0
الاثنين 19 تشرين الثاني 2012 ساعة 14:54

والدة الشهيد العدنان: لو عاد ابني لما منعته من التظاهر والمطالبة بالحقوق

والدة الشهيد العدنان: لو عاد ابني لما منعته من التظاهر والمطالبة بالحقوق
والدة الشهيد العدنان: لو عاد ابني لما منعته من التظاهر والمطالبة بالحقوق
س: بعد مرور عام وفي ذكرى استشهاده كيف تنظرين لهذا الغياب للشهيد ؟؟وهل غاب الشهيد حقا ؟
بصراحة هو موجود في كل مكان .. في دمي و في البيت .. أتواجد دائما في غرفته أصلي فيها ..أقرا فيها الفاتحة على روحه الطاهرة ..
وبتنهيده حرة مغرورقة العينين تواصل ..
”وحشني ” هو حاضر… حاضر في كل شي ابتسامته وضحكته
اتحسر على فراقه ..مر على غيابه سنة و لم أره .. 

س: كيف كانت حياة الشهيد منيب في صغره ؟وهل لمحتي فيه آثر الشهادة ؟ أو لمستي فيه عشق الشهادة؟
كان وهو صغير دائما يألف قصص بأن والده هو البطل ..كان شجاعاً ..و يصنع من والده بطلاً ..كان متعلقاً بوالده كثيرا و بعد فترة تعلق بي كثيرا ..و لا يطيق الإبتعاد عني . 

حين يُطلب منه الجلوس للأكل ..يسأل أمي أين ستأكل ..سآكل مع أمي .. كان في صغره يردد معي الدعاء ..ويردد اللهم صل على محمد واله ..من صغره يقول انا أريد أن أكون شهيداً .. .لا سيما خلال حرب لبنان 2006م . 

و كانت نفسه عزيزة من صغر سنه ، لدرجة أن أباه قال له ذات يوم سجل اسمك في حافز يا بني لتحصل على مبلغ من المال فيقول له الشهيد : هذا ليس لي ، و لكنه لم يغضب والده يوماً ، أما مدرسوه فكثيراً ما كانوا يمجدون مواقفه و يثنوا عليه ، و كانت معلمته في الروضة تحبه وتطلب مني ادعي ليها لتنجب ولداً مثله. 

كان محبوباً منذ صغره ، لا يكون في مكان إلا و يملؤه ابتسامات ، و يحبه كل من يجالسه . 

س: كيف كانت حياته قبيل استشهاده ؟
كانت الى الاحلى والى الافضل .. ..كان يخاف على اخوه الصغير كثيرا ..وكان ذراع اخوه الكبير .. ولا يرد لأخيه الأكبر طلباً حتى لو كان آخر الليل. 

يقول دائماً انا قدوتي ابو الفضل العباس( عليه السلام)..و سأكون لأخي كما كان العباس مع الحسين (ع) و يردد دائما ما قيمة الأخ إذا لم يكن عوناً لأخيه .
يوم شهادته قلت له وجهك منور اليوم وكأنك عريس .. وكان قد وضع “غترة الشجاعة” على صدره ..فقلت له “بتحرر فلسطين؟؟؟ ” فابتسم و قبل يدي وخرج . 

قبيل استشهاده عندما رجع من تشييع الشهداء ناصر المحيشي والسيد علي الفلفل.. حضنته بشدة فقال لي: لهذا الحد أنت تخافين علي من الموت؟؟؟ .. فقلت له و الله لا أطيق فراقك يا ولدي فربت على كتفي بحنانه وقالي لي تصبري يا أمي. 

و عندما خرج للتظاهرة التي استشهد فيها قال أماه لا تتنازلي عن دمي … أنا ذهلت و لم أعرف بماذا أجيبه ، ثم التفت لأخته و قال لها لا تتأخري في عرسي … وتيقنا فيما بعد أنه كان يقصد عرس الشهادة. 

خرج قبل الصلاة و بعد أذان المغرب اتصل بي …قلت له هل صليت؟؟؟ ..فقال “من يريد الشهادة لا يؤخر الصلاة يا أمي” ثم سألنيي مبتسماً .. “بتزوجيني اماه؟؟” .. قلت له “للتو تريد الشهادة و الآن تطلب الزواج ؟؟؟ و الله أمرك غريب!!.
فجاءني خبر استشهاده ..الساعة العاشرة من نفس الليلة.. 

س: موقف لا تنسيه من حياة الشهيد..
مرة قال لي أماه سأبيع كليتي كي تتحسن ظروف أخي و يتخلص من الغربة ، لا أتحمل أن أرى أخي بهذه الحال و أظل مكتوف اليدين. 

س: لو عاد السيد منيب هل ستمنعيه من المشاركة في المظاهرات؟.
لا .. . أبداً … رغم حسرتي .. مستحيل امنعه ..بعد عز الشهادة ..اتحمل الحسرة والفراق ..لكن ما لا أمنعه من الإقدام على الشهادة وشرفها.
قبيل استشهاده .. قال أخوه انتبهي يا أمي إلى اخي منيب قلت له الله الحافظ … فقال أخوه … لقد حضنني و ودعني و كأنه مسافر..
فقلت له لا تكن في الصف الاول في المظاهرة .. فيفأجابني الشهادة ممكنة في أي صف، وإذا انا مقتول في الصف الاول او الاخر.. يكلمني وهو مبتسم.. 

س: كلمات تودي إضافتها.. 
حين اتحدث عنه ابتسم. أشعر وكأنه معي .. عندما كان طفلاً.. كان بداخله رجل كبير يحمل المسؤولية ..كنت أحب تسميته قمر آل عدنان..
جدته تقول:
الحمد لله على كل حال ..الحمد لله الذي اختاره شهيدا ..اسأل الله أن أكون أهلا لهذه الأمانة والخاصية.

/ انتهى المقابلة /
رقم : 213299
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم