0
الأحد 25 آذار 2012 ساعة 04:33

واقع الإعلام والإعلاميين في البحرين خلال العام2011

واقع الإعلام والإعلاميين في البحرين خلال العام2011
واقع الإعلام والإعلاميين في البحرين خلال العام2011
لكن ما جرى في البحرين في العام 2011، يؤكد على أن حرية الصحافة وحماية الصحفيين وصلت إلى أدنى مستوياتها في تاريخ البحرين. حيث قالت لجنة حماية الصحفيين في تقرير إنه " منذ بدء الاحتجاجات في البحرين في 14/2/2011، تعرض (92) صحفيا على الأقل للاعتقال والتهديد والمضايقة، من بينهم (46) صحفيا في وسائل الإعلام المطبوعة، و(22) مصورا صحفيا، و(15) مراسلا صحفيا لمواقع الكترونية، و(9) صحفيين من العاملين في محطات الإذاعة والتلفزيون". 

وبيّنت اللجنة أن وفاة مؤسس صحيفة "الوسط " كريم فخراوي، والمدون زكريا العشيري أول حالتي قتل لصحفيين تسجلها لجنة لحماية الصحفيين في البحرين. وأشارت اللجنة إلى أن وفاة المدون العشيري جاءت بعد أسبوع من اعتقاله على خلفية اتهامه بنشر معلومات كاذبة.
وبررت الحكومة البحرانية وفاته جراء مضاعفات ناجمة عن إصابته بمرض فقر الدم المنجلي، وهو ما نفته عائلة العشيري، كما توفي فخراوي بعد ثلاثة أيام من مقتل العشيري، وبررت الحكومة وفاته جراء إصابته بفشل كلوي. 

وأضافت اللجنة أن هناك (20) حالة طرد ومنع من دخول صحفيين أجانب للبحرين، كان من بينهم صحفييون من قناة (بي بي سي)، و (سي إن إن)، وصحف مؤسسة (مكلاتشي). كما قامت السلطات البحرانية بحملة ضد وسائل الإعلام الإخبارية المستقلة التي غطت حركة الاحتجاجات، وامتدت هذه الحملة إلى أشهر طويلة حيث شملت صحفيين بحرينيين تعرضوا لاعتداءات وفصل من أعمالهم واعتقالات وأحكام بالسجن. بالإضافة إلى سوء المعاملة خلال الاعتقال. 

وأكد التقرير انه تم استهداف المراسلين الصحفيين المحليين والدوليين على حد سواء، إذ تعرض صحافي في قناة (إيه بي سي) الامريكية للضرب وصودرت كاميرته في شهر شباط (فبراير) في العام 2011، وتعرض المصور الصحافي محمد المخرق في صحيفة "الوسط" للضرب بينما كان يغطي تظاهرة جرت في آذار (مارس) في العام ذاته، وأضافت اللجنة في تقريرها ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن أثنين من صحافييها تعرضا لإطلاق نار من طائرة مروحية إبان الأحداث. 

وأشار التقرير الى أن هيئة شؤون الإعلام فصلت الصحفي محمد جمجوم الذي يعمل في قناة "سي إن إن" الامريكية بسبب تغطية الاحتجاجات، ناهيك عن احتجاز السلطات البحرينية أعضاء فريق يعمل في محطة " سي إن إن" كانوا يسعون لإجراء مقابلة مع الناشط الحقوقي نبيل رجب. 

وأضاف التقرير انه في شهر حزيران (يونيو) أدانت محكمة اثنين من المدونين الناقدين بسلسلة من الاتهامات بمناهضة الدولة وحكمت عليهما بأحكام سجن طويلة. وأوضح التقرير أن صحيفة " الوسط" التي تعد أبرز صحيفة يومية مستقلة في البحرين ظلت هدفا للمضايقات والاعتداءات على امتداد العام الفائت. حيث جرت مداهمة مطبعتها في آذار(مارس) في العام 2011، من قبل مجهولين.
 
كما قامت وزارة الإعلام بإصدار أمر لإعلان الصحيفة لفترة قصيرة من شهر نيسان (إبريل) من العام ذاته، ووجهت الحكومة البحرانية اتهامات جنائية ضد ثلاثة من مسؤولي الصحيفة في الشهر ذاته بنشر (أخبار كاذبة). وأكد التقرير انه تم احتجاز سبعة صحفيين في شهر آذار (مارس) من العام الماضي، وصحفيين اثنين في شهر نسيان (ابريل) من العام ذاته، وعشرة صحفيين من شهر أيار (مايو) في العام الفائت. 

من جهة ثانية أصدرت رابطة الصحافة البحرين (BPA)، تقريريها الأول حول حرية الإعلام والصحافة في البحرين بعنوان " الكلمة تساوي الموت" باللغتين العربية والانكليزية، وهو أول تقرير يوثق ويرصد حالة الاعلام والصحافة في البحرين وما تعرضت له وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، والمقروءة، والعاملين فيها والمدونين والمصورين البحرينيين والأجانب منذ بدء الأحداث في 14 شباط (فبراير) من العام الماضي، ويعرض التقرير كما تم ذكره في هذه المتابعة. 

إن سلوك الحكومة البحرينية تجاه وسائل الاعلام والاتصال بما فيها الصحافة المطبوعة هو جزء لا يتجزأ من سياسة هذه الحكومة تجاه شعبها حيث واجهت حركة الاحتجاجات التي جرت في البحرين وما زالت مستمرة حتى في الشهر الجاري من العام 2012، بالحلول الأمنية وفاقمت في الأزمة التي تعيشها هذه الحكومة، وتعد هذه الأزمة هي الأشد التي تمر بها مملكة البحرين. وإن تعامل الحكومة مع وسائل الاعلام بالقمع المباشر والعاري الذي وصل الى القتل يؤكد على أهمية سلاح الاعلام في الميدان الحياتي العام والخاص. 

ويلعب الاعلام دورا أكثر فاعلية من سلاح المدافع والطائرات والدبابات في الأزمات العامة حيث يدفع الإعلامي حياته مقابل نقل الحقيقة وما يجري في المجتمع. لذلك ينبغي رفع الصوت عاليا للكف عن المعالجات الأمنية لحركة الاحتجاجات في البحرين، والانتقال الى المعالجات السياسية الخلاقة التي تمنح الشعب البحريني مزيدا من الحرية لتقرير رؤيته السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يريدها. 

الكاتب : بسام سفر 

/ انتهى التحليل /
رقم : 148002
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم