0
الأربعاء 4 حزيران 2014 ساعة 16:55

أميركا ودول النفط.. "البترو-دولار" أم حرب حتّى الإبادة

أميركا ودول النفط.. "البترو-دولار" أم حرب حتّى الإبادة
أميركا ودول النفط.. "البترو-دولار" أم حرب حتّى الإبادة
البترودولار: في عام 1973، قام ملك السعودية، الملك فيصل، بتوقيع معاهدة مع رئيس الولايات المتحدة، الرئيس نيكسون، يتم على أساسها حصر بيع النفط السعودي بعملة وحيدة و التي هي الدولار و أن يتم استثمار الأرباح في سندات في الخزينة الأمريكية، مقابل حماية الجيش الأمريكي لآبار النفط السعودية. لاحقا تمّ توسيع هذه المعاهدة لتشمل جميع دول الأوبيك OPEC الأمر الذي من شأنه أن يزيد من أرباح أمريكا بشكل خيالي من الذهب. هذا الربط بين الدولار و النفط يطلق عليه اسم "البترو-دولار". 

ما معنى هذا؟ بهذه العملية أصبحت كل دولة مستوردة للنفط مرغمة على التعامل بالدولار، و من أجل الحصول على هذه الكمية من الدولار يجب عليهم إرسال الذهب إلى أمريكا. بهذا أصبحت أمريكا أغنى دول العالم! لاحقا، خلال الحرب الباردة و سباق التسلّح، كانت النفقات العسكرية للولايات المتحدة أكبر من جميع الأمم مجتمعة. لهذا أصبحت أمريكا الدولة الأكثر تسلّيحا في العالم، خصوصا أن إنهيار الإتحاد السوفييتي آنذاك أزال آخر قوّة عسكرية موازية للقوة العسكرية الأمريكية. 

الخطة2: آذار 2007... صرّح الجنرال في الجيش الأمريكي ويسلي كلارك:"رجعت لرؤية الرئيس- جورج بوش الإبن، و كنّا مازلنا في حرب على أفغانستان، و سألته: أما زلنا سنذهب للحرب على العراق؟ فأجابني الرئيس: الأمر أخطر من ذلك، وضعت وزارة الدفاع خطّة لغزو 7 بلدان في غضون 5 سنوات: بداية بالعراق، سوريا، لبنان، ليبيا، الصومال، السودان، و النهاية تكون في إيران." العراق: في عام 2000، بدأ العراق، أكبر منتج للنفط، ببيع نفطه باليورو حصرا، ما يشكّل خطورة على الهيمنة المالية الأمريكية؛ لأنّه كما شرحنا سابقا، الإقتصاد الأمريكي و الدولار الأمريكي قائمين على نظام البترودولار. لذلك خوفا من أن تتفرّق الدول المنتجة للنفط من حول الدولار و تتجه نحو البيع بعملة أخرى، كان على أمريكا القيام بخطوات تحمي نظامها الذي يمتص دم الشعوب: البطش بكلّ من يقوم بممانعة نظامها المالي. بدأت الآلة الإعلامية الأمريكية بشغل العالم أجمع بأسلحة دمار شامل مزعومة في العراق، و في نهاية المطاف تم غزو العراق في 2003. 

وأوّل ما قامت به أمريكا هو إعادة مبيعات النفط العراقي إلى الدولار الأمريكي. ليبيا: كان الرئيس معمّر القذافي في طور إنشاء عملة ذهبية موحّدة لدول أفريقيا، تسمّى الدينار، من شأنها أن تستبدل الدولار الذي يهيمن على عمليات التجارة و الصناعة و بالتالي على إقتصادات هذه الدول. يجدر الإلتفات إلى أنّ هذه الدول غنيّة بالموارد الطبيعية على أنواعها، من أراض زراعية، و نفط و غاز و معادن و غيرها. و لذلك من شأن خطوة كإنشاء عملة خاصّة أن ينهض بهذه البلدان و يجعلها في المقدّمة. 

ولكن الجشعين في البيت الأبيض لا يريدون لهذه الشعوب أن تستقل عن الفتات الذي ترميه لهم، و لذلك قامت بزعزعة الإستقرار في ليبيا و أسقطت و أعدمت الرئيس الليبي بدم بارد في الشارع في 2011، و الخطوة التالية التي قام بها "الثوّار" في ليبيا هو إنشاء البنك المركزي، كبديل للبنك المركزي لمعمّر القذافي. 

تجدر الإشارة إلى أنّ البنك الذي كان على عهد القذافي كان ملكا للدولة، على عكس الذي أنشأه "الثوار"، تماما كالبنك المركزي الأمريكي الذي هو مؤسّسة خاصّة! 

إيران: إيران سعت لفصل بيع نفطها عن الدولار، و مؤخرا قامت بعقد اتفاقيات لبدء تبادل النفط مقابل الذهب، و في المقابل قامت أمريكا بالتلويح بضربة عسكرية إلى إيران بتهمة السعي لصنع سلاح نووي، ناهيك عن فرض عقوبات اعتاد الشعب الإيراني على تزايدها سنة بعد سنة، هذه العقوبات التي لا يخجل المسؤولون الأمريكيون في التصريح علنا بأنّ الهدف منها تدمير الإقتصاد الإيراني. 

سوريا: سوريا مرتبطة بمعاهدة دفاع مشترك مع إيران، و هي تشكل حليف أساسي لها و لروسيا في المنطقة، كما أنّها من آخر خطوط الممانعة للهيمنة الأمريكية على الدول العربية. عبثت دول الناتو بأمن هذا البلد سرّا و سعت إلى تخريبه لجعله يبدو مسخا منبوذا و في حال عزمت أمريكا على القيام بضربة عسكرية، تكون هذه الضربة مبرّرة إعلاميّا. 

لطالما سعت أمريكا لأن تخلق الجو الذي يؤمّن لها الغطاء الدبلوماسي لأي ضربة عسكرية توجّهها إلى الدول المستضعفة، ولطالما استعملت البطش و القهر لمواجهة محاولة الشعوب للنهوض ببلادها، و لذلك تكون الضربة العسكرية على إيران و سوريا ليست مجرّد طرح، بل واقع محتوم. 

كلّ هذه الغطرسة و العنجهية في سبيل إبقاء عملتها الورقية هي العملة الوحيدة المسيطرة، لأنّ المسؤولين في البيت الأبيض على دراية تامّة بأنّه إذا قامت بضع دول منتجة للنفط ببيع نفطها بعملة غير الدولار، ستحذو حذوها دول أخرى و يؤدّي ذلك إلى انهيار عملتها و اقتصادها.
كاتب : مريم هاشم
رقم : 389158
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم