0
الاثنين 29 أيلول 2014 ساعة 22:22
"داعش" یستغل الفضاء الإلکتروني لترهیب الناس

"داعش" والحرب السیبرانیة

"داعش" والحرب السیبرانیة
"داعش" والحرب السیبرانیة
ففی حلقة من حلقات هذه الحرب الإلکترونیة حاول هذا التنظم عبر نشر فیدیوعلی الإنترنت ان یشجع انصار التنظیم الارهابی فی اوروبا وامریکا علی الانضمام الی 'داعش' للقیام بعملیات مسلحة . وأفرد الاصدار مساحة لعملیات الاعدام الوحشیة التی قام بها ضد عناصر من الجیش السوری فی الفرقة 17، کما ظهر فی الاصدار مواطن (من جذور افریقیة) یتحدث اللغة الانکلیزیة بطلاقة ویعتقد بانه امریکی الجنسیة یدعو فیه الی الانضمام الی داعش للقیام بعملیات مسلحة .

یحمل الفیدیو عنوان "نیران الحرب" ویستغرق نحو خمس وخمسین دقیقة ویظهر فیه مقاتلو هذا التنظیم وهم یقومون بتفجیر الدبابات وتهدید الرئیس الأمریکی باراک أوباما بعد أن أعلن رئیس هیئة الأرکان المشترکة الأمریکیة الجنرال مارتین دیمبسی بإمکانیة إرسال قوات بریة إلی العراق فی حال لم تحقق الضربات الجویة الأهداف المرجوة منها. ویظهر الفیدئو مدی قدرات داعش فی استخدام التکنولوجیا المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعی .

قد یفید التذکیر بأن هذا التنظیم الإرهابی یقوم بنشر الأنباء المتعلقة بالمجازر التی یرتکبها (وهو یعتبرها انتصارات) عبر هواتف ذکیة لتصل إلی مخاطبیه سریعاً . هذه المشاهد تبثّ عبر وسائل التواصل الاجتماعی مثل التویتر والیوتیوب والفیس بوک وفیها عبارات مثل "الحرب فی سبیل الله" و"تشکیل دولة الخلافة الإسلامیة" . وفی هذه الدولة المزیّفة وزیر للإعلام یتقن الشؤون الدعائیة التی تحرضّ ضد من یعتبرهم التنظیم کفاراً لأنهم یخالفون فکره وتوجهاته .

صفحات هذا التنظیم فی الفضاء المجازی فی متناول ید عدد کبیر من المستخدمین ویمکن عبرها الاطلاع علی بیایات القیادات ورسائلهم إلی أعدائهم وأفلام وثائقیة تتحدث عن العملیات التی یقوم بها مقاتلو التنظیم من قتل وذبح للجنود ثم التمثیل بجثثهم وغیر ذلک من أعمال إرهابیة بربریة تندی لها جبین الإنسانیة ، کل ذلک وسط هتافات دینیة حماسیة واعتزاز بهذه "الانتصارات" .

إذن نحن أمام بُعد تکنولوجی لهذا التنظیم یتمثل فی استخدامه لوسائل الإعلام والتکنولوجیا وشبکة الإنترنت .

فی البدایة وقبل أن نخوض فی حیثیات الحدث یجب القول إن هنالک مجالات عدة فی الحروب یأتی المجال السایبری خامساً بعد الأرض والجو والبحر والفضاء .

الحرب الإلکترونیة هی القیام أو الاستعداد للقیام بعملیات عسکریة وفقاً للمبادئ المتعلقة بالمعلومات ؛ والحرب السیبرانیة تعنی إیجاد الإخلال، إن لم نقل التدمیر الکامل، فی نظم الاتصالات والمعلومات التی یعتمد علیها العدو فی معرفة الطرف الآخر. والهدف الرئیسی من الحرب الإلکترونیة هو تعطیل توازن المعلومات من خلال أدوات مختلفة مثل التسلل إلی نظام حاسوب العدو وجمع بیانات أو تصدیرها أو إتلافها أو تغییرها أو تشفیرها ، خاصة إذا کان "میزان القوی العسکریة" غیر موجود وغیرمتکافئ .

إذن فی الحرب الإلکترونیة یمکن الاستفادة من المعرفة المتفوقة للتعویض عن الضعف فی رأس المال والجنود وتحقیق انتصار حاسم.

فلنعد إلی إصدار تنظیم داعش الإرهابی لنقول أولاً لا یسعنا ونحن أبناء الإسلام الحقیقی السمح الذی یرفض بشکل قاطع هذه الأعمال الوحشیة التی تظهر فی الفیدیو، إلا أن ندین هذه الأفعال بأشد العبارات الشجب والاستنکار.

من الواضح أن هذا التنظیم یهدف إلی تحقیق عدة أهداف من وراء هذا العمل یمکن إیجازها کما یلی :

یحاول داعش أن یقول لمقاتلیه بأنه لا یزال قویاً رغم تحالف العالم ضده وقیامه بشنّ غارات جویة متعددة علی معاقله فی کل من العراق وسوریا .

اجتذاب مقاتلین جدد وخاصة الغربیین وغسل أدمغتهم بغیة انضمامهم إلی صفوفه.

بثّ الرعب فی قلوب مخالفیه من خلال تصویر مشاهد الدم والذبح .

تألیب الرأی العام الامریکی والغربی علی الضربات الجویة التی یشنها التحالف بقیادة الولایات المتحدة الأمریکیة .

ویشیر هذا الفیدیو إلی الهدف الرئیس للتنظیم وهو أنه بات قادراً علی خوض الحرب علی مستوی عالمی وهو جزء من استراتیجیته الإعلامیة فی إیصال رسالته لمستخدمی وسائل التواصل الاجتماعی.

واللافت فی الأمر أن الفیدیو صدر باللغة الإنجلیزیة والشخص الملثّم الذی یظهر فیه یتحدث هذه اللغة بطلاقة الأمر الذی یزید من احتمال کونه أمریکی الجنسیة.

فی مقابل هذا الفیدیو، أعلنت السلطات الأمریکیة أنها ستحقق فی الأمر بدقة وخاصة لکشف هویة الشخص الملثم الذی یرید إعدام مجموعة من الجنود السوریین الذین وقعوا فی أسر مقاتلی التنظیم. یُذکر أن السلطات الأمریکیة قد استهدفت فی الأشهر الماضیة عدداً من الحسابات الإلکترونیة التی تعود إلی متطرفین یقومون بالدعایة لصالح التنظیمات التکفیریة .

ودعونی أن أشیر إلی نقطة فی غایة الأهمیة ألا وهی أن ما تقوم به وسائل الإعلام الغربیة من نشر لهذه الصور والمشاهد المرعبة سوف تساهم فی الدعایة لهذا التنظیم وتشویه صورة الإسلام بالتالی ، وهذا قد یخفی علی کثیرین .

نحن نعتقد أن هذا التنظیم وغیره من التنظیمات الإرهابیة التکفیریة هو من صنع الغرب المتآمر علی الإسلام الحقیقی وفی مقدمتهم الولایات المتحدة الأمریکیة والدلیل علی ذلک أن هذه التنظیمات لم تقم لحد الآن بأیّ استهداف للمصالح الغربیة أو إسرائیل وبعض هذه التنظیمات مثل جبهة النصرة وداعش نفسه باتت قریبة من حدود هذا الکیان المحتلّ ، بل ما نراه فی شاشات التلفزة هو عکس ذلک تماماً إذ نری أن هناک تسهیلات عدة یقدمها الغرب إلی هذه التنظیمات التکفیریة عبر بعض الدول الإقلیمیة وهو لم یفعل شیئاً لکل الأبریاء الذین سقطوا بید هذه التنظیمات ، وبعد أن اکتشف أن مصالحه باتت عرضة للخطر جیش الجیوش وأقام التحالفات وأقام الدنیا ولم یقعدها للقضاء علی داعش وأخواتها .

الأمة الإسلامیة لا تحتاج إلی جیوش الغرب ورؤساء أرکانه وتحالفاتهم لتحارب هذا الفکر التکفیری الجهنّمی لأن فیها علماء حقیقیین تقع علیهم المسؤولیة الکبری فی هذا الخصوص لنشر مبادئ الإسلام السمحة التی تحرّم هذه الأعمال الوحشیة وتنبذ العنف وترفض القتل علی الهویة وتدعو إلی رص الصفوف والوحدة بین جمیع المسلمین، فنحن أمة العلم والنور والهدی ونحن أمة التفکیر ولیس التکفیر.
رقم : 412396
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم