0
الأربعاء 12 شباط 2014 ساعة 11:15

ثورة وقودها شعب.. ورمادها شاه

ثورة وقودها شعب.. ورمادها شاه
ثورة وقودها شعب.. ورمادها شاه
هي ثورة زلزلت الأرض تحت أقدام الشاه الايراني "محمّد رضا بهلوي" وزعزعت أركان حكمه، وأخذت التظاهرات والاحتجاجات تتوسّع وتنتشر يوماً بعد يوم على الرّغم من القمع العنيف والأحكام العرفية التي كانت تعيق هذه التظاهرات والتحرّكات الشعبية.

وكانت ذروة الاحتجاجات في كانون الأول / ديسمبر عام 1978 في شهر محرّم الحرام، فخرج أكثر من مليوني مواطن ايراني إلى شوارع طهران وملأوا ساحة آزادي مطالبين برحيا الشاه الجائر وعودة الإمام الخميني "قائد الثورة".
وهو مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد روح الله الموسوي الخميني، ولد عام 1902 في بلدة خمين، حيث نشأ يتيما تحت رعاية والدته وعمته، بدأ دراسة العلوم الإسلامية في سن مبكرة في مدينة أراك ثم في قم المقدسة.

تجاوز التقليد السائد عندما انخرط في الشأن السياسي، وبرزت محاضراته التي انتقد فيها سياسات الشاه ودعا إلى إقامة الحكومة الإسلامية، طارحا نظرية ولاية الفقيه التي تقضي بقيادة الفقيه العادل المتبصر الدولةَ الإسلامية.

ما بين العامين 1963 و1964 اعتقل الإمام على أيدي سلطات الشاه مرتين، ونفي إلى تركيا، والسبب كان دوما مواقفه من الشاه وأميركا وكيان الاحتلال الإسرائيلي.

بقي الإمام في تركيا نحو سنة، ثم انتقل إلى النجف الاشرف في العراق، حيث أقام 13 عاما عمل خلالها على توجيه الثورة داخل إيران عبر رسائل وخطابات مسجلة.

في تلك الفترة كانت العلاقة جيدة بين طهران وبغداد، فطلبت حكومة الشاه من الحكومة العراقية إيقاف نشاط الإمام الخميني، ولما رفض الإمام الاستجابة طلبت منه حكومة بغداد الرحيل عن العراق، وكان ذلك في تشرين الأول عام 1978، فتوجه إلى الحدود العراقية الكويتية في " صفوان " ثم إلى فرنسا.

وبعد هذا التوسع والانتشار لتحرّكات الشعب الايراني الثائر، وبعد أن زعزعت الثورة في إيران أركان حكم الشاه افلتت زمام الأمور من يد الشاه واضطرّ الأخير على مغادرة إيران، ولحق به شاهبور باختيار الذي حاول استيعاب مشروع الثورة بالسياسة ثم بقوة العسكر، إلاّ أنّ الإمام الخميني أصر على استمرار مشروع التغيير الإسلامي معتمدا على التدفق الشعبي الحاسم، لا على القوات المسلحة أو العنف.
فما هي إلّا ساعات، ودمّر الثوار كل رموز سلالة بهلوي، فتسارعت الأحداث قارعة أجراس الانتصار.

وفي الأوّل من شباط/ فبراير عام 1979، عاد الإمام روح الله الموسوي الخميني من منفاه في باريس إلى طهران، واستقبلته حشود مليونية.

وكلّف الأمام الخميني مهدي بازركان برئاسة الحكومة الانتقالية المؤقّتة، وبدأ الجنود بالانطواء تحت راية الثورة الاسلامية.

ليحلّ الحادي عشر من شباط عام 1979، وأعلن الإمام الخميني من مقبرة الشهداء " انتهاء حكم الشاه " وبزوغ فجر "الجمهورية الاسلامية الايرانية". 

وحققت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظل الثورة الإسلامية من الانجازات ما لا يحصى ولا يعد ، فهناك انجازات برزت، وأخرى لم تبرز لغاية الساعة، وهي في طور البروز والولادة، وكلها تصب في مصلحة الأمة الإسلامية وفي سياق مبادئ الثورة الإسلامية.

وستواصل الجمهورية الإسلامية العمل على تطوير قدراتها وتنميتها باتجاه تحقيق الانجازات " التي لن تستطيع كل العواصف والأعاصير وقفها أو منعها من التقدم "، ولن تعيقها الضغوط والاعتداءات الأميركية الحالية والسابقة بل جعلت منها اليوم " قلعة محصنة" بوجه أي عدوان جديد وأي تحرك أميركي.
كاتب : مريم هاشم
رقم : 350791
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم