0
الأربعاء 2 نيسان 2014 ساعة 22:00
كتب محمد مظهري

هل تبحث قطر عن تحالفات استراتيجية جديدة في المنطقة؟

هل تبحث قطر عن تحالفات استراتيجية جديدة في المنطقة؟
هل تبحث قطر عن تحالفات استراتيجية جديدة في المنطقة؟
كتبت صحيفة “راديكال” التركية في تحليل تناول دور الدول الاجنبية في الازمة السورية، أن هذه الخلافات بين الدول المساندة للمعارضة تسببت بمزيد من استعار الازمة وزيادة حدة الخلافات الداخلية بين المعارضة. 

بينما أصبح التنافس بين قطر والسعودية لمصادرة المعارضة في سوريا من أهم عوامل المأزق الراهن في الملف السوری بعد أن راهنت كلا الدولتين على اسقاط الرئيس بشار الاسد و كسب التفوق السياسي في البلد بعده. 

وافادت صحيفة “راديكال” أنه في اطار هذا التنافس تقوم الدوحة بدعم الاخوان المسلمين بشكل خاص بينما تفضل السعودية التي تمول الجماعات السلفية تقديم الدعم للمجموعات العلمانية أوغير الاسلامية كالجيش الحر وهذا يدل على ازدواجية المعايير السعودية في التعاطي مع الاسلاميين. 

في حين تأمل السعودية ان تعوض خسارتها في العراق بتشكيل دولة سنية علمانية في سوريا مقابل الدولة الشيعية في العراق لكن الحكومة الاخوانية تشكيل تهديد للنظام الملكي للدول العربية في المنطقة . يقول احمد المصري وهو من المعارضة المسلحة في درعا أن السعودية تدعم المجموعات المعتدلة وترسل إليهم اموالاً عبر مجلس القيادة العسكري الأعلى تحت اشراف الولايات المتحدة وكما قد كُشف في ديسمبر الماضي أن السعودية قامت بتوزيع أسلحة تم شراؤها من كرواتيا بين الجماعات المسلحة في سوريا. 

تضيف راديكال في هذا التقرير ان معظم المساعدات السعودية تصل الى سوريا عبر الاردن، وقد تم اختيار المجموعات المسلحة التي تتدرب في الاردن من بين المجموعات السنية المعتدلة. لكن لا يخفى على احد ان السعودية لم تقطع علاقاتها مع المتطرفين من التيارات الاسلامية المتشددة كالسلفية الجهادية التي لم تزل تقوم بعمليات مسلحة بمساعدة شخصيات سعودية معروفة. 

هناك تقارير تشير الى نقل المصادر المالية والعسكرية لتنظيم القاعدة في العراق الى جبهة النصرة عبر جهاز الأمن السعودي. لكن التنافس بين قطر والسعودية على سوريا لا ينحصر في البعد العسكري فحسب، بل ويشمل المجال السياسي.
 
على سبيل المثال ساهمت السعودية الى جانب قطر في تاسيس مجلس القيادة العسكري الأعلى عام 2012 لكن سرعان ما اختلفا، وبعد شهر عندما قامت قطر بجمع القيادات العسكرية في الدوحة للنقاش معهم حول تمويل المعارضة بادرت السعودية إلى استضافة المجموعات التي لم تشارك في اجتماع الدوحة. أو في حالة اخرى بادر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى انتخاب رئيس وزراء مؤقت معلنا بأن السعودية وقطر متفقون على “اسعد مصطفى” إلا أن قطر ساندت غسان هيتو و تسبب ذلك بانسحاب الجناح السعودي من الائتلاف. على أية حال، إن تنافس دول المنطقة ولاسيما قطر والسعودية على استلام زمام المعارضة السورية والحروب بالوكالة أدى إلى تسعير الأزمة السورية وتعقيدها.
 
من جهة اخرى يبدو أن اختلاف المواقف القطرية والسعودية حول الاخوان المسلمين في مصر غدى أعمق مما كانت تبدو عليه، و وفقا لمركز “بيجين سادات” للدراسات الإستراتيجية الإسرائيلية، قد يؤدي هذا الخلاف الى انهيار مجلس التعاون الخليجي. وأشار المركز – حسبما ذكرت صحيفة The World Tribune الأمريكية – إلى أن السعودية تكاد تفقد سيطرتها على الدول الست أعضاء مجلس التعاون الخليجي، لاسيّما وأن سياسات الرياض قد واجهت معارضة كبيرة من جانب عمان وقطر. 

إن تصاعد الخلافات الداخلية في مجلس التعاون الخليجي التي تسببت بسحب بعض الدول الأعضاء لسفرائها من قطر، قد أبدت بوادر لتغيرات استراتيجية في السياسات القطرية حيث أصبح يُطرح هنا وهناك احتمالات لتقارب ايراني قطري، كما أشار موقع المونيتور إلى إعادة نظر الدولتين في سياساتهما تجاه محور المقاومة في المنطقة، ويمكن تفسير زيارة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح إلى العاصمة القطرية الدوحة في هذا الاطار؛ الزيارة التي هدفت إلى لقاء رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل. 

اليوم قطر التي عزلت من قبل السعودية والامارات و البحرين تجد نفسها اقرب الى ايران تماما كسلطنة عمان وبدأت فعلياً بتصفية استثماراتها السياسية والعسكرية على كل المحاور السورية، واستعدت للعب دور إيجابي في إقناع من تمون عليهم من المعارضة السورية للجلوس إلى طاولة جديدة للمفاوضات بناء على المبادرة التركية – الإيرانية المشتركة للوصول إلى حل ينهي الازمة في سوريا. فلننتظر كي نرى في المستقبل القريب مدى صحة هذه التوقعات في حدوث تغيير استراتيجي في السياسات القطرية.
 
هل ستعترف قطر التي تعتبر نفسها داعمة للتيارات الاسلامية بالعمق الاستراتيجي الايراني ونفوذ إيران في محور المقاومة التي لا بد من اخذه بعين الاعتبار في كل معادلة، أم أنها ستبقي على علاقات فاترة مع ايران وتستمر في اعتبارها مصدر تهديد، الأمر الذي سيدفعها الى مسايرة مجلس التعاون الخليجي والخضوع الى المطالب السعودية برغم كل الخلافات.
رقم : 368465
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم