0
الأربعاء 21 أيار 2014 ساعة 12:02
بقلم: محمود عبد اللطيف

أمـريــكا تـلـعـب بـ "الـنـار اللـيبيـة" .. أصـابـع مـن ستـحـتــرق ؟

أمـريــكا تـلـعـب بـ "الـنـار اللـيبيـة" .. أصـابـع مـن ستـحـتــرق ؟
أمـريــكا تـلـعـب بـ "الـنـار اللـيبيـة" .. أصـابـع مـن ستـحـتــرق ؟
هنا تلعب الإدارة الأمريكية على تفريغ أو توجيه إتهام غير مباشرة إلى حفتر من خلال استغلالهم لمعلومة يدركونها جيداً، " العرب يكرهون أمريكا "، على هذا فأن توجيه الرعاية الأمريكية لأي شخصية في أي مكان ولو نفاقاً، ستوجه الشعوب العربية بـ " اللاوعي " إلى كره هذا الشخص واتهامه بالعمالة، وهذا ما مارسته كل من أمريكا وإسرائيل في مناسبات عدة في العالم العربي.

وبطبيعة الحال رأي الأمريكين غير مهم في هذه القضية، فهم من جر البلاء على الدول العربية من خلال خلق القاعدة كأداة لضرب أعدائهم الذين تفترضهم، وهم من قدموا الدعم المباشر للقاعدة حين خرجت من جحورها في الشرق الليبي، وحولتهم بقدرة السلاح والإعلام من إرهابيين إلى ثوار، واليوم تحاول أن تنقذ النظام الهش الذي أفرزته الحرب الليبية الأخيرة بعد قتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

فالإخوان أو من شابهم، الآداة الأكثر قابلية للاستخدام من قبل البيت الأبيض، والتجربة التونسية والمصرية والحمساوية في غزة، وفي سوريا، تثبت ذلك، وبناء على هذا الرأي فإن أي قوة تحاول التخلص من التمدد الإخواني أو الوهابي، هي تهدد أمريكا، وأول قاعدة في فكر الحرب الأمريكي لضرب العدو هي ضرب الشعبية التي يتمتع بها، وذلك لافقاده شيء من القوة قبل بدء المعركة المباشرة معه، وعلى ذلك فإنها تمارس نوعاً من الذكاء في الحرب الإعلامية بأن توجه كره الشعوب العربية لها، وتحوله إلى الساقية التي تناسبها، ليصب في آخر الأمر في المكان الذي تريد، فتحول حفتر والقوات التي معه بكلمة يلتقطها العرب ويبنون عليها ويحملوها المحللون السياسيون والمفكرون ومن يستطيب لإعلام الخليج أن يكون على شاشاتهم، ويصبح الرجل من شخص حمل سلاحه ضد الوهابية والمتشددين لتطهير البلاد من التطرف وإعادة الأمور إلى نصابها، فللسياسين سياستهم وللعسكر معسكراتهم، إلى شخص يحاول الإنقلاب على الشرعية في البلاد طمعاً في الحكم.

إلى ذلك فإن عسكرة المسألة وتحرك الأطراف التي تصف نفسها " حماة الشرعية " ضد قوات حفتر، واعتبار المؤتمر الوطني العام في ليبيا عملية "الكرامة" عملية إنقلابية ما هي إلا محاولات إخوانية للبقاء في السلطة، خصوصاً، وإن الإخوان يبحثون لأنفسهم عن دولة يستطيعون إعادة هيكلة التنظيمات القطرية لجماعتهم فيه، ومن ثم يعودون إلى الانطلاق مرة أخرى، فالنهضة التونسي الملفوظ من الحياة السياسية التونسية شعبياً، يدعم المؤتمر، ومن المتوقع أن يدعم المؤتمر من كل كيانات الإخوان في الدول العربية، وهذا أمر طبيعي في عرف السياسية الإخوانية.

لكن " حفتر " المدعوم حالياً من القوات الخاصة، ووحدة النخبة في الجيش الوطني الليبي، وضباط من قاعدة طبرق الجوية شرقي ليبيا، وقبيلة البراعصة النافذة في الشرق الليبي قاب قوسين أو أدني من كسب المعركة وذلك تبعاً لحسابات الميدان التي ترجح الكفة له، ولحفظ ماء الوجه تخرج هيئة أركان الجيش الليبي بطلب الاحتكام من قبل القوى المتحاربة في الداخل الليبي، فـ ليبيا المرهقة اقتصادياً وسياسياً بغنى عن التورط بحرب أهلية قصرت أو طالت، لكن الأمور على ما يبدو تسير باتجاه هذا الاحتمال، ما سيحرق أصابع الكثيرين.
رقم : 384736
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم