0
الثلاثاء 3 حزيران 2014 ساعة 16:23
القسم الأوّل: المقدّمة..

كلمات لامعة في وصية الإمام الراحل "روح الله الخميني"

كلمات لامعة في وصية الإمام الراحل "روح الله الخميني"
كلمات لامعة في وصية الإمام الراحل "روح الله الخميني"
حديث الثقلين
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: " اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي فانهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ". الحمد لله وسبحانك اللهم صلّ على محمد واله،مظاهر جمالك وجلالك وخزائن اسرار كتابك،الذي تجلى فيه الاحدية بجميع اسمائك حتى المستأثر منها الذي لايعلمه غيرك. واللعن على ظالميهم اصل الشجرة الخبيثة. وبعد.. وجدت من المناسب أن أذكّر بنبذة قصيرة وقاصرة في باب الثقلين، لا من حيث المقامات الغيبية والمعنوية والعرفانية، فقلم مثلي عاجز عن التجرؤ في مرتبة يستعصى عرفانها ولايطاق تحملها - ان لم اقل يمتنع - على كل دائرة الوجود، من الملك الى الملكوت الاعلى، ومن هناك الى اللاهوت، وكل ما هو خارج حدود فهمي وفهمك. ولامن حيث ماجرى على البشرية بسبب هجران حقائق المرتبة السامية للثقل الاكبر،والثقل الكبيرالذي هو اكبرمن كل شئ ماعدا الثقل الاكبر الذي هو الاكبر المطلق ولا من حيث ماجرى على هذين الثقلين من اعداء الله واتباع الطاغوت اللاعبين، فتعداد ذلك ليس ميسورا لمثلي، لقصورالاطلاع والوقت المحدود، بل رأيت من المناسب ذكر اشارة عابرة وقصيرة إلى مامر على هذين الثقلين. لعل جملة" لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " اشارة الى ان كل ماجرى على احد هذين - بعد الوجود المقدس لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم - فقد جرى على الآخر. وهجران كل منهما هجران للاخر، الى ان يردا هذان المهجوران على رسول الله الحوض. وهل هذا الحوض هو مقام اتصال الكثرة بالوحدة، واضمحلال القطرات في البحر، او انه شيء اخر لاسبيل له الى العقل ؟ والعرفان البشري ؟. 

حديث الثقلين حجة على البشرية
وينبغي القول ان ظلم الطواغيت الذي جرى على وديعتي الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم قد جرى على الامة الاسلامية، بل على البشرية، والقلم عاجز عن بيانه. ولا بد من التذكير بهذه الحقيقة، وهي ان حديث الثقلين متواتر بين جميع المسلمين،وقد نقل في كتب السنة - من الصّحاح الستة الى الكتب الاخرى - بالفاظ مختلفة وفي موارد متكررة، متواترا عن رسول الله صلى اللّه عليه واله وسلم. وهذا الحديث الشريف حجة قاطعة على جميع البشر، خصوصا مسلمي المذاهب المختلفة، ويجب على كل المسلمين الذين تمت الحجة عليهم أن يقدموا الاجابة عن ذلك، واذا كان من عذر للجاهلين غير المطلعين، فلا عذر لعلماء المذاهب.

عباد الانا والطواغيت استغلوا القرآن الكريم
لنر الان ماذا جرى على كتاب الله، هذه الوديعة الالهية وامانة رسول الاسلام صلى اللهَ عليه واله وسلم إنّ الامور المؤسفة التي ينبغي ان يبكى لها دما بدات بعد شهادة علي عليه السلام. الانانيون واتباع الطاغوت اتخذوا من القرآن وسيلة لإقامة الحكومات المعادية للقرآن. وابعدوا - بالذرائع المختلفة والمؤامرات المعدة سلفا - المفسرين الحقيقيين للقرآن والعارفين بالحقائق، الذين تلقوا كل القرآن عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، والذين كان نداء : "اني تارك فيكم الثقلين " في آذانهم. وفي الحقيقة فإنهم عملوا على تهميش القرآن بالقرآن، الذي هو اكبر دستور للحياة المعنوية والمادية حتى ورود الحوض، وابطلوا حكومة العدل الالهى التي هي احدى اهداف هذا الكتاب المقدس، وتسببوا بالانحراف عن دين الله والكتاب والسنة الالهية.الى ان وصل الامر بهم الى حد يخجل القلم من إيضاحه.

القرآن دستور للبشرية
وكلما استطال هذا البيان الاعوج ازداد الانحراف والاعوجاج الى حد أن القرآن الكريم - الذي تنزّل من مقام الاحدية الشامخ الى الكشف التامّ المحمدي (ص) لارشاد العالمين ونقطة لجمع كل المسلمين، بل للعائلة البشرية ليوصلها إلى حيث يجب أن تصل ويحرر وليدة علم الاسماء هذه من شر الشياطين والطواغيت، ويحقق القسط والعدل في العالم ويسلم الحكومة بايدي اولياء الله المعصومين عليهم صلوات الاولين والاخرين ليسلموها لمن فيه صلاح البشرية - هذا القرآن تم تحييده وتغييبه عن الساحة كما لو لم يكن تدخل في الهداية.. وبلغ الامر حداً على ايدي الحكومات الجائرة وخبثاء المعممين - الذين هم اسوأ من اتباع الطاغوت - اصبح القرآن معه وسيلة لإقامة الجور والفساد وتبرير (ظلم) الظالمين والمعاندين للحق تعالى. والمؤسف ان القرآن الكريم - وهو الكتاب الصانع للمصير - لم يكن له وإلى الآن على ايدي الاعداء المتآمرين والاصدقاء الجهلة اي وظيفة الا في المقابر وفي مجالس الاموات. الكتاب الذي يجب ان يكون وسيلة لجمع المسلمين والبشرية، وكتاب حياتهم اصبح وسيلة تفرقة واختلاف.. او إنه هجر كليا... وقد رأينا كيف انه اذا تلفظ احد بشيء عن الحكومة الاسلامية، وتحدث عن السياسة، فكأنه ارتكب اكبر المعاصي. مع أن الحكومة والسياسة هي المهمة الكبرى للاسلام الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم و القرآن والسنة مشحونان بهما. ورأينا كيف اصبحت كلمة روحاني سياسي مرادفة لكلمة روحاني بلا دين... والان هي ايضا كذلك.

الحكومات المنحرفة وطباعة القرآن
ومؤخرا عمدت القوى الشيطانيه الكبرى - بهدف محو القرآن وتثبيت الاهداف الشيطانية للقوى المتجبرة - ومن خلال الحكومات المنحرفة الخارجة عن تعاليم الاسلام ناسبة نفسها زورا إلى الاسلام - عمدت الى طبع القرآن بخط جميل، ونشره على نطاق واسع ليخرجوا القرآن من الساحة بهذه الحيلة الشيطانية. راينا جميعا القرآن الذى طبعه محمد رضا خان بهلوي وانطلى ذلك على البعض، وانبرى بعض المعممين الجهلة لمدحه. 

نفخر بائمتنا المعصومين عليهم السلام
نحن وشعبنا العزيز الذي ملؤه الالتزام بالاسلام والقرآن فخورون باتباع مذهب يريد ان ينقذ من المقابر حقائق القرآن، الذي ينادي كل ما فيه بالوحدة بين المسلمين بل بين البشرية باعتباره اعظم وصفة للبشر تنجيه من جميع القيود التي تكبل ارجلهم وايديهم وقلوبهم وعقولهم، وتجرهم نحو الفناء والعدم والرق والعبودية للطواغيت. نحن فخورون ان نتبع مذهباً رسول الله مؤسسه - بامرالله - وامير المؤمنين علي بن ابي طالب هذا العبد المتحرر من جيمع القيود مكلف بتحرير البشر من جميع الاغلال وانواع الاسترقاق. نحن فخورون ان كتاب نهج البلاغة - الذي هو اعظم دستور للحياة المادية والمعنوية بعد القرآن واسمى كتاب لتحرير البشر، وتعاليمه المعنوية والحكومية وارقى نهج للنجاة - هو من امامنا المعصوم. نحن فخورون بأن الائمة المعصومين بدءاً بعلي بن ابي طالب الى منجي البشرية الامام المهدي صاحب الزمان عليهم آلاف التحية والسلام - الذي هو بقدرة الله القادر حيٌّ وناظر للامور- هم ائمتنا نحن فخورون بأن الادعية التي تهب الحياة والتى تسمى بالقرآن الصاعد هي من ائمتنا المعصومين. نحن نفخر ان منّا مناجاة الائمة الشعبانية،ودعاء عرفات للحسين بن علي عليهما السلام، والصحيفة السجادية زبور آل محمد هذا والصحيفة الفاطمية ذلك الكتاب الملهم من قبل الله تعالى للزهراء المرضية. نحن فخورون ان منا باقر العلوم اسمى شخصية في التاريخ، ولم ولن يدرك احد منزلته غير الله والرسول صلى الله عليه واله والائمة المعصومين عليهم السلام. نحن فخورون بان مذهبنا جعفري، وان فقهنا - وهو بحر لايتناهى - واحد من آثاره، ونحن فخورون بكل الائمة المعصومين - عليهم صلوات الله - ونحن ملتزمون باتباعهم. نحن فخورون ان ائمتنا المعصومين - صلوات الله وسلامه عليهم - كابدوا السجن والابعاد في سبيل اعلاء الدين الاسلامي، وفي سبيل تطبيق القرآن الكريم، الذي يعتبر تشكيل الحكومة الاسلامية احد ابعاده، واستشهدوا في طريق اسقاط الحكومات الجائرة وطواغيت زمانهم... ونحن اليوم فخورون باننا نريد تطبيق اهداف القرآن والسنة، وفئات شعبنا المختلفة منهمكة في هذا الطريق المصيري العظيم تنثر الارواح والاموال والاعزاء في سبيل الله تعالى. 

نفخر بالنساء الزينبيات
نحن فخورون بان السيدات،والنساء - العجوز والشابة والصغيرة والكبيرة - حاضرات فى الميادين الثقافية والاقتصادية والعسكرية جنبا إلى جنب مع الرجال او افضل منهم،يبذلن الجهد من اجل اعلاء كلمة الاسلام - واهداف القرآن الكريم. القادرات منهن على الحرب يشاركن في التدريب العسكري للدفاع عن الاسلام والدولة الاسلامية الذي هو من الواجبات المهمة..وقد حّررن انفسهن من انواع الحرمان الذي فرض عليهن - بل على الاسلام والمسلمين - نتيجة تامر الاعداء وجهل الاصدقاء باحكام الاسلام والقرآن. وقد حّررن انفسهن بكل شجاعة والتزام، واخرجن انفسهن من اسر الخرافات التي اوجدها الاعداء بواسطة الجهلة وبعض المعممين الذين لايفهمون مصالح المسلمين. وغيرالقادرات منهن على الحرب منصرفات الى الخدمة خلف الجبهة بنحو قيّم يهز قلب الشعب شوقا وشغفا ويزلزل قلوب الاعداء والجهلة - الاسوا من الاعداء - غضبا وحنقا.وقد رأينا مراراً نساء جليلات زينبيات يهتفن انهن فقدن ابناءهن وانهن ضحين بكل شيءِ في سبيل الله تعالى والاسلام العزيز،ويفتخرن بذلك ويعلمن ان ما حصلن عليه اسمى من جنات النعيم، فضلا عن متاع الدنيا الحقير.

نفخر بعدائنا لامريكا الارهابية
وشعبنا، بل والشعوب الاسلامية ومستضعفو العالم فخورون بأن اعداءهم - الذين هم اعداء الله العظيم والقرآن الكريم والاسلام العزيز - هم حيوانات مفترسة، لا يتورعون عن ارتكاب اية جناية وخيانة،لتحقيق اهدافهم المشؤومة والجانية، ولا يميزون - في طريق الوصول الى الرئاسة ومطامعهم الدنيئة - بين العدو والصديق، وعلى رأسهم امريكا هذه الارهابية ذاتا هذه الدولة التي اضرمت النار في جميع ارجاء العالم وحليفتها الصهيونية العالمية التي ترتكب - لتحقيق مطامعها - جنايات تخجل الاقلام والالسنة عن كتابتها وذكرها... ويحملهم الخيال الابله باسرائيل الكبرى على ارتكاب اية جناية. ونحن فخورون بان عدونا صدام العفلقي الذي يعرفه الصديق والعدو بالاجرام ونقض الحقوق الدولية، وحقوق الانسان. والكل يعرفون أن خيانته للشعب العراقي المظلوم ودول الخليج لا تقل عن خيانته للشعب الايراني. نحن والشعوب المظلومة في العالم فخورون بان وسائل الاعلام واجهزة الاعلام العالمية وفق ما تمليه عليها القوى الكبرى تتهمنا وكل المظلومين بكل جناية وخيانة. اي فخر اسمى وارفع من ان امريكا - رغم كل ادعاءاتها واستعراضاتها الحربية، ورغم كل تلك الدول المستعبدة لها، والسيطرة على الثروات الهائلة للشعوب المظلومة المتخلفة، وامتلاكها لكل وسائل الاعلام - اصبحت عاحزة ذليلة امام الشعب الايراني الغيور، وامام دولة بقية الله ارواحنا لمقدمه الفداء، ولا تعرف بمن تتوسل، والى اي شخص تتوجه تسمع جواب الرفض. وليس هذا إلا ببركة الامدادات الغيبية من الباري تعالى جلت عظمته التي ايقظت الشعوب، وشعب ايران الاسلام خاصة، واخرجته من ظلمات الظلم الملكي الى نور الاسلام.

الى الشعوب المظلومة والشعب الايراني
انا الان اوصي الشعوب - الشريفة المظلومة والشعب الايراني العزيز، الذين منَّ الله عليهم بهذا الصراط المستقيم الالهي، غيرالمرتبط بالشرق الملحد، ولا بالغرب الظالم الكافر- ان يظلوا أوفياء لهذا النهج بكل صلابة واستقامة والتزام وثبات. وان لا يغفلوا لحظة عن شكر هذه النعمة، ولا يسمحوا للايادي القذرة - لعملاء القوى الكبرى، سواء عملاء الخارج اوعملاء الداخل، الذين هم اسوأ من عملاء الخارج - ان يحدثوا أية زلزال في نيتهم الطاهرة وارادتهم الحديدية، وليعلموا انه كلما ازداد ضجيح وسائل الاعلام العالمي والقوى الشيطانية في الغرب والشرق، فان ذلك دليل قدرتهم الالهية وسيجزيهم الله تعالى على اعمالهم في هذا العالم، وفي العوالم الاخرى. انه ولي النعم وبيده ملكوت كل شيء. واطلب - بمنتهى الجد والخضوع - من الشعوب المسلمة ان يتبعوا الائمة الاطهار عظماء وادلاء عالم البشرية - وأن يلتزموا بمعارفهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية بالروح والقلب، وبذل الارواح والتضحية بالاعزاء. ومن جملة ذلك الفقه التقليدي، فلا ينحرفوا عنه ابداً فهو ايضاح لمدرسة الرسالة والامامة، وضامن لرشد الشعوب وعظمتها سواء في ذلك الاحكام الاولية ام الاحكام الثانوية فهما مدرسة الفقه الاسلامي، ولا يصغوا الى الموسوسين الخناسين المعاندين للحق والدين...وليتعلموا أيّ خطوة انحراف تشكل مقدمة لسقوط الدين والاحكام الاسلامية وحكومة العدل الالهي. ومن جملة ذلك ان لايغفلوا أبداً عن صلاة الجمعة والجماعة، التى هي مظهر البعد السياسي للصلاة، فصلاة الجمعة من اعظم عنايات الحق تعالى على الجمهورية الاسلامية في ايران. ومن جملة ذلك ان لايغفلوا ابدا عن مراسم عزاء الائمة الاطهار، وخصوصاً عزاء سيد المظلومين ورائد الشهداء ابي عبد الله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات انبياء الله وملائكته والصالحين على روحه العظيمة المقدامة، وليعلمو كل اوامر الائمة - عليهم السلام - في مجال احياء ملحمة الاسلام التاريخية هذه، وان كل اللعن لظالمي اهل البيت والتنديد بهم ليس الا صرخة الشعوب في وجه الحكام الظالمين عبر التاريخ والى الابد. وتعلمون ان لعن بني امية - لعنة الله عليهم - ورفع الصوت باستنكار ظلمهم - مع انهم انقرضوا وولوا إلى جهنم - هو صرخة ضد الظالمين في العالم، وابقاء لهذه الصرخة المحطمة للظلم نابضة بالحياة. ومن اللازم ان تتضمن اللطميات واشعارالرثاء واشعار المديح لائمة الحق عليهم سلام الله التذكير - وبطريقة ساحقة - بالفجائع ومظالم الظالمين في كل عصر ومصر، وفي هذا العصرعصرمظلومية العالم الاسلامى على يد امريكا وروسيا وسائر المرتبطين بهم - لعنة الله وملائكته ورسله عليهم - فان من اللازم التذكير بذلك،ولعنهم والتنديد بهم بصورة مؤثرة وفاعلة. ويجب ان نعلم جميعاً أنّ ما يوجب الوحدة بين المسلمين هو هذه المراسم السياسية التي تحفظ هوية المسلمين خصوصا شيعة الائمة الاثنى عشر - عليهم صلوات الله وسلامه - ومن اللازم ان اذكر بان وصيتي السياسية الالهية لا تختص بالشعب الايراني العظيم الشان، بل هي توصية لجميع الشعوب الاسلامية ومظلومي العالم، من اي شعب ودين. اتضرع الى الله عزوجل ان لايَكِلَنا وشعبنا لحظة الى انفسنا وان لا يصرف للحظة عناياته الغيبية عن ابناء الاسلام والمجاهدين الاعزاء.
كاتب : مريم هاشم
رقم : 388832
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم