لماذا يسارع آل سعود لبيع نفط السعودية بأسعار بخسة؟؟

ففي مقابل القصور الفاخرة والسيارات الحديثة ووسائل الراحة والرفاهية التي يغرق فيها آل سعود وأعوانهم ثمة بيوت من الصفيح وأكواخ طينية ضيقة موزعة على هوامش المدن الكبرى وعلى أطراف الصحراء القاحلة حيث ينحشر فيها مئات الألوف من أبناء السعودية في الوقت الذي يستميت فيه آل سعود لأخذ حصة العراق النفطية عند الأوبك.

ويبلغ احتياطي النفط في جزيرة العرب اكثر من 26 بالمائة من إجمالي الإحتياطي النفطي في العالم إضافة إلى ان للنفط المستخرج من شبه الجزيرة إلى جانب نوعيته الممتازة فإن كلفة إنتاجه هى الأكثر انخفاضا في العالم حيث لا تزيد كلفة إنتاج البرميل الواحد من النفط السعودي عن 1،2 دولار هذا إلى جانب قرب آبار النفط من موانيء التصدير على شواطئ الخليج العربي، مما يعني أنه بيع النفط بسعر السوق الرسمي سيحقق زيادة ربحية كبيرة يستفيد منها الشعب السعودي إلا أن الواقع يقول عكس ذلك.

كذلك فإن بيع النفط السعودي بأسعار تقل كثيرا عن الأسعار الجارية لدى بلدان الأوبك الأخرى تنجم عنه خسارة تقدر منذ عام 1977 بحوالي 20 مليار دولار سنويا وهي بشكل ما تقدم كهدية من آل سعود للشركات الأميركية التابعة لكونسوسيوم الارامكو التي تحتكر تسويق كل النفط الخام السعودي .

يزعم آل سعود أنهم يقدمون على تلك " التضحيات " تعبيرا عن تضامنهم مع دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة ونتيجة لحرصهم على استمرار استهلاك النفط من قبل الدول الصناعية الكبرى

فالمملكة السعودية هي أكبر بلدان العالم استهلاكا المنتجات الغربية وهي تضمن للشركات الأجنبية التي تقوم باستثمارات في السعودية قروضا سخية بدون فائدة تصل إلى نسبة 50 بالمائة من كلفة المشروع كما تقدم لها الأراضي والماء والكهرباء بأسعار رمزية وتتحمل الدولة نفقات التأهيل المهني وتعفي الأجانب الذين يوظفون أموالهم من الضرائب لمدة خمس إلى عشر سنوات وتخولهم الحق بإخراج أرباحهم ورساميلهم بكاملها.

فبالنسبة لزيادة كمية الإنتاج فإن النتيجة المباشرة لها هي انخفاض سعر برميل النفط وبالتالي تدنى العائدات النفطية لمعظم الدول المنتجة للنفط .

وعند الأخذ بالإعتبار أن غالبية الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك هي من دول العالم الثالث وأن عائدات النفط تشكل مصدر الدخل الأساسي لاقتصادها القومي عند ذلك ندرك مدى الضرر الذي يلحقه آل سعود بتلك الدول ومدى إضراره باقتصادياتها الوطنية وبمشاريعها التنموية مثال ذلك مصر والجزائر ونيجريا وإيران والمكسيك وفنزويلا وغيرها.