شعب البحرين.. من أرض الحدث

لم يكن الشعب البحريني ينتظر حتّى العام 2011 ليثور على ظلم نظامه الحاكم مطالباً بإصلاحات سياسية واقتصادية ، بل بدأت احتجاجاته قبل 35عاماً واستمرّت حتّى الآن متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 وخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك، التي لقيت رواجاً ضخماً في الإعلام يعكس ويصوّر للعالم بأسره أدقّ التفاصيل التي تجري في هذه الثورات. 

إلّا أن الثورة البحرينية على عكس غيرها لم تحظَ بأي من الدعم الإعلامي والصحافي بل لقيت التعتيم والتّجاهل من كافّة الدول والمناطق ووسائل الإعلام، فكما نلاحظ أن المعارضة البحرينية التي تحتضن جميع المظلومين والمعارضين للسلطة الجائرة، لا تملك أي محطّة تلفزيونية أو إذاعة رسمية تبثّ من خلالها معاناتها وتنشر وقائع المظلومية التي تعيشها في "موطنها". 

لكن المواطن المستهدف لم يقف وقفة متفرّج بل لاذ إلى ما يمكن أن يوصّل رسالته إلى العالم أو ما ينقل حقيقة الوقائع إلى كل متجاهل، فلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها موقع"فايسبوك" الذي بات عبره المواطن هو المراسل عينه من أرض الحدث. 

ونشط البحرينيون على هذا الموقع من خلال عدّة صفحات أنشؤوها لنشر معاناتهم وكانت أبرزها صفحة "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" www.facebook.com/Coalition14th، التي أبصرت النور مع بزوغ هذه الثورة في شبط عام 2011. ونجدها الأبرز إذ أنّها الأنشط من حيث الأخبار الحصرية والمباشرة ومن حيث فرق الزمن بين الحدث وآخر الذي لا يتجاوز الساعة الواحدة، ممّا يجعل عدد المتابعين لها لا يقلّ عن الستين ألفاً ونشهد من خلال هذا الرسم البياني تزايد نسبة المتابعين خلال شهر واحد من أول تشرين الثاني حتّى الآن، مع ملاحظة تزايد نسبة المتابعين بالتزامن مع تفاقم الأحداث في البحرين.

 


وراح الناشطون على هذه الصفحة ينقلون الواقع كما هو فمن مسيرة ينظّمها المعارضون وتقابلها عصي المرتزقة، إلى مداهمات يشنّها خفافيش السلطة ضد المواطنين "المعارضين" ليلاً بالطّبع مع نشر الصّورومقاطع الفيدو التي تثبت مدى وحشية قوى النظام في وجه المظاهرات السلمية والاحتجاجات الوافدة من كافّة المناطق البحرينية ضدّ غطرسة النّظام.
كما تعرض هذه الصفحة النشاطات التي تنظّمها المعارضة البحرينية من يوم إلى آخر ولا تخلو من نشر صور من أسقط النظام جنسياتهم بغير حقّ قانوني، وصور المجاهدين الّذين واجهوا هذا السلطان الجائر وتبّب بأمراض مزمنة وإعاقات دائمة بسبب تعسّفه ووحشيّة أمنه.

كما أن هذه الصفحة لا تنسى ذكر الشّهداء الذين قضوا في سبيل الله مطالبين بحقّهم بالعيش الكريم في وطن يصون كرامتهم وكرامة أبنائهم ويؤمّن لهم الأمن والحرية والديمقراطية. 

كذلك فهي تسلّط الضوء على من اعتقلتهم شرطة النظام بتهمة " التطاول على الملك وإهانته" من مسنّنين وشبّان كما أن حملة الاعتقالات شملت النّساء والأطفال ولم تنحصر بتهمة واحدة بل تعدّدت التّهم والحكم واحد والحاكم ماضٍ بظلمه وجوره.. 

"لن ننسى" هي عبارة أخرى يردّدها كثير من الثائرين والداعمين لأي شعب ثائر، ولكن هذه العبارة لا تكفي شعباً يعاني ويصارع الظلم وحده، فعلى القوى الدولية وجمعيات حقوق الإنسان دعم هذا الشعب بالقرارات والأحكام على النظام البحريني ومتابعته قانونياً، فهو ليس معصوماً وليس منزلاً أو مقدّساً كي نجعهله فوق أي قانون، ألم يحن وقت الصحوة؟؟ 

/ انتهى التقرير /