0
السبت 19 نيسان 2014 ساعة 12:04

"بوتفليقة"... والولاية الرئاسية الرابعة في الجزائر

"بوتفليقة"... والولاية الرئاسية الرابعة في الجزائر
"بوتفليقة"... والولاية الرئاسية الرابعة في الجزائر
في نوفمبر 2012 تجاوز في مدة حكمه مدة حكم الرئيس هواري بومدين ليصبح أطول رؤساء الجزائر حكماً.

في 23 فبراير 2014 أعلن وزيره الأول عبد المالك سلال ترشحه لعهدة رئاسية رابعة وسط جدال حاد في الجزائر حولة صحته و مدي قدرته على القيام بمهامه كرئيس دولة.

يعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي قدم ترشحه لولاية رابعةالسبت، مهندس المصالحة الوطنية التي وضعت حدا لحرب اهلية اسفرت عن 200 الف قتيل على الاقل في الجزائر. وحطّم بوتفليقة الرقم القياسي في رئاسة البلاد بحوالي 15 سنة بينما كان الرئيس هواري بومدين قضى 13 سنة في رئاسة وصل اليها بانقلاب عسكري وتركها حين غيبه الموت (1965-1978). 

وبوتفليقة الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ77 في الثاني من اذار/مارس من اكثر الشخصيات الذين تركوا بصمة في الحياة السياسية الجزائرية، خصوصا وانه يحكم البلاد رغم متاعبه الصحية منذ 1999. 

ومنذ دخوله المستشفى العسكري في باريس اول مرة في 2005 للعلاج من قرحة في المعدة، اصبح اختفاؤه يثير التساؤلات ويتسبب في انتشار شائعات حول وفاته، كما حدث عند نقله للعلاج في المرة الاخيرة في نيسان/ابريل 2013 بسبب جلطة دماغية أبعدته عن الجزائر ثلاثة اشهر. 

وعاد إلى الجزائر على كرسي متحرك ليخضع لفترة نقاهة لم يعلن بعد خروجه منها، رغم ظهوره في التلفزيون الرسمي أثناء إنعقاد مجلس الوزراء أو عند توقيع ميزانية الدولة أو حين استقبال بعض زائريه. 

وغداة الاستقلال في 5 تموز/يوليو 1962 تقلّد بوتفليقة منصب وزير الشباب والرياضة والسياحة في اول حكومة للرئيس أحمد بن بلة (1962-1965).

عرفت الجزائر مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة المقررة مطلع العام 2014، ظهور مرشحين محتملين لخلافة الرئيس الحالى عبد العزيز بوتفليقة منهم من أعلن ترشحه رسميا ومنهم من تشكلت لجان دعم له، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعى وسط ضبابية فى المشهد السياسى حول إمكانية ترشح بوتفليقة لولاية رابعة ازدادت مع تعرضه لوعكة صحية أول أمس. 

وبجانب بوتفليقة، يتنافس على مقعد الرئاسة كل من: علي بن فليس، رئيس الوزراء الأسبق، والذي يعتبره مراقبون المنافس الأول له في السباق، وبلعيد عبد العزيز، رئيس حزب جبهة المستقبل، وتواتي موسى، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، ورباعين علي فوزي، رئيس حزب عهد 54 بالإضافة إلى لويزة حنون، الأمين العام لحزب العمال اليساري.

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الجزائرية والتي أعلن عنها وزير الداخلية الطيب بلعيز، فوز الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة بعهدة رئاسية، هي الرابعة، بنسبة 81.53 بالمئة من الأصوات، وقد حصل منافسه الأساسي علي بن فليس على 12.18 بالمئة من الأصوات الذي أعلن عن عدم اعترافه بفوز بوتفليقة. 

أعلن وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز مساء اليوم الجمعة النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي أكدت فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (77 سنة) بولاية رابعة رغم متاعبه الصحية. 

وقد أعلن وزير الداخلية بأن عدد الناخبين الذين سجلوا داخل التراب الوطني الجزائري ضمن 48 ولاية هم 21 مليون و871 ألف و478 ناخبا وعدد الذين أدلوا بأصواتهم هم 11 مليون و307 آلاف و 478 صوتا، وبلغت نسبة التصويت 51.70 %. وبلغ عدد الأصوات في هذه الانتخابات التي جرت يوم الخميس 10 مليون و220 ألف و29 صوتا. 

وكان وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز قد أعلن مساء الخميس أن نسبة المشاركة الإجمالية والنهائية في الانتخابات الرئاسية الجزائرية بلغت 51,7 % متراجعة بالمقارنة مع انتخابات الـ 2009 وبلغت 74،11 %. 

وحصل عبد العزيز بوتفليقة على 8 مليون و332 ألف و 598 صوتا أي بنسبة 81.53 %. 

وحصل منافسه الأساسي علي بن فليس على مليون و244 ألف و918 صوتا أي بنسبة 12.18 بالمئة.
وجاء المرشح الأصغر سنا عبد العزيز بلعيد في المركز الثالث بنسبة 3,03% أما المرشحة الوحيدة لويزا حنون فجاءت في المركز الرابع جامعة 1,3% من الأصوات. 

ورغم النتيجة الجيدة التي حققها بوتفليقة ( 77 سنة) المريض والذي لم يشارك شخصيا في حملته الانتخابية، فانها تعتبر تراجعا مقارنة بانتخابات 2009 و2004 التي حقق فيها 85% ثم 90%. 

بن فليس لا يعترف 

وقال بن فليس في تعليق على اعلان النتائج من قبل وزير الداخلية " انا لا اعترف بنتائج هذا الاقتراع. ولو قبلت بها لاصبحت شريكا في التزوير". 

واكد رئيس الحكومة الاسبق ووزير العدل والقاضي والمحامي انه سيحتج على نتائج الانتخابات ب"الطرق القانونية والسلمية". 

وقال "ان النتائج المعلن عنها تم التحضير لها من طرف تحالف التزوير والمال المشبوه وبعض وسائل الاعلام المأجورة"
واضاف "هذا التحالف الثلاثي اصابني باضرار ثانوية والضحية الكبرى هي الشعب الجزائري" الذي "سلبت ارادته". 

حوادث عنف 

ونتيجة للتوتر الذي سبق بداية الاقتراع جندت الحكومة اكثر من 260 الف شرطي ودركي لحماية نحو 23 مليون ناخب تمت دعوتهم للادلاء باصواتهم في 50 الف مكتب تصويت. 

وشابت الانتخابات الخميس حوادث متفرقة، خصوصا في البويرة جنوب شرق الجزائر، حيث اندلعت مشادات بين المقاطعين وقوات الدرك، ما اسفر عن 70 جريحا منهم 47 دركيا، بحسب مصادر متطابقة.

ومن ناحية اخرى، بلغت السخرية من فوز الرئيس الجزائري المعتلّ عبد العزيز بوتفليقة ذروتها على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً من مرضه وتصويته على كرسيّ متحرك بعد عامين من الاختفاء كلياً عن الساحة وترك مساعديه يصرّحون عنه.

وتركّزت معظم التغريدات الساخرة على تويتر وفيسبوك على ظهور بوتفليقة على كرسي متحّرك بعد غياب سنتين نال عليها لقب "الرئيس الشبح".

فكتبت مغرّدة جزائرية بالفرنسية أن "بوتفليقة سيكون أول رئيس يموت من الشيخوخة خلال ولايته".

وقال رئيس وزرائه السابق عبد المالك سلال في مؤتمر صحفي والى جواره صورة لبوتفليقة على حامل "يؤكد الفوز أن بوتفليقة قادر على إعطاء المزيد للجزائريين في الأعوام الخمسة القادمة." 

وفي وسط الجزائر العاصمة لوحت مجموعات من المؤيدين الشبان بصور الرئيس وأطلقوا نفير سياراتهم وأشعلوا الألعاب النارية احتفالا بفوزه. 

لكن الحالة الصحية للرئيس تثير مزيدا من التساؤلات حول الانتقال المحتمل في الجزائر ومن الذي سيحل محله اذا مرض خلال ولايته الرابعة والى اي مدى ستتجه الحكومة الجديدة نحو إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية. 

ويمثل الاستقرار أولوية للحكومات الغربية المتحالفة مع بوتفليقة في الحملة على المتشددين الإسلاميين في منطقة المغرب العربي كما تحرص تلك الحكومات على تأمين شحنات الغاز الجزائرية الى أوروبا خاصة في ظل الأزمة الأوكرانية التي تهدد الإمدادات الروسية.
كاتب : سالي الشامي
رقم : 374458
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم