0
الأربعاء 19 كانون الأول 2012 ساعة 02:14

أيها الغرب ..آن الأوان تفهم!

أيها الغرب ..آن الأوان تفهم!
أيها الغرب ..آن الأوان تفهم!
فسياسة الشجب والاستنكار التي اعتاد العالم والفلسطينيون خصوصا على سماعها لهي سياسة ممجوجة لا تقدم ولا تؤخر! كما أن استدعاء الاتحاد الأوروبي لسفراء إسرائيل لتبليغهم الاحتجاج خطوة لا تكفي ولا يمكن أن تهز شعرة في رأس نتنياهو. 

المطلوب من أوروبا اليوم أن تتخلص من ثقل أعباء الماضي والارتهان للنفوذ اليهودي - الأمريكي الصهيوني المديد، وتكون مخلصة لقيمها ومبادئها تجاه حقوق الإنسان، والعدالة والحرية، وتنظر إلى مأساة الشعب الفلسطيني من خلال الممارسات الصهيونية اليومية التي تجاوزت كثيراً كل الهمجية الفاشية والنازية، وتحولت إلى عبء يثقل الضمير الإنساني ومنه الأوروبي تحديداً الذي كان شريكاً في الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني .

تخيلوا لو أن دولة ما ارتكبت بعض ما ارتكبته وترتكبه إسرائيل، لكانت قطاع قد وضعت فوراً تحت مقصلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وفرضت عليها عقوبات سياسية واقتصادية، وتم التلويح لها بالقوة العسكرية، لكن بما أن إسرائيل هي الطفل المدلل الخارج عن القانون الدولي، فهي متروكة تعربد كما تشاء من دون حسيب أو رقيب . 

التاريخ لا ينسينا زيف الغرب ونفاقه وازدواجية وانتقائية معايره بشكل جلي وواضح خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية فلسطين، لا ننسى ان بريطانيا نسبة نكبة الشعب الفلسطيني ولا ننسى أن مبعوث الرباعية الدولية "توني بلير" والذي أصبح بقدرة قادر مبعوث الرباعية للسلام في منطقة الشرق الأوسط،هو واحد من الذين قادوا الحرب العدوانية على العراق، والتي ارتكبت فيها الكثير من جرائم الحرب بقرارات ومشاركة من "بلير" داعية السلام ؟،والذي في زياراته للمنطقة كحال وزير الخارجية الفرنسية كان ما يهمه أولاً وعاشراً ليس حقوق الإنسان ولا مقررات الشرعية الدولية ولا قيم العدالة والحرية والديمقراطية،بل أمن إسرائيل. 

آن الأوان أن نتخلى عن الأوهام، وأن نصحو من أحالأحلام بأن من زرعوا إسرائيل في قلب الوطن العربي،لن يكونوا في يوم من الأيام مع الحق الفلسطيني.
ما هو مطلوب من أوروبا في ظل ربيع الشعوب العربية ليس الشجب والاستنكار، ما هو مطلوب منها هو أن تقرن أقوالها بالفعل، إذ لا يكفي أن تهدد بفرض عقوبات اقتصادية جراء ما قررته إسرائيل من استيطان في القدس، إنما أن تباشر في إجراءات عملية، كي تشعر“إسرائيل ولو لمرة واحدة أن أفعالها المنافية للشرعية الدولية تلقى العقاب الذي تستحقه . 

الغرب يشجب ويستنكر ويدين ولكنه بتفس الوقت يدعم اسرائيل بشكل مباشر ومتواصل ولامحدود وانحياز الاتحاد الأوروبي يبدو بشكل سافر ومطلق لحكومة الاحتلال،يتم رعايتها والدفاع عنها في الخروج على كل قيم العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومقررات الشرعية الدولية..وبالأخر يعرب الاتحاد الاوروبي عن "صدمته ومعارضته الشديدة" للخطط الاستيطانية الاسرائيلية..فيا قادة النفاق الأوروبي الغربي، اختبرناكم وعرفنا نفاقكم! آن الاوان تفهمو بأن سياسة الشجب والإدانة هي كمثل من ينفخ " بقربة مخزوقة". 

/ انتهت التحليل /
رقم : 222668
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم