0
الخميس 24 نيسان 2014 ساعة 23:33

علماء البحرين طالبوا بالضغط على النظام للإفراج عن معتقلي الرأي

علماء البحرين طالبوا بالضغط على النظام للإفراج عن معتقلي الرأي
علماء البحرين طالبوا بالضغط على النظام للإفراج عن معتقلي الرأي
وتضمنت الوقفة عدة كلمات، منها كلمة المجلس العلمائي لنائب الرئيس سماحة الشيخ محمود العالي، وكلمة الحوزات العلمية لسماحة السيد سعيد الوداعي، بالإضافة إلى كلمة المعتقلين وألقاها نيابة عنهم فضيلة الشيخ ميثم السلمان، كما ألقى الشيخ بشار العالي قصيدة بالمناسبة، فيما اعتذر النائب المستقيل السيد هادي الموسوي، عن الحضور وإلقاء كلمة الحقوقيين، بسبب استدعائه للتحقيق وإحالته للنيابة العامة. 

الوداعي: بجهادكم ستصل سفينة الجماهير إلى بر الأمان
وقال السيد سعيد الوداعي في كلمة الحوزات: “إن هذا الشعب الوفي يزداد تلاحمًا ووئامًا بين جميع فئاته كلما اشتدت بهم المحنة، وجماهيره تتضاعف قوتها عندما يكثر أعداد المسجونين والمعذَّبين، ويتعاظم بأسها كلما سقط شهيد”. 

وأشار إلى أن “عناصر السلطة الحاكمة قامت بزج الرموز والعلماء في السجون، وتحت مظلة محاكم صورية أصدرت أحكامًا لا تستند إلى شرع ولا إلى قانون، وها هم يقبعون في السجون”. 

وخاطب الوداعي العلماء والرموز وكل المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام بالقول: “هنيئًا لكم هذا الصمود، ونحن إن شاء الله بصمودكم ننتصر –كما هو عنونا هذه الفعالية-، وبكم أيها الأحرار رغم السجن، يحقق هذا الشعب الجريح كل آماله الكبار، وبجهادكم وجهودكم ستصل سفينة هذه الجماهير إلى بر الأمان والنصر، وسنحقق ما نصبو إليه من نيل إحدى الحسنيين؛ إما النصر على الأعداء، وإما الشهادة في سبيل الله والوطن”.

النجاتي سيبقى قريبًا روحًا وإن أبعدتموه جسدًا
وفيما يتعلق بإبعاد آية الله النجاتي، قال الوداعي: “إن العلماء الأعلام وجميع منتسبي الحوزات العلمية في البحرين والتي تجتمع في هذه الفعالية التضامنية لتستنكر أشد الاستنكار الضغوط التي يمارسها رجال الأمن ضد آية الله الشيخ حسين النجاتي، كما انها ترفض رفضا تامًا القرار القاضي بترحيله إلى خارج الوطن”. 

واستدرك “أما الآن وبعدما نفذت السلطة مؤامرتها بترحيل سماحته قهرًا، فنعلن من على هذا المنبر أن سماحته سيبقى قريبًا روحًا وإن أبعدتموه جسدًا، وسيبقى أحد الرموز الكبار لهذا الوطن، وسيستمر في رفدنا بعطائه السخي وفيوضاته الثرّة، وتوجيهاته الرشيدة”. 

العالي: نثمن المواقف المشرّفة للعلماء القابعين في السجون
من جانبه قال نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي سماحة الشيخ محمود العالي، في كلمة المجلس: “إننا في المجلس العلمائي نثمن هذه المواقف المشرّفة للعلماء القابعين في السجون، ونقدّر لهم جهادهم وصبرهم وثباتهم”. 

وأضاف “إننا نطالب المجامع الدينية والمؤسسات الإسلامية والحوزات العلمية أن يقفوا مع هذا الشعب المظلوم وعلمائه في محنتهم التي يعيشونها مع النظام، وأن يطالبوا ويوجهوا كلمتهم للمؤسسات الحقوقية والإنسانية ومناشدتها من أجل السعي لإطلاق سراح العلماء”. 

كما قال العالي: “إننا نوجه كلمة للمؤسسات الحقوقية والإنسانية ليمارسوا ضغوطهم بصدق وجدية في سبيل إطلاق سراح سجناء الرأي من علماء الدين، وإدانة كل تصرفات السلطة تجاه علماء الدين وضغوطها عليهم، وآخرها ترحيل سماحة آية الله الشيخ النجاتي”. 

السلمان: العلماء في السجن لأن الحكومة لا تعترف بالقوانين
إلى ذلك قال مسؤول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ د. ميثم السلمان، خلال كلمته في الوقفة إنه “بعيدًا عن رؤية السلطة للعلماء المعتقلين، فإنهم يُعتبرون سجناءَ رأيٍ وفقاً لتشخيص وتقدير عشرات المنظمات الحقوقية الدولية؛ بل ويعدون سجناء رأي وفقا لفتاوى علماء القانون الدولي، ووفقاً لوصف المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة السيدة نافي بيلاي التي طالبت السلطة جهارا منذ ديسمبر العام ٢٠١١ بإطلاق سراح كافة السجناء السياسيين”. 

وأضاف أن “العلماء السجناء معتقلون حالياً بدون تهمة جنائية إلا على خلفية آرائهم السياسية، ومطالبتهم بالإصلاح ووقوفهم مع مطالب الشعب في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والتمثيل السياسي العادل”. 

