0
الخميس 4 آذار 2010 ساعة 19:35
بعد قرار السلطة العودة للمفاوضات بغطاء عربي

فصائل فلسطينية تؤكد على رفضها لهذه الخطوة وتعتبرها تساوق مع الاحتلال

فصائل فلسطينية تؤكد على رفضها لهذه الخطوة وتعتبرها تساوق مع الاحتلال
فصائل فلسطينية تؤكد على رفضها لهذه الخطوة وتعتبرها تساوق مع الاحتلال
  الكثير من الانتقادات للسلطة الوطنية الفلسطينية ، وذلك فى ظل الأنباء التي ترددت أن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيسافر إلى المنطقة في مطلع الأسبوع القادم لمعرفة مدى استعداد الفلسطينيين وإسرائيل لبدء محادثات سلام غير مباشرة. وذلك بعد إعلان وزراء الخارجية العرب تأييدهم لهذه المحادثات.

ورصد مراسل إسلام تايمز في غزة، ردود الأفعال الغاضبة على خطوة لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام ، حيث أكدت فصائل فلسطينية على رفضها لهذه الخطوة وتعتبرها تساوق مع الاحتلال .

حركة حماس ، قالت إنها تستهجن قرار لجنة المتابعة، واعتبرته غطاءً يمنح الاحتلال الفرصة لمواصلة عمليات الاستيطان ومخططات التهويد، في ظل غطرسة نتنياهو وحكومته المتطرفة، وتمسكه برؤيته للسلام المزعوم، القائمة على أساس القدس عاصمة للاحتلال، ورفضه عودة اللاجئين، واشتراطه الإقرار بيهودية الدولة.. وفي ظل تراجع الإدارة الأمريكية تجاه موضوع الاستيطان.

وأكدت أن سعي رئاسة السلطة لأخذ غطاء عربي يبرر موقفها بالذهاب للمفاوضات في ظل تواصل الاستيطان الصهيوني، يُعدّ رضوخا جديدا للشروط الأمريكية التي ربطت استمرار المساعدات للسلطة باستئناف المفاوضات..

ورفضت حماس بشدة استئناف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني، الذي أثبت للجميع أنه غير معني إلا بالعدوان وتكريس الاحتلال ومصادرة الأراضي ومواصلة الاستيطان وتهويد القدس، والإمعان في عمليات القتل والاعتقال في الضفة، ومضاعفته لجريمة الحصار على قطاع غزة.

واعتبرت المفاوضات المزمع عقدها جولة جديدة من العبث بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، وإضاعة لمزيد من الوقت.. فما لم تنجزه المفاوضات العبثية خلال ثمانية عشر عاما لن تنجزه في أربعة أشهر، وهي لا تمثل شعبنا ولا تلزمه بشيء.

بيد أن حركة الجهاد الإسلامي فلا فلسطين اعتبرت موافقة الجامعة العربية على استئناف المفاوضات تخدم الكيان الصهيوني مدينة قبول الجامعة العربية لاستئناف "مفاوضات التسوية" مع الكيان الصهيوني، على اعتباره موقفاً يخدم العدو المجرم ويشجعه على الاستمرار في سياسات الاستيطان والضم والتوسع على حساب شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، كما يشكل الموقف استمراراً لمسلسل التنازلات المؤلم من قبل النظام الرسمي العربي.

وقالت إن موقف الجامعة العربية بهذه الطريقة يعزز الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية، خاصة وأن الجامعة العربية استمعت لرأي فريق السلطة دون النظر لمواقف الفصائل التي أجمعت مواقفها على رفض استئناف المفاوضات بأي شكل كان وتحت أي مبرر كان.

وأوضحت أن قرار الجامعة العربية يعد بمثابة طوق النجاة لحكومة العدو الصهيوني التي سارعت بالترحيب، كون استئناف المفاوضات يعطي لحكومة العدو فرصة لتحسين صورتها ومواجهة الضغوطات والملاحقات والأصوات المنددة بسياساتها والمطالبة بعزلها، وهي فسحة من الوقت كافية لفرض وقائع جديدة على الأرض تجعل "وهم الدولة" بالأمر المستحيل، وهي فرصة كذلك لإتمام تهويد القدس وإكمال تنفيذ المخططات التي تستهدف المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي.

بينما قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد أن موافقة السلطة العودة للمفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني مخالف لقرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولإجماع فصائل المقاومة الفلسطينية، التي ترفض المفاوضات المباشرة وغير المباشرة.

واعتبر أبو أحمد فؤاد الموقف الفلسطيني هو الأساس في الموقف العربي، وليس العكس، مشيراً أنه كان على الرئيس أن يؤكد ويتمسك بموقف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولا يخضع لأي ضغوط عربية رسمية أو دولية.

وقال : " منذ فترة والقيادة المتنفذة في منظمة التحرير تجري مشاورات مع الإدارة الأميركية وغيرها على قاعدة استعدادها للقبول بالمفاوضات غير المباشرة، وهذا تم التعاطي معه بإيجابية سواء مع وزيرة الخارجية الأميركية أو ميتشل".

وحذر من أن هذا الموقف هذا الموقف سيؤدي إلى المزيد من الخلافات في الساحة الفلسطينية، لافتاً أن السلطة أخذت هذا الموقف في الوقت الذي يقوم به الكيان الصهيوني بجرائم جديدة يومياً، متعلقة بالاغتيالات والسيطرة على الحرم الإبراهيمي في الخليل، والاستمرار في تهويد القدس، وبناء المستوطنات، متساءلاً لمصلحة من توافق السلطة على المفاوضات غير المباشرة؟

كما حذر من أن هذه الخطوة ستؤد خلال فترة قصيرة إلى مفاوضات مباشرة على قاعدة الشروط الأميركية الإسرائيلية.

أما القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية ، قالت إنها وقفت أمام مخاطر قرار لجنة المتابعة العربية بتغطية المفاوضات غير المباشرة مع حكومة الكيان الصهيوني , على الرغم من كل إجراءاتها العنصرية وتغولها الاستيطاني الذي يجتاح القدس ومحيطها , وفي عموم مناطق الضفة الغربية بما في ذلك ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم للتراث اليهودي , وفي ظل تراجع إدارة اوباما أمام اللوبي الصهيوني عن وعدها بوقف الاستيطان كشرط مسبق للمفاوضات .

ورفضت جبهة التحرير الفلسطينية مثل هذا القرار فإنها تحذر من مخاطره خاصة من حيث توقيته ووظيفته السياسية , خاصة عشية عقد القمة العربية المعنية في تقديم الأجوبة على التحديات والملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية إن لجهة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وفك الحصار عن قطاع غزة وإعادة اعماره , ومراجعة المبادرة العربية التي اعتبرتها أطراف عديدة في القمة السابقة بأنها لن تبقى مطروحة مطولا على الطاولة .

وأكدت أن خطورة هذا القرار بتغطية المفاوضات غير المباشرة , وهو إذعان خطير للإملاءات الاميركية يشكل استباقاً على الجهود العربية والفلسطينية الهادفة الى معالجة الملفات واستحضار أوراق القوة للحالة العربية وخاصة الفلسطينية في وجه العنصرية والتوسع الاستيطاني , والارتقاء بالحد الأدنى في استحضار خيار سياسي لدعم صمود الأهل وكفاحهم ضد الاحتلال وعنصريته وجرائمه التي لا تتوقف .

كما وصف حزب التحرير تعقيباً على قرار وزراء الخارجية العرب، أن الحكام العرب والسلطة يكافئون كيان يهود على جرائمه بحق أهل فلسطين .

واعتبر الحزب أن فكرة المفاوضات غير المباشرة هي دجل صفيق وتضليل للأمة، وتساءل الحزب مستنكراً: هل المفاوضات غير المباشرة هي حرب؟! أم هي المفاوضات بكل ما فيها من ذل وتفريط بأقدس مقدسات المسلمين.

ورأى الحزب أن هذا القرار يأتي رضوخا واستجابة لطلب عدوة الإسلام والمسلمين أمريكا التي أمعنت فينا القتل والدمار والنهب في العراق وأفغانستان وباكستان، وساعدت كيان يهود في احتلال فلسطين وفي قتل أهلها واستباحة مقدساتها.

ويذكر أن اللجنة العربية لمبادرة السلام كانت قد ربطت في بيانها استئناف المفاوضات المباشرة بوقف (إسرائيل) الكامل للاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس ، وقررت اللجنة أن تجتمع في مستهل يوليو/تموز المقبل لتقييم الموقف وتحديد الخطوات اللازمة في ضوء وضع المفاوضات حينها ، وفي حال فشل المحادثات غير المباشرة ستدعو الدول العربية مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع طارئ لبحث الصراع العربي الإسرائيلي برمته, مع مطالبة الولايات المتحدة بالامتناع عندئذ عن استخدام حق الفيتو.

/ انتهى التقرير /
كاتب : ناهض منصور
رقم : 21380
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم