الـ"كورونا" يثير الذعر في السعودية والسلطات ليست معنية!

بدأ القلق يسيطر على المواطنين خاصةً بعد ان أصدرت وزارة الصحة توجيهات لعدم الرد على أية اسئلة من قبل الصحافة والإعلام وهذا لوحده هو مصدر قلق للمواطن في الوقت الذي يشاهد بام اعينه تزايد عدد الإصابات بهذا الفيروس وانتشار بين الطواقم الطبية حيث أصيب أربعة منهما بهذا الفايروس ما أثار الهلع بين المواطنين وتناقل الرسائل المفزعة عبر الـ"واتساب" التي تطالب أهالي جدة بعدم زيارة المستشفيات الحكومية.

المشهد هذا يذكرنا بالأفلام الهوليوودية عندما يكون موضوع الفلم انتشار مرض فتاك يكتسح المدن ويحصد ضحاياه إلا أن في بلدنا ينقص جزء واحد من هذا المشهد وهو الهلع والفزع الذي يصيب الجهات الحكومية لمنع انتشار المرض وإنقاذ المصابين ومعالجتهم والحد منه. 

خروج فيروس "كورونا" عن سيطرة الأطباء ومسؤولي الصحة العامة في السعودية، يدق ناقوس الخطر تزامنا مع اقتراب شهر رمضان وموسم الحج في البقاع المقدسة، مما يثير "مخاوف وبائية" من انتقاله من وإلى المعتمرين والحجاج.

وحذرت تقارير صحافية نشرت في الفترة الأخيرة من أن عدم السيطرة على فيروس كورونا في السعودية والحد من انتشاره عبر الحجاج الذين يقصدون البقاع المقدسة، قد يؤدي إلى "إصابة العالم كله بالفيروس القاتل"، معتبرة أن تجمع نحو 4 ملايين شخص في البقاع المقدسة يحمل مخاطر صحية يجب التنبه لها... 

ماهو فيروس كورونا؟
الفيروس الجديد شُخّص بأنه فيروس غامض ونادر من عائلة “الكورونا فيروس”, وبحسب المعلومات الأولية, تبدأ أعراض هذا الفيروس الجديد بسيطة كأعراض الإنفلونزا, حيث يشعر المريض بالاحت قان في الحلق، والسعال، وارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وصداع، قد يتماثل بعدها للشفاء. وربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة، بسبب تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشلٍ كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم مسبباً قصوراً في وظائف أعضاء الجسم، ما قد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت سابقاً أن الفيروس الغامض الجديد ينتمي إلى عائلة الكورونا التي ينتمي إليها فيروس “سارس“، إلا أن الفرق بين الفيروسين يكمن في أن السارس، عدا كونه يصيب الجهاز التنفسي، فإنه قد يتسبب بالتهاب في المعدة والأمعاء، أما الفيروس الجديد فيختلف عن السارس في أنه يسبب التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي، ويؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي.

كيف ينتقل المرض ؟
كمعظم الفيروسات التي تصيب جهاز التنفس ينتقل المرض عن طريق تلوث الأيدي، والرذاذ والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض وجزئيات الهواء الصغيرة حيث يدخل الفيروس عبر اغشية الانف والحنجرة.

منذ كشف هذا الفيروس قبل شهور كان يتوجب على الجهات المختصة الحكومية أن تستنفر للحد من انتشار الفيروس وأن تولى اهتماماً بالغاً لهذه الأزمة التي صرنا نسمع عن ضحاياها المصابين في مختلف مناطق البلد لكن مع الأسف يبدو أن وزارة الصحة لم تستوعب حجم مخاطر العدوة ولا نوايا لها أن تقوم بواجبها تجاه المواطن.

الحقيقة والواقع أن سلطات آل سعود اشغلت نفسها بالكثير من الأمور التي تأتي بالدرجات الثانية والرابعة والخامسة من الأهمية ما جعلتهم مستهترين بامور المواطن وحقوقه المترتبة على الحكومة.

حقوق المواطن الصحية وتوفيرها هي من ضمن الواجبات الأساسية على أية حكومة في بلدان العالم ولا يجوز بأي حال من الأحوال، الاهمال فيها وتعتبر من ضمن واجبات الامن القومي للبلاد لكن في بلدنا المظلوم بما أن معظم الأمور تأتي مقلوبة فموضوع الصحة أيضا صار من ضمنها. ما هو تفسير سلطات آل سعود اذا ما استفحلت العدوة في الايام المقبلة وحصدت عدد أكبر من المواطنين .

المعطيات واداء السلطات السعودية الصحية وغير الصحية تؤكد لنا بأنها لا تقوم بعمل واسع ونابع عن الشعور بالواجب تجاه المواطن إلا إذا توسع الأمر وحلت الكارثة ونصيحتنا لسلطات آل سعود الصحية وغير الصحية أن تعتبر ذلك من ضمن قضايا الأمن القومي و أن تقوم بواجبها بأكمل وجه عملًا بواجباتها تجاه المواطن وأن تتعامل مع عدوى "كورونا" بشكل مختلف عن باقي المشاكل لأن الأمر يرتبط مباشرة بصحة المواطن وليس بامور أخرى ثانوية. وإذا كانت وزارة صحة بني سعود صادقة في بياناتها التطمينية للمواطنين فلتثبت ذلك في ادائها و تعاملها النابع عن المسؤولية تجاه "كورونا" قبل فوات الأوان.