وبيّن السلمان أن “العلماء السجناء يقبعون في السجن لا لجرمٍ سوى مناداتهم بالإصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية، واستنكارهم للغة البطش والقمع والعنف ومخالفتهم لممارسات قمع الحريات العامة وانتهاك الحقوق، ولتبيانهم مواطنَ ومواقع الفساد السياسي والمالي في السلطة”. 

كما لفت إلى أن “العلماء يقبعون اليوم في السجن لأن حكومة البحرين لا تعترف بالقوانين الدولية المنصوص عليها في العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية، والذي صادقت عليه في العام ٢٠٠٦ وبموجبه يُمنح جميعُ المواطنين حريةَ الفكر السياسي وحقَّ إبداء الرأي”. 

الاعترافات انْتُزِعَت من العلماء تحت وطأة التعذيب
وقال: “لقد تعرض العلماء السجناء للتعذيب الجسدي والنفسي الممنهج، وكانوا عرضة لفاشية الانتقام الطائفي والازدراء الديني والعقائدي، وقد وُضِعوا في سجونٍ لا تخضع للمراقبة الدولية ولا تتوافق مع المعايير الدولية لمراكز التوقيف والسجون، فيما انْتُزِعَت الاعترافات منهم تحت وطأة التعذيب والإذلال والتهديد الجسدي والنفسي كما وثق تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وقد تم الحكم عليهم بمحاكم لا تتوافق محاكماتها مع المعايير الدولية للمحاكمات العادلة؛ إلا أن كل ذلك لم يثنِ العلماء ولم يكسر عزيمتهم في الإدلاء بالكلمة الناصحة للحكومة والمجتمع؛ بل ظلوا محافظين على مواقفهم باستنكار وإدانة التجاوزات والانتهاكات والأمر بالإحسان والدعوة للحق والنهي عن المنكر الاجتماعي والسياسي”. 

العمل السلمي موطن إجماع بين العلماء داخل وخارج السجن
كما ذكر السلمان أنه “ينبغي التنويه بأن من القواسم المشتركة ومن مواطن الإجماع بين علماء الدين خارج السجن وداخله هو التمحور حول العمل السلمي ورفض الانجرار لخيارات العنف؛ فالبيان الصادر من أربعةٍ من العلماء الأفاضل مؤخراً في السجن اعتبر السلمية دلالةً على انضباط الشعب وحضاريته، وقد أثبتت التجربة منذ ثلاث سنوات أن السلمية قد نجحت في تحقيق التعرية الكاملة لانتهاكات السلطة وقمعها للحريات، ولم تكن مهام التعرية السياسية والحقوقية والأخلاقية ممكنة ومؤثرة وفعالة لولا التمحور الشعبي حول العمل السلمي واللاعنف لنيل مطالبه المشروعة. وقد عكست السلمية التوجه الحضاري للشعب معززةً ثقافة الحوار والديمقراطية وإدارة الاختلاف والتعددية؛ بدلا من ثقافة الاستفراد والفرض والإقصاء”. 

واستطرد “كما نجحت السلمية في تجنيب الوطن تكرار التجارب المرة العقيمة للمنهج غير السلمي التي حدثت في بعض الدول العربية؛ فتجارب العنف واللاسلم لا تنتهي إلا بالكوارث والمآسي والخسائر لكافة المكونات الوطنية، أما التجارب السلمية في الحراك الشعبي فقد حققت في غضون أشهر ما فشلت في تحقيقه تجارب اللاسلم في سنوات”. 

العنف بكل صوره محل إدانة واستنكار لدى العلماء
وأشار إلى “أن إصرار العلماء في السجن وخارجه على تأصيل السلمية في المنهاج الحركي والإصلاحي قد ساهم في تركيز الصورة المبدئية والمنطقية والأخلاقية للحراك من جهة، واستنزف وعرّى السلطة أخلاقياً ومنطقياً وإعلامياً وحقوقياً من جهة أخرى”. 

وختم السلمان بالقول إن: “الدعوات العلمائية كانت وما زالت متواصلة من أجل ترسيخ ثقافة اللاعنف وانتهاج أسلوب الحوار لإدارة التعددية والاختلاف في الآراء؛ فالعنف بكل صوره وألوانه وأشكاله هو محل إدانة واستنكار لدى العلماء بما فيهم السجناء.ومن هنا، فإن كل دعوة للخروج عن السلمية وانتهاج خيارات العنف سبيلاً لتحقيق المطالب المشروعة للشعب هي خروج عن الرأي المجمع عليه بين كافة العلماء”. 

وقفة حداد ووفاء
وخلال الفعالية ألقى الشيخ محمد المنسي بيانين للمجلس العلمائي؛ الأول بشأن ترحيل آية الله النجاتي، والآخر بعنوان “السلمية السلمية”، كما وقف جميع العلماء في ختام الفعالية وقفة حداد على أرواح الشهداء، ووقفة وفاء تضامنًا مع (13) رجل دين مازالوا يقبعون خلف القضبان في السجون البحرينية بتهم تتعلق بحرية الرأي، وهم أصحاب السماحة والفضيلة: العلامة الشيخ عبدالجليل المقداد، والشيخ سعيد النوري، والشيخ محمد حبيب المقداد، والشيخ محمد علي المحفوظ، والشيخ ميرزا المحروس، والشيخ عبدالهادي المخوضر، والشيخ جاسم الدمستاني، والشيخ علي المسترشد، والسيد أحمد الماجد، والسيد مهدي الموسوي، والشيخ زهير عاشور، والسيد محمود الموسوي، والشيخ رياض الحني، بالإضافة إلى عدد من رموز الشعب، ونحو 4 آلاف معتقل ومعتقلة، منذ اندلاع ثورة 14 فبراير 2011م.
رقم : 376196
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم