0
الخميس 19 تموز 2018 ساعة 00:29

خطوة استراتيجية للجيش السوري بعد معركة درعا

خطوة استراتيجية للجيش السوري بعد معركة درعا
وأدى ذلك لخلق حالة من القلق والترقب الشديد من جانب الاحتلال الإسرائيلي، عقب نجاح الجيش السوري في تقدم قواته جنوب سوريا وإعادة سيطرته على مناطق واقعة تحت سيطرة المسلحين الإرهابيين، خاصة أن الخطوة الاستراتيجية للقوات السورىة بعد درعا هي محافظة القنيطرة.

فمن ناحية العدو الإسرائيلي دخول قوات عسكرية إلى القنيطرة السورية أو محيطها الواقع في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا يعد خطرا أمنيا على هذا الكيان.

وتوقع المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، مواجهة محتملة بين قوات الكيان والجيش السوري في حال دخول قوات ومعدات عسكرية لمنطقة فك الاشتباك، على ضوء الطلب الإسرائيلي باحترام وتطبيق الاتفاق الذي وقع عام 1974.

وتنتشر في قرى وبلدات بريف القنيطرة السورية مجموعات إرهابية تتبع في معظمها لتنظيمات "جبهة النصرة" و"تحرير الشام" وتتلقى مختلف أنواع الدعم اللوجستي والتسليحي من الكيان الاسرائيلي الذي يقوم بنقل مصابي الإرهابيين للعلاج في مشافيه.

والجيش السوري بات يشرف على غالبية مناطق القنيطرة التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة، وتتيح له مواقعه الأخيرة على التلال في ريف درعا الغربي، أفضلية واسعة في الميدان، وبدأ أمس باستخدام تلك التلال لاستهداف مواقع المسلحين في البلدات المجاورة من الجهة الغربية، كمرحلة أولى من الضغط على الفصائل هناك.

وفي المقابل، يتحرك بعض أهالي بلدات القنيطرة، مطالبين الفصائل بالتفاوض ومنع المعارك، وبالأمس خرج أهالي بلدات كوم الباشا والهجة وعين التينة وقرقس وأم غارة والقصيبة والدولية وسويسة وزبيدة ورسم علي، في تحركات شعبية تطالب بدخول الجيش السوري.

وفي خطوة تلاقي هذا التحرك، أعلن أمس الثلاثاء تشكيل غرفة عمليات موحدة تجمع الفصائل العاملة في القنيطرة، على أن تتولى مهمة التفاوض مع الجانبين الحكومي والروسي، للتوصل إلى اتفاق «تسوية» يشمل كل المناطق، وبالتوازي شهد الشريط الحدودي مع الجولان المحتل أمس، محاولة لعشرات من النازحين، لعبور الحدود، قوبلت بإغلاق إسرائيلي كامل، ونشرت وسائل إعلام تسجيلات تظهر عودة دفعات اللاجئين بعد محاولتهم العبور، عقب تحذيرات من جيش العدو الإسرائيلي.

وأفاد مصدر عسكري، الأحد، بأن القوات السورية استعادت السيطرة على بلدة مسحرة الواقعة في القطاع الأوسط من محافظة القنيطرة جنوبي البلاد.

وشهدت قرى القطاعين الأوسط والجنوبي من محافظة القنيطرة مظاهرات ضد المجموعات الإرهابية طالبوا خلالها بطرد الإرهابيين ودخول الجيش السوري لوضع حد للأعمال الإجرامية التي يرتكبها الإرهابيون من قتل وتخريب ونهب لممتلكاتهم وتخريب المؤسسات والمنشآت الخدمية.

وأعلن الجيش السوري السيطرة على تل استراتيجي مطل على الجولان السوري المحتل، يوم الاثنين، 16 تموز.

وسائل إعلام "إسرائيلية" أشارت إلى أن الجنود الإسرائيليين طالبوهم بالتراجع إلى الوراء، وتجمع العشرات قرب الحدود مع الجولان المحتل ولوحوا بأعلام بيض وتوقفوا على بعد نحو 200 متر من الحاجز.

وللتل أهمية إستراتيجية كبيرة كونه يعتبر من أعلى التلال في درعا بارتفاع يبلغ 1075 مترا، حيث يبعد عن القنيطرة مسافة 12 كلم و55 كم عن مدينة درعا و16 كم عن الصنمين، ما يعني الاشراف الواسع على المنطقة الجنوبية والغربية من ريف دمشق، فضلا عن اشرافه على طريق درعا-دمشق، والمنطقة الشمالية من ريف درعا والقنيطرة باشراف ناري على المنطقة المحيطة به يصل إلى 40 كم.

ومحافظة القنيطرة بموقعها الاستراتيجي بجنوب سوريا تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية، وتحتل أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق جنوب سوريا ووسط سوريا، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية للجولان السوري المحتل، وصولاً للمناطق المرتبطة بالجانب الحدودي اللبناني إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بالعاصمة دمشق جنوباً وغرباً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة القنيطرة بخريطة المعارك المقبلة بالجنوب والوسط السوري بشكل عام وبالجولان المحتل بشكل خاص.

القيادة العسكرية السورية وبعد أن استشعرت خطورة ما يحضر للقنيطرة، أوعزت للوحدات العسكرية السورية المنتشرة على نقاط الاشتباك بريف القنيطرة بالاستعداد لصد موجات هذه الغزوة، وهذا ما ظهر بشكل واضح بالفترة الأخيرة والتي سبقت هذه المعركة «المصيرية»، المعركة بدورها كانت «مصيرية» بكل معنى الكلمة، نظراً إلى الأهداف التي كانت تحملها هذه الغزوة، فقد حملت مجموعة أهداف للقوى المسلحة الإرهابية وداعميها، وكان الهدف الرئيسي لها والتي قادتها القوى الارهابية نيابة عن المحور الصهيوني السعودي الأميركي، هو وصل المناطق الممتدة ما بين القنيطرة والغوطة الغربية ،ولاحقاً محاولة وصل سلسلة جبال وتلال الحرمون بسلسلة جبال القلمون، من خلال إسقاط بلدة حضر الاستراتيجية، ما يعني تدفق آلاف المسلحين الإرهابيين باتجاه جبل الشيخ، وهذا يعني حكماً تأمين إقامة منطقة آمنة وحزام أمني سعى لتشكيلها الكيان الصهيوني على طول الحدود الجنوبية السورية، وما يؤدي ذلك مستقبلاً إلى استهداف لمناطق جبل العرب.
رقم : 738765
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم