0
الأربعاء 20 أيلول 2023 ساعة 10:22
في ذکری وفاته نشر لکم

صفحات من تاريخ المرجع المسلمين الشيعة في المدينة المنور الشيخ محمد علي العمري

شاهد الوثائقي من انتاج فریق اسلام تایمز
ملف مرفقوقد وأشرفوا على تعليمه بعدما سافر الى العراق طلبا للعلم في حوازت النجف الاشرف بصحبة والدته وهو في سن صغيرة وبقي هناك 21 سنة حتى وصل الى مرحلة كبيرة من مراتب العلماء الساعين في أمر ألله ورضاه في التعليم بعد تعلمهم عاد الشيخ الى المملكة العربية السعودية التي أحتلت قواتها الحجاز عام 1925 وفرضت المذهب الوهابي التكفيري على أهلها بقوة السلاح وببطش المطوعين الوهابيين.

لكن شيعة آهل البيت في المدينة وقد كانوا نسبة كبيرة من سكان مدينة رسول الله الأصليين في مطلع القرن الماضي، رفضوا الوهابية ورفضوا التكفيريين وحافظوا على عقائدهم وشعارهم، فلما استشعر الشيخ حاجة  البلاد اليه عاد من النجف الى المدينة المنورة وقاد جماعة أهل البيت فيها فتحول مع الوقت الى مرجعية كبرى للشيعة في المدينة المنورة خاصة وفي الحجاز عامة.

وللشيخ رحمه الله قصة مميزة مع آمير المؤمنين عليه السلام حيث كان فتى يدرس في النجف ويواظب على زيارة مقام الامير عليه السلام. وفي رؤيا التقى الامام عليه السلام وقال له أنه عليه ان يذهب الى المدينة لان الويل والثبور سيحدث فيها. وكان ذلك قبل احتلالها من قبل السعوديين ببضعة اسابيع. فلما استفاق ذهب الى المقام فوجد هناك زوارا من المدينة يحملون اليه نبأ وفاة والده. فعاد الى المدينة لسنة ثم رجع الى النجف ليكمل دراسته رفقة أمه وبعض إخوته.

تلقى علومه على عدد من أساتذة الحوزة ومنهم الشيخ محمد رضا المظفر، الشيخ محمد حسين المظفر، الشيخ محمد جواد مغنية، السيد مسلم الحلي، السيد باقر الشخص، الشيخ محمد تقي آل صادق والسيد علي مدد.

 بقي الشيخ العمري في النجف رحمه الله حتى العام 1950 يطلب العلم و لا يتخلى عن ذلك بتاتا ومن ثم كان عليه يعود الى المدينة المنورة ليرعى أهلها وليأمر بينهم بالمعروف وينهى عن المنكر.

وأي منكر أشد من حكم الوهابية وتحكمها في الناس وفي العلماء، حيث عانى المسلمون السنة من أتباع المالكية وهم معظم اهل المدينة المنورة في مكونها السني من اضطهاد شديد وصل حد منع كتبهم ومنع مراجعهم من التعليم والخطابة والامامة واستبدلوا بالوهابيين ومشايخ السوء من مراجعهم الضالين. وكذا حصل ايضا مع الشيعة بالضبط.

قاوم الشيخ العمري ذلك فور عودته الى المدينة المنورة مدافعا عن السنة المالكية كما عن حق الشيعة في اقامة شعائرهم فاطلق سلسلة من المساجد والمؤسسات الاهلية الدينية والحسينيات، و النشاطات المسجدية والدعوية والخيرية فالتف حوله اهل الحجاز وخصوصا أهل المدينة من أهل البيت ومن غيرهم.

وامام اتساع رقعة مؤيدي الشيخ صاحب الطيبة الظاهرة والمصداقية الدينية العالية بدأ آل سعود يستهدفونه ويضطهدونه. لكن رغم الظلم والسجن والمنع والتجبر وجد الشيخ دوما طرقا للعمل بين الناس حيث استفاد من علاقاته الواسعة من الاوساط الاجتماعية  المدنية في المدينة المنورة ليحمي الدعوة بين المؤمنين من جور وبطش الحكام فكان رد هؤلاء عليه أن سجن لسنوات طويلة الى جاء العام 1980 فاطلق الحكم السعودي سراحه ليعاود نشاطه الدعوي والرعوي دون خوف او وجل من الظالمين. لكن ذلك لم يطل كثيرا حيث عاودوا سجنه بسبب نشاطه الدعوي رغم مكانته الرفيعة بين أهل المدينة كافة حتى وصل الظلم الى الحكم على الشيخ مرتين بالاعدام قبل ان يتراجع ال سعود خوفا من هبة شيعية وحجازية شاملة ضدهم. فالشيخ لم يكن رجل دين عادي بل المرجع الاعلى للشيعة الحجازيين وخصوصا في المدينة المنورة.

ظل الفقيد حتى آخر لحظات حياته قطب الرحى في أوساط أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة الغربية من المملكة ويعزى اليه الفضل في تعزيز خطاب التعايش والاعتدال الديني في المنطقة. كما كان لموقفه المؤيد للجمهورية الاسلامية وللامام الخميني تأثير كبير على شيعة الحجاز ما جعله هدفا للسعوديين وجلاوزتهم.

ويحفظ الأهالي للشيخ الراحل خدماته الجليلة على الصعيد الديني والاجتماعي على مدى ستين عاما.

ومثلت مزرعته التي حملت إسمه مركزا دينيا يقصده الزوار الشيعة القادمين لزيارة النبي الأكرم من مختلف البلدان.

وكانت له استقبالات دائمة للكثير من العلماء ووكلاء المرجعيات الدينية والشخصيات الشيعية البارزة.

وخلف الشيخ العمري عددا من الأولاد وأبرزهم نجله الشيخ كاظم العمري الذي ينظر اليه منذ امد بعيد كأحد رجال الدين الشيعة البارزين في المدينة المنورة.

وكان للشيخ مواقف مدوية وهو القابع تحكم آل سعود حيث اعلن عن تأييده المطلق للثورة الاسلامية في ايران التي انتصرت بقيادة الامام الخميني قدس الله سره الشريف. ولم يتراجع عن ذلك رغم كل الضغوط السعودية.

 توفي الشيخ في يوم العشرين من صفر من سنة 1432 هـ. (2011م) ودفن في البقیع صباح يوم الخميس 23 صفر 1432هـ .بعدما قضى حياته في خدمة الاسلام والمسلمين.
 
 
المراسل : محمد مختار
رقم : 1082766
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
الملفات ذات الصلة
إخترنا لکم