0
الاثنين 2 كانون الثاني 2012 ساعة 00:08

حوار مع الصادق المهدى رئيس الوزراء السودانى السابق

حوار مع الصادق المهدى رئيس الوزراء السودانى السابق
حوار مع الصادق المهدى رئيس الوزراء السودانى السابق
السيد الإمام هناك محطات مهمة خلال العشرين سنة الأخيرة بدءاً من خطابك عن الشرعية الإنقلابية والإنتخابية مروراً بالعمل المسلح مع التجمع بأسمرا ومحطات الحوار في العودة في تفلحون والتراضي الوطني والحوار الأخير مع المؤتمر الوطني وحديث نجلك عبد الرحمن عن مهمته في التواصل الوطني.. نريد إحاطة؟

ـ أنا مؤمن بأن العمل السياسي يفرض على الذين يعملون فيه أن يوسعوا دائرة القرار وأن يسهلوا تنفيذ القرار بإعتبار أن هذا روح الفهم للديمقراطية «خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين».. والنص «لو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك وتركك قائماً».. 

وهذه أخلاق توجب النظرة غير الصدامية والإقصائية، وفي التاريخ كله كل الذين إتخذوا موقف التعجل بالصدام أخفقوا.. وحتى السيرة النبوية كثير من الناس يحاولوا أن يقولوا كأنها سيرة رسول «سالي سيفه» في مواجهة كل إختلاف، والمدهش جداً أن المعارك القتالية بين الرسول صلى الله عليه والمشركين كانت سجال، ولكن الذي حدث أن الانجازات كانت بالقوى الناعمة، فأقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة واستمال الجزيرة العربية في صلح الحديبية وفتح مكة سلمياً، فأهم إنجازات السيرة ليست بالمغازي وإنما بالقوى الناعمة والدول التي دخلها الإسلام بالسيف أبقى على أقلية معتبرة غير إسلامية، والإسلام دخل السودان بالقوى الناعمة، ولذلك أسلم كل السودانيين 100% مع أنه كانت عندنا دول مسيحية قوية وقامت حتى جاء الفتح الإسلامي بالقوى الناعمة، نعم هناك مسيحية دخلت مع الإستعمار ولكن المسيحية الوطنية السودانية إستجابت لنداء القوى الناعة، فأعتقد أن موضوع القوى الناعمة إستراتيجي.

٭ حكم القوة
فيما يتعلق بالنُخب التي تحكمنا بالقوة أنا أعتقد كلها فاشلة وسوف تفشل.. لأنها حاولت أن تفرض على السودانيين شىء خارج طباعهم، وأعتقد أن أي أحد في الإنقاذ لم شعر بأنه فاشل فإنه سابح في جنة الحسن بن صباح، الفشل هو ليس في الأشخاص إنما في الأهداف، وأنا أرى أن المواجهة المسلحة لا أقدم عليها إلا عندما أكون مضطراً عندما أجد الباب مغلق تماماً.. «من اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».. ولكن عندما يرفع الراية ويطلب الحوار أنا أضع السلاح بصرف النظر عن قول الناس، واستجيب حتى لو قال الآخرون «لا ديل ما صادقين ديل كذابين»، ولكن أنا أتفاءل خير وأقول هذه فرصة، نحن إذن لا يمكن أن نقفل باب الحوار ما دام هناك فرصة.. إذا أغلقت الأبواب نفكر في منطق آخر، وأعتقد الحوار سيأتي بنتائج، فالآن هامش الحرية إتسع بسبب عوامل كثيرة جداً منها هذا الإستعداد للحوار.

٭ مشاركة عبد الرحمن
الموقف الحالي لدخول عبد الرحمن ليس إتفاقاً سياسياً ولا سِقالة لحوار مستقبلي، ولكن هو موقف إختاره هو فهو لا يمثلني ولا يمثل الحزب، ولكن مثلما هو قال إذا إستطاع أن يفعل شىء لصالح التواصل الوطني ومثله آخرون في المؤتمر الوطني نذروا أنفسهم لهذا الأمر إذا أتى بنتائج «فإن الفيه بخور بنشم».

٭ الموقف الحزبي
بالنسبة لموقفنا الآن نحن لا نريد أن نوهم اخواننا في السلطة أن الأمور المواجهة للسودان الآن يمكن حلها من غير إجراءات راديكالية، فالحكومة العريضة «والكلام الماشين فيه هذا» لا يأتي بحل والحكومة العريضة تضرب على حديد بارد، ونحن عاوزين نؤكد ليهم بموقفنا هذا أنه لا يمكن أن يكون هناك حل إلا بسياسات جديدة وهياكل جديدة تماماً، هناك أشياء يجب أن تعالج فيجب أن يفهم أن هذا النظام قائم على هيكلة تمكين ينبي على سبع ركائز، هذه الركائز هي أساس النظام الشرقي أوسطي كما هو «السيطرة على القوات النظامية، السيطرة على الخدمة المدنية، والسيطرة على السلطة الولائية، والسيطرة على الأنشطة الإقتصادية، والسيطرة على الإدارة الأهلية، والسيطرة علي الأجهزة الإعلامية والسيطرة على العلاقات الخارجية»، ورغم هذا يقولون لك تعال لتشارك، أنت تشارك في ماذا؟، أنت تشارك في شكل تنفيذي محدود جداً وتدخل في مشاركة مافيها أدنى حالة للمشاركة ما دام الوضع قائم، وإذا لم يغير هذا الوضع ستكون المشاركة خطأ، لذلك نقول بضرورة هيكلة جديدة من الرئاسة حتى أدنى سلطة، وإذا لم يحدث هذا فلا يمكن أن يكون هناك حل قومي فنحن نريد حل نبيعه للرأي العام كله وعاوزنه يكون في مستوى الأحداث في المنطقة. 

نحن البلد الذي له تجربة ديمقراطية كاملة الدسم، فكيف نأتي بتجارب من نفس النوع الموجود في المنطقة وستكون هذه مشاركات زخرفية.
فإذا لم يحدث تغير من فوق الى تحت بسياسات جديدة وهيكل جديد لن نستطيع أن نخلق للسودان سمعة دولية، وكذلك على ناس الإنقاذ أن يعترفوا بأنهم عملوا في القوى السياسية ما صنع الحداد ويقوموا بتشريح بعدي ويقولوا نحن عاوزين نضمد جراح القوى السياسية، فالإنقاذ عملت الإقصاء المبرمج في المجالات السبعة في الخدمة المدنية والعسكرية والإقتصاد والإدارة الأهلية والعلاقات الخارجية والإعلام والسلطة الولائية، وهذا هو التوهين.

ـ مقاطعة هل تعتقد أنك تعرضت لإغتيال شخصية؟
ـ نعم 

٭ فالتوهين في تجفيف المصادر المالية والإختراق، كشكش تسود
مقاطعة ما واضح الحديث عن إختراق؟

هو إستقطاب ناس لظروف معينة بمعنى «كشكش تسود»، وتابع الحديث، وأيضاً من التوهين شل القدرات الإعلامية، فكل الصحف لازم تعمل قدسية للرئاسة وإلا لم تجد ما تريد من ماديات إعلانية، فناس الصحف إما داخلين ضمن النظام أو «السلطة داقة ليهم مساير» فضلاً عن الإغراء بالسلطة الزخرفية ونقول للأخوة في السلطة إذا عملتوا تشريح بعدي واستعداد لسياسات جديدة نحن مستعدين نحل مشكلة دارفور والسلام والمحكمة ونقدم حلول اساسية جديدة للمسألة الإقتصادية فلا حلول للمشاكل بدون إستحقاقات، وفي رأينا الحلول بالتعيين ليست علاج للمشكلة، القضية أن السودان فيه هوة كبيرة جداً،
ومواجه بمخاطر ولابدّ من دفع استحقاقات الحل لأنه ما في حل بلا ثمن.

٭ إنت ما قدرت التفويض الشعبي الذي اعطاك اياه الشعب السوداني في الديمقراطية الثالثة؟
ـ انا ما أخذت تفويض، حزبي نال «102» مقعد في برلمان فيه «300» نائب، كل الأشياء التي وددت فعلها وجدت فيتو من الآخرين، مثلاً أنا كتبت ميثاق الإنتفاضة وهو مكتوب بخطي فيه أن نقبل الحل السلمي بموجب اتفاق كوكادام وفيه أن نعمل محاكم للقصاص الشرعي وأن نعمل الغاء لقوانين سبتمبر، وعندما جرت الإنتخابات ونلنا ما نلناه في مقاعد اجتمع الإتحادي برئاسة الميرغني والجبهة الإسلامية القومية برئاسة د. حسن الترابي واتفقوا ضد هذه الأشياء، وهذا عمل مانع لأن ننفذ ما نريد وإذا الشعب منحني أغلبية أنا ما كنت احتاج لأعمل هذا الكلام. 

ولما جاء وقت التوقيع قال الميرغني إن الشريف الهندي هو الأمين العام للحزب فسيوقع مع الأمين العام للجبهة الإسلامية د. حسن الترابي، وانا قلت لناس حزبنا بالتطورات الحالية سنبتز، أما أن ينفذ برنامجنا وهذه الاحزاب تقف معانا أو بلاش ونتجه للمعارضة، ولكن هم قرروا غير «كدا» فقالوا لازم نتفق مع الاتحادي الديمقراطي وليس مع الجبهة الإسلامية وقلت إذا كان لابدَّ من أن نحكم علينا أن نقيم حكماً لكل الجمعية بأن يمنح كل «10» نواب وزير حتى يكتب الدستور، فإنا ما يمكن أحاسب بالحسم الأوتقراطي وهذا ليس من مقدوري، وأنا لما التقيت مع د. جون قرنق في يوليو بعد الإنتخابات كنا متفقين معاه في كوكادام أن ننفذ الإتفاق، وقال لي انت لم تنفذ الإتفاق فقلت له إن حليفي ضد هذا، فناسنا في الحزب رفضوا حكومة كل الجمعية ورفضوا المعارضة وقالوا لازم نتفق مع الاتحادي فالحال الديمقراطي أملى علينا هذا الواقع فأنا ما عندي تفويض شعبي بل عندي الأكثرية، وفي النظام الديمقراطي اذا لم تكن عندك اغلبية في البرلمان لو كنت حبيب الشعب مافي طريقة تنفذ أي برنامج.

٭ لما أطلَّت مذكرة الجيش أنت هاجمتها بضراوة ولكنك عدت ليري حكومتك وشكلتها مجدداً لماذا؟!
- عندما جاءت مذكرة الجيش نحن في حزب الأمة إستنكرناها والقوى السياسية الأخرى أيدتها وإبان المذكرة سقطت منطقة «ليري»، فالجيش جاء بنا الى غرفة العمليات ليقدم لنا تنويراً والتنوير أساسه أن المعدات غير كافية، وأن الهيصة السياسية والخلافات في الخرطوم دنت الروح المعنوية للجيش، وبعد التنوير قلت لهم فكروا معاي، فقلت لهم كانت هناك 63 عربة جديدة موجودة عندما إنسحبتم من «الليري» وأتبعتم سياسة دفاعية وليه ما عندكم سياسة هجومية والناس ديل ما عندهم معسكرات في مناطق معروفة إنتو غلطانين في أنكم تعملوا عمل عصابات في الجيش النظامي وانتو إستخباراتكم ما شغالة إستخبارات حقيقية أنتو شغالين إستخبارات ضد بعضكم ما ضد العدو، بس شغالين الضابط الفلاني مشى مع فلان وقلت لهم أنتو ما بتستخدموا السلاح الموجود بكفاءة عالية وقلت ليهم قوموا فندوا كلامي هذا، فقامت كل هيئة القيادة وقالت كلامك صاح فقالوا ماذا نفعل؟ وكان إجتماع هيئة القيادة بطلب مني، فالمذكرة هي ردة فعل وهم قالوا بدل ما يُساءلنا الصادق سياسياً نُساءله عسكرياً.

٭ إجتماع الاحزاب
وقلت بعد ذلك للأخ ميرغني النصري بإعتباره مستقل أدعو لنا كل القوى السياسية لإجتماع في القصر الجمهوري للإتفاق معها على ميثاق فالاتحادي رفض الحضور للقصر وناس الجبهة جاءوا واتفقنا على ميثاق القصر وكنت موافق على ما يأتي في إجتماع القصر فناس الاتحادي ما حضروا الإجتماع لكنهم وقعوا، والحضروا ما وقعوا.. وبعد ميثاق القصر قررنا عمل حكومة على هذا الأساس، فجاءني فتحي أحمد علي القائد العام للقوات المسلحة ومهدي بابو نمر رئيس هيئة الأركان وقالوا نحن عندنا طلبين اولاً ما عاوزين صلاح عبد السلام وزير دفاع وايضاً الجبهة الإسلامية لا تدخل الحكومة، وقلت لهم اذا وافقت الجبهة على الميثاق تدخل الحكومة واتصلت بحسن الترابي حتى لا يكون هناك سوء فهم، فهم جيروا الموضوع فشرحت للترابي ما قاله الضباط والموقف وقلت للضباط ان هذا الأمر سوف يقسمكم وكان الاتحادي في ذلك الوقت منقسم وأنا حاولت أن اوحد رأيه وكانوا حزبين في حزب واحد ـ الهندي والميرغني ـ ولكن مع هذا فأنا أعتقد أن الجمعية حلت مشاكلها وكل الناس اتفقوا والتفكير في الإنقلاب لم يكن مجرد صدفة لأنه جاءني الاخ أحمد سليمان المحامي فقال لي لو ما عندك مانع نشكل حكومة انت رئيس الجمهورية فيها ويكون الترابي رئيس مجلس الوزراء والأخ أحمد سليمان تفكيره انقلابي فقلت له أي تفكير من هذا النوع سيجلب علينا مشاكل، وقلت يا أخي خلينا نشوف حل يكون ضمن الخريطة السياسية، وكان حديث احمد سليمان في رأيي جس نبض، وكان في رأيي ما ممكن أن يقدم أحد على إنقلاب في ظروف السودان الحرجة تلك ويدخل في صاج ساخن.

٭ ما بعد المذكرة
قلت للضباط بعد المذكرة انتم قدمتم تنوير انقلابي وخلقتوا فجوة «لزول» يمكن ان يستغلها، ولكنهم قالوا نحن يمكننا حماية الديمقراطية وقالت لي قيادة الجيش لو تحركت «ضبانة» نحن سنحسمها وقلت لهم إن تنويركم الإنقلابي خلق ثغرة.

٭ السيد الإمام أنت رجل محنك.. الجبهة الإسلامية كانت الحزب الثالث، وتعاملت معك بعقلية تآمرية لماذا لم تتخذ وسائل صارمة تمنع قيام الإنقلاب؟
- أثناء الفترة الانتقالية القوات المسلحة عملت لنفسها قانوناً أشبه بالنقابة، وهذا يجعل وزير الدفاع أشبه بالمناوب ما عنده أية صلاحيات ونحن عندما وصلنا للسلطة أول ما فكرنا فيه هو تغيير القانون، وفي هذا الموضوع ظهرت مناورات، فالاخوة في الحزب الإتحادي ما كانوا متجاوبين لأنهم يفتكرون أن وزارة الدفاع مع حزب الأمة، فأي تغيير يمنح وزير الدفاع صلاحيات أكبر هم ما عاوزنو، ولذلك أخذنا وقتاً طويلاً نفكر في هذا الموضوع وشكلنا لجنة جاءت بالقوانين من كل العالم حتى نتمكن من عمل مشروع قانون يحل محل القانون الذي أتى من الفترة الانتقالية وهو يمنح صلاحية أكبر للقوى المدنية. 

٭ مقاطعة: كان يمكن حماية الديمقراطية بقوة من أولاد الأنصار على غرار جيش الأمة؟
- نحن قلنا للجيش عندنا استعداد لنحمي الديمقراطية وإذا لا تستطيعون حمايتها أتركوا الأمر لنا ولكن المخاطر في هذا أن تمشي في خط الحمايه بقوة خاصة وتتهم بإنك عندك مليشيات.

بشرى والجيش
٭ ما استطعت أن تقنع الناس بموقف نجليك عبدالرحمن وبشرى وتحدثت عن الإختراق والإغراء من قبل السلطة هل لهما علاقة بذلك، فضلاً عن أن هناك حديثاً عن أن رئيس الجمهورية معجب بشخص عبدالرحمن وبطريقته واسلوبه ما تعليقكم؟

- بشرى موضوعه مختلف فهو يقود حرس وأدخل في القوات المسلحة لأن ناس الحكومة قرروا أن يعاملوا الشخصيات التي تقلدت منصب رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء سابقاً معاملة خاصة ولذلك دخول بشرى للجيش ليقود من يحميني.. 

٭ مقاطعة: ما يحموك الأنصار.. يحموك من تآمروا عليك؟
- الفكرة انه ممنوع لأحد أن يحمل سلاحاً غير مرخص مثلاً إلا مسدس للصيد ولكن سلاح في معركة ممنوع، وهذا السبب الذي جعله يدخل الجيش وأنا ضامن أن بشرى لو عمل شيئاً سيعمله لصالحنا. 

أما عن عبدالرحمن فهو كان أكثر الناس تطرفاً في مواجهة النظام وطور المواجهة ولما عدنا في تفلحون كان عنده رأي ، وأغلب الناس الذين تربيتهم عسكرية لا يعرفون المكان الرمادي، وكان رأيه أن نتعاون مع ناس الإنقاذ ولما إتفق ناس مبارك مع الحكومة وجابوا الإتفاق لنناقشه كان أكثر الناس دفاعاً عن المشاركة. 

وأمه كانت أكثر الناس ضداً للمشاركة، وأنا أقترحت إقتراحاً فاز بالإجماع بأن نشارك ظروف معينة ونواصل في الحوار وأجيز القرار وبعده ناس مبارك عملوا ما عملوه، بعدما اشتركوا في القرار، فعبد الرحمن ظل يدعو للمشاركة وعلاقته مع البشير تطورت بعد ذلك وهي ليست مسألة إجتماعية، وعبدالرحمن بصفته قائد عمل عسكري بالتجمع رأى أن الذين نتعاون معهم من القوى العسكرية الأخرى المسافة منها أكبر من المسافة مع ناس الإنقاذ، لأن هؤلاء في نظرهم أن الصادق والميرغني والترابي حسب التوجيه المعنوي لهم هم حاجة واحدة، ولمس عبدالرحمن هذه الروح وجاء بتقرير أورد فيه أن التوجيه المعنوي لحلفاء العسكريين ليس معنا إنما ضدنا، ورأى اننا محتاجون لأن نغير موقفنا لهذا السبب فهو ظل يدعو لهذه الدعوة وبموجب هذا المناخ أصبحت هناك علاقة بينه وبين عدد من المسئولين في الحكومة لماذا؟ لأنه كان عندنا موضوع جيش الأمة، فكانت الفكرة أن جيش الأمة يحتاج لمعالجة أوضاعه، ولكن الجماعة قالوا ليه ما ممكن نعمل لجيش الأمة حاجة إذا لم تشارك، فهم أعدائنا فصارت مشكلة وأصبحوا يعاكسونا كلما تحصل مشكلة الناس الذين لم تحل مشكلتهم يأتوا ليحتلوا دار الأمة وعبدالرحمن هو المسؤول، وهذا الأمر كله على رأسه وصارت العقبة اننا ما متفقين فهذه المعاني رسخت في ذهنه ضرورة أن نتعامل مع النظام.

٭ إذا النظام سقط وجرت محاسبة هل أنت عاطفياً ستقبل أن يكون ابنك ضمن المحاسبين في المحاكمات؟
- هو نفسه قال سيتحمل مسؤولية ما عمله، ونحن نعتقد أن أفضل تغيير في السودان بمبدأ وطني.. ونفتكر انه لابد لنظام جديد بمعادلات نتفق عليها «Soft land» أنا مقتنع اننا الآن في محطة سوريا واليمن وليبيا، فالنظام مستعد ليس كما كان الحال في تونس ومصر، وأنا أعتقد إذا كان النظام مستعد أو غير مستعد، فان هذا التيار قادم، ولكن حتى لا ندخل في مثل هذه المشاكل دعونا نقوم بعمل استباقي بنظام جديد من فوق لتحت رئيس وفاقي بسياسات وكوادر وإذا لم نفعل ذلك سواء كنتم مستعدين أو غير مستعدين فإن الناس ستتحرك والتحرك يأتي بصدام والصدام يأتي بتحرك دولي، بالعكس الآن عندنا وضع أصعب فيه فصائل مسلحة ومستعدة، إذاً عبدالرحمن رأى أنه دخل ليساعد في خط التواصل مع الآخرين، وقلنا لاخوانا ناس السلطة نحن بالنسبة للمشاركة قاعدين في المحطة هذه، أركبوا تعالوا بتلقونا، لذلك أية مشاركة لا تصل لمستوى المراجعة في الهيكل والسياسات نحن ما معاها. 

٭ أنت رجل شفاف وتقول رأيك بشجاعة.. هل نعتقد أن مشاركة ابنك عبدالرحمن خطأ؟
- أنا أعتقد أن مشاركته تحصيل حاصل، فهو يتحدث عن موقفه هذا بإستمرار ونحن في حزب الأمة وناس المؤتمر الوطني عارفين هذا، وتصبح مشاركته تحصيل حاصل، ما بين أولادي منهم من هو أكثر تطرفاً وفيهم عبدالرحمن مع رأيه يجب أن نتعامل مع النظام وبعضهم عنده فهم ضد الحوار مع المؤتمر الوطني مثل رباح. 

٭ عرفنا موقف عبدالرحمن من المشاركة ولكن هل موقفك أنت أن مشاركة عبدالرحمن تحصيل حاصل؟
- هو قال وأنا قلت له فان النجاح يحسب، وإذا فشلت عليك أن تخرج وتعلن أسبابك وهذه نصيحة.

مشاركة عبد الرحمن
٭ نريد موقف منك خطأ أم صواب مشاركة عبدالرحمن؟

- هي تحصيل حاصل فأنا أفتكر هو يعتقد انه أن ناس الانقاذ أقرب لينا من حلفائنا أيام حمل السلاح، ومشاركته هذه ليست خيانة ولا مصلحة شخصية ولا البشير استقطبه. 

٭ المرحومة السيدة سارة إذا كانت حية .. تعتقد ماذا يكون رأيها في مشاركة عبدالرحمن؟
- رأيها سيكون مثل رأيي أو أقرب إلى رأى رباح، فسارة تعتقد أن التعامل مع الانقاذ لا يأتي بنتيجة فعبدالرحمن الرأي الذي مشى عليه لا رأي أمه ولا رأي أبوه لا رأي أخوانه ولا إخواته فهو رأيه الشخصي هو عارف هذا الكلام. 

٭ هناك حديث عن أن حزب الأمة تتحكم فيه نساء قياداته؟
- هذا حديث غير صحيح، فمنزلي فيه خمسة آراء وما في شاكلة واحدة ومحاولة فرض شاكلة واحدة بتكتلم ولذلك إذا فرضت على أحد شيء سيلقي شخصيته، فعبد الرحمن يعتقد انه بموقفه سيخدم قضيتنا أكثر من ما نطرحه نحن، ولذلك موقفه متروك لتقديراته. 

٭ السيد الامام أيهما أقرب إليكم الآن المؤتمر الوطني أم المؤتمر الشعبي؟
- الشعبي أقرب إلينا في المطالبة بالحريات، ولكن الوطني في يده السلطة، وقلت لناس الشعبي أنتو ما تزايدوا علينا في الديمقراطية فالقوانين هذه هندستوها أنتم، لذلك لابد أن تتواضعوا، وإذا شعرنا بأن التعامل مع الوطني لمصلحة وطنية، تراهم يزاودون، فنحن ضحايا فهذا النظام أنتم فيه عشر سنين ونحن شقينا به عشر سنين. 

٭ حديثك في عيد ميلادك والإحتفال الذي سبقه بيوم أغضب المعارضة وحلفائك فقطع البعض الإحتفال وانسحب؟
- أنا قلت الناس ما يفكروا يطلعوا الشارع قبل الإتفاق على برنامج وقلت قبل التفكير في إسقاط النظام لازم يكون عندنا برنامج يكون هو البديل ولا يمكن أن نتحرك وهيكلنا هلامي، فنحن نبهناهم لهذا الكلام قبل ثلاثة أشهر وقلنا نتفق على تجنب العنف ونعمل باسلوب الجهاد المدني. 

وقلت إن الجبهة الثورية ستغير طبيعة النزاع في السودان بين شعب وحكومة و يصبح ما بين دولة ودولة فمثلاً ضرب مصنع الشفاء هذا الموضوع غير طبيعة الموقف، فهذا الموضوع يغير طبيعة الصراع، ويجعل السودان دولة مواجهة، ونحن ما عندنا تحفظ على أن يعمل الجنوب مع اسرائيل علاقات، ولكن توقيت زيارة سلفا لاسرائيل غير مناسب. 

٭ إذا تحولت مدينة معينة في السودان إلى بنغازي «تو» هل يمكن للمهدي أن يكون رئيساً للمجلس الإنتقالي؟
- لكل حدث حديث.

/ انتهت المقابلة /
المراسل : ناصر سلیمان
رقم : 126501
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم