0
الخميس 27 آذار 2014 ساعة 15:39
كتبت: ثريا الشهري

أمير قطر وتحديد الإرهاب

أمير قطر وتحديد الإرهاب
أمير قطر وتحديد الإرهاب
حين جاء ذكر الإرهاب في سورة الأنفال: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم...» عُني به الترهيب كما جاء في تفسير المراغي. أي الإيقاع في الرهبة، أو الخوف المقترن بالاضطراب.

إنما مشكلة تعريف الإرهاب أنها تدور عادة حول ما يمكن اعتباره نشاطاً يستوجب الإدانة، وما يُعد كفاحاً مشروعاً. وبما أن الإرهاب الذي هو شكل من أشكال العنف يمكن أن يمارس من جانب السلطة السياسية الحاكمة إزاء مواطنيها، مثلما يمكن أن يستخدم من جانب الآخرين ضد السلطة ومن يمثلها، كما يمكن أن يمارسه أفراد جماعة وطنية ضد قوات وممثلي الدولة التي تحتل أراضيهم، تماماً كما يمكن أن يُمارس من جانب تلك القوة المحتلة إزاء المواطنين المدافعين عن بلادهم. في ضوء ذلك، يكون جوهر التشويش الذي يكتنف استخدام مصطلح الإرهاب متعلقاً بالخلط بين «الوسيلة والهدف»، أو بين «الأداة والوظيفة».

وعليه، من الممكن أن تصب حركة تحرير وطني ضد سلطة استعمارية عنصرية في خانة «الإرهاب». والأخطر، أن تنساق وراء الهيمنة المضلِّلة بعض وسائل الإعلام، المحلية منها والخارجية. وبالمناسبة حركة حماس هي لاستغلال القضية الفلسطينية، وليست لتحرير فلسطين، والفرق كبير ومخزٍ بين الاثنين.

فما أبرز السمات التي يوصم بها الفعل حتى يُقال عنه إرهاب، مع ملاحظة أن العنف المقصود هو الذي يُرتكب بواسطة مجموعة أو حركة أو تنظيم، ويكون تحت عباءة آيديولوجية وذا طابع سري، بهدف إحداث تغيير ما بالقوة..! ولنكن أكثر دقة ونقول: إنه الإرهاب الذي اتخذ من الدين مظلة. فماذا قيل في هذا الإرهاب تحديداً؟

وفقاً لتعريف أسامة الغزالي - خلال ندوة نظمها منتدى الفكر العربي بمدينة القاهرة - فإن الإرهاب السياسي «هو فعل رمزي، يتم لإحداث تأثير بوسائل غير معتادة، ومستلزماً استعمال العنف أو التهديد به».

ويعترف أحد القانونيين العرب في تعريفه «جرائم الإرهاب» بعدم وجود تعريف موحّد لها. ومع هذا، فقد نظر إليها على أنها «جرائم تبعث الذعر وتنشئ خطراً عاماً يهدد عدداً غير محدد من الأشخاص، وتعتمد على أساليب لا يتناسب ضررها مع الغرض المُراد بها. مثال على ذلك إتلاف خطوط السكة الحديد وتسميم مياه الشرب ونسف المباني، خصوصاً قاعات الاجتماعات وقت اجتماع الناس فيها».

فماذا عن الإرهاب في الفكر الإسلامي، ومفهومه في اللغة؟ هو بمعنى الإخافة سواء كان منظّماً بأحزاب وجمعيات، أم غير منظم بها. وسواء كان سافراً حين يأخذ شكل القتل والتعذيب ونحوه من أساليب القمع، أم مستتراً تحت الضغط السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فهو في النهاية وبجميع أصنافه محرّم حرمة قاطعة، لأنه يدخل في عموم النصوص المحرّمة لدم المسلم وعرضه وماله. أمّا في الفكر المعاصر فقد أخذ يتبلور بعد قيام الثورة الفرنسية، وما جرّته معها من أعمال عنف بشعة لتصفية أعدائها. إنما موضوعنا هنا معني بالإرهاب الملحق تمويهاً وتأثيراً بالدين.

ومن حقنا التساؤل بعد الاستعراض السريع عن ماهية الإرهاب في نظر دولة قطر؟ حقاً، ما تعريف الإرهاب من وجهة نظر المعنيين بدولة وحكومة قطر؟ ثم إذا تعسّر الحفاظ على وحدة وطن ما وأمنه، واتضح أن من يقوم بالتخريب والتحريض في هذا الوطن مرتبط بجماعة وقيادات في دولة أخرى وبعلم هذه الدولة وموافقتها، في هذه الحال ألا يجوز اتهام تلك الدولة بعينها، أو اتخاذ موقف حاسم تجاهها؟ فالأمر لا يقف عند حد الاختلاف السياسي، والأطراف مجتمعة تعلم هذا الشيء. أمّا تجاهل العلم بالشيء - وهو الموقف القطري - فشيء آخر، ولا يتحمله الطرف الذي قرر عدم الاستمرار بالتجاهل، أو السكوت عن التجاهل. وهذا ببساطة هو الموقف السعودي.
رقم : 366448
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم