق "الإسرائيلي" لمعبر كرم أبو سالم وتقليص مساحة الصيد بأنه "جريمة حرب مخالفة لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والأخلاقية".

وأشار إلى أن غزة منذ 12 عاماً تعاني واقعا إنسانيا صعبا، مشدداً على أن هذا الواقع أصبح كارثيا منذ نحو عام.

وناشد أبو سلمية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التحرك الفوري والعاجل دون إبطاء لإنقاذ غزة، مؤكدا أن غزة تتعرض لأبشع سياسة تجويع وإفقار لم يسبق لها مثيل.