0
الخميس 5 حزيران 2014 ساعة 15:27

خلفيّات زيارة أمير الكويت لإيران

خلفيّات زيارة أمير الكويت لإيران
خلفيّات زيارة أمير الكويت لإيران
وعرضت محطات تلفزيونية إقليمية لقطات للرئيس الإيراني حسن روحاني وأمير الكويت وهما يستعرضان حرس الشرف لدى وصول الشيخ صباح الأحمد إلى طهران.

ويحاول روحاني الذي انتخب العام الماضي إخراج إيران من سنوات العزلة ولاقى قراره الدخول في محادثات مع القوى العالمية بشأن البرنامج النووي لبلاده ترحيبا لدى بعض الدول العربية على الجانب الأخر من الخليج.

وينظر البعض إلى الكويت التي تعيش فيها أقلية شيعية كبيرة على أنها جسر محتمل بين إيران ودول الخليج العربية بما في ذلك المملكة العربية السعودية التي لا تزال علاقاتها متوترة مع إيران لا سيما بسبب مواقفهما المتعارضة من الحرب الأهلية في سوريا.

وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يوم الأحد إنه لا يستطيع قبول دعوة لزيارة السعودية لحضور اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في وقت لاحق هذا الشهر نظرا لتعارض الموعد المقترح مع محادثات مقررة مع القوى العالمية بشأن البرنامج النووي.

ونقلت وكالة أنباء الكويت عن علي عناياتي سفير إيران لدى الكويت قوله إن زيارة أمير الكويت تأتي "في وقت حرج ووسط تغيرات معقدة في المنطقة". وأضاف أن الزيارة "ستفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي".

وأضاف أن الزعيمين يريدان "إيجاد نظام إقليمي آمن ومستقر يقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى."

وتأتي الزيارة في أعقاب جولة لوزير الخارجية الإيراني في الشرق الأوسط في ديسمبر كانون الأول بعد أن وقعت إيران على اتفاق مؤقت مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي. وقالت الكويت إنها تأمل ان يساعد الاتفاق في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. 

وترى السعودية التي تدعم المسلحين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الحليف المقرب لإيران أن النفوذ الشيعي يمثل أحد أكبر التهديدات. وتشتبه دول الخليج العربية شأنها شأن القوى الغربية في أن إيران تستخدم برنامجها للطاقة النووية كستار لاكتساب القدرة على إنتاج أسلحة نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية. 

وتتهم البحرين والسعودية أيضا إيران بتحريض الشيعة في بلديهما على الثورة. وتنفي طهران التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين.

واستقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، قبل ظهر اليوم الأثنين في طهران، أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.

ويرافق امير الكويت في زيارته الى ايران، كل من وزير الخارجية الكويتي ووزير المالية ونائب وزير الخارجية ووزيري التجارة والصناعة والنفط. 

وقال قائد الثورة الاسلامية ان جمهورية ايران الإسلامية من هذا المنطلق اعتمدت منذ السابق ولحد الان سياسة ارساء علاقات سليمة مع دول الجوار في الخليج الفارسي.

وقال آية الله خامنئي ان التقارب بين دول المنطقة والعلاقات السليمة تصب في مصلحة المنطقة اجمع واضاف: ان تم تجاهل هذا الاصل فان اختلافات دول المنطقة وتباعدها ستعد عدوها المشترك.

وراى قائد الثورة الاسلامية ان السبب الرئيسي لتنامي صلافة الكيان الصهيوني هو غياب العلاقات السليمة بين دول المنطقة منوها بالقول: ان الجمهورية الاسلامية في ايران تعاملت دوما مع دول المنطقة برحابة صدر.

ووصف موضوع تنمية العلاقات بين العراق والكويت بانه لمصلحة المنطقة وقال: في خصوص تطورات سوريا فان الجمهورية الاسلامية في ايران ستؤيد ما يقرره الشعب السوري مهما كان.

واشار آية الله خامنئي الى خطر الجماعات التكفيرية في المنطقة مؤكدا: للاسف فان بعض دول المنطقة تتغافل عن خطر الجمعات التكفيرية عليها في المستقبل ولذلك لازالت تواصل دعم هذه الجماعات.

واضاف: ان بعض الدول المنطقة ومن خلال مساعدتها للجماعات التكفيرية تدعم عمليات القتل والجرائم التي ترتكبها هذه الجماعات بمساعدة بعض الدول الاخرى في سوريا، ولكن هذه الجماعات وفي المستقبل القريب ستتحول الى کارثة لتلك الدول الداعمة وبالتالي سترغم الاخيرة على قمعها بتكلفة باهظة.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى وقوف ايران في السابق الى جانب الكويت في الظروف الحرجة والمواقف الصادقة والحكيمة لهذا البلد حيال تطورات المنطقة وقال: يجب تسوية قضايا المنطقة بمثل هذه الرؤية والاسلوب. 

واعلن آية الله خامنئي بعد لقائه الشيخ صباح ان ايران مستعدة لفتح صفحة جديدة وأنها تسعى دائماً من اجل بناء علاقات سليمة مع جيرانها في الخليج وهي تتابع الآن السياسة عينها، ومن المؤكد ان هذه الصفحة تحتاج، لكي تنجح، الى ان تسترشد بالقواعد التي ارساها كتاب الديبلوماسية الدافئة والذكية الذي وضعه امير الكويت، وقد كان وزيراً للخارجية لنصف قرن، ويقوم دائماً بمهمة متعهد المصالحات وصانع التفاهم عربياً واقليمياً.

وكان أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قد حمل إلى طهران "ملفات ساخنة عدة"، أبرزها مصير العلاقات الخليجية الإيرانية على ضوء الإشارات الإيجابية التي أرسلتها الرياض إلى السلطات في إيران. 

تأتي الزيارة في ظل أنباء عن عزم الرياض وطهران فتح صفحة جديدة تساهم في احتواء التوتر في المنطقة وإيجاد حل سلمي للأزمة السورية التي عمقت الخلافات الخليجية الإيرانية.

وفي هذا السياق، قال مصدر في وزارة الخارجية الكويتية لـ"سكاي نيوز عربية" إن أمير الكويت "لا يتردد أبدا في تقريب وجهات النظر بين الدول الخليجية وإيران.. وما لذلك من انعكاسات إيجابية على المنطقة والنزاع بسوريا".

كما اعتبر المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الحراك السياسي في البحرين سيلقى اهتمام الجانبين في هذه الزيارة، لاسيما أن القيادة الجديدة في إيران أعلنت عن تأييدها للحوار الوطني في المنامة التي تستعد لإجراء انتخابات برلمانية.

بدوره، أكد المحلل السياسي المقيم في طهران، شاکر أنصاري، على أهمية هذه الزيارة من ناحية إحداث خرق في العلاقات الإيرانية الخليجية، وذلك بسبب "موقع ودور الكويت التي تتمتع بثقل كبير في مجلس التعاون الخليجي".
كاتب : سالي الشامي
رقم : 389390
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم