0
الثلاثاء 15 كانون الثاني 2013 ساعة 20:28

امتداد النار الى الخليج..

امتداد النار الى الخليج..
امتداد النار الى الخليج..
على اية حال الامر لم يعد مجرد تحليل بل انتقل الى معلومات يتناقلها الاعلام ويفصلها ويعطي لقطر دورا اساسيا فيها، وهنا يبرز السؤال من جديد عن مبررات هذا الدور القطري الذي برزت الشكوى منه لدى السعودية والامارات والكويت. ويبدا الجواب من ان دولة كقطر عديد جيشها اثنا عشر الفا، وعديد جسمها الانتخابي خمس وعشرون، في الوقت الذي تعوم فيه على بحر من الذهب هي شكل نموذجي لما يريده الغرب واسرائيل لدول المنطقة. ويقع هذا النموذج في اساس الدور الذي كلفت به منذ زيارة امير قطر لواشنطن في ربيع 2011 حيث اعلن الرئيس الاميركي: " ان لقطر دورا مهما في الثورات العربية" .

بعدها عاد الامير القطري ليحمل رسالة الى دمشق واخرى الى طهران ، وليعلن اثر رفضهما الحرب الاعلامية والديبلوماسية على سوريا. واذا كان هذا التكليف قد اعتبر فرصة العمر بالنسبة للمشيخة الصغيرة التي لا يؤرقها شيء كما يؤرقها هم الاعتراف بوجودها، فان فشله او انتهاؤه يشكلان هما اخر لاسباب وجودية عديدة اهمها مرتبط بخريطة الخليج العربي نفسها. هذا الهم كتب فيه الكثير من الباحثين الستراتيجيين والسياسيين الاوروبيين،ووصل الحديث عنه الى الصحافة الفرنسية، وبالتالي عرفت فرنسا كيف تستغله، في شقه الاول: اثبات الوجود، فتبالغ بالحفاوة بامير قطر وزروجته لقاء صفقات مالية واستثمارية ضخمة، ولقاء دور سياسي في الشرق الاوسط. غير ان السيد الاول والاخير يبقى الاميركي الذي يمتلك اكبر قاعدة عسكرية في المنطقة على الارض القطرية. غير ان الشق الثاني والاهم هو ما عبرت عنه صحيفة لوموند بقولها: " قطر مثل صاروخ انطلق بالمصادفة ولكن لا بد له من الاصطدام بالواقع والعودة الى الارض". هذه العودة الى الارض هي مصدر القلق الاكبر، قلق متعدد الاطراف ولكن ابرز اطرافه يكمن في العنصر المهم الذي لا يمكن بدونه فهم المعادلة الخليجية. ان التخوف الرئيسي الذي تعيشه الامارة الصغيرة ياتي من العربية السعودية التي لم تتوقف عن اعتبار قطر جزءا منها وما يزال الخلاف الحدودي قائما بينهما وعند حقول نفطية اساسية. فيما يجسد قاعدة عمد المستعمر الاوروبي على تطبيقها عندما رسم خرائط التقسيم سواء في الاعلان البريطاني للجزيرة العربية او في سايكس بيكو. قاعدة تقوم على خلق دول صغيرة فاقدة لعناصر السيادة على حدود دول كبيرة ( لبنان وسوريا، العراق والكويت، قطر والسعودية) وعليه تظل الاولى تعيش عقدة الخوف وعدم الاعتراف والثانية تعيش عقدة الظلم والحق بالاستعادة ان لم يكن بالضم فبالهيمنة. عقدة يشكل الثنائي القطري السعودي اكثر تجلياتها حدة، ويفسر الكثير من عقدة البحث عن تاكيد الذات، والبحث عن الحماية، والان البحث عن عدم الاصطدام بالواقع والعودة الى الارض. 

خاصة اذا كان هذا الواقع هو حل ما للمسالة السورية تساهم فيه السعودية، بعد ان بدا واضحا ان الحلم القطري في سقوط النظام خلال اسابيع او تدخل عسكري اجنبي قد اصبح بعيدا. والحل هو نقل الصراع، او مده الى الجزيرة العربية بدءا من الامارات والكويت ووصولا الى السعودية ليكتمل الشرخ المذهبي المدمر والمواجهة السنية -الشيعية الكفيلة بالتفسيخ وبخلق كيانات جديدة بحجم النموذج القطري، بل والاهم بخلق حالة استنزاف دائمة. حال ليس ما يحدث في العراق ببعيد عنها.

كتبت لوموند : ان ما يجري في العالم العربي هو "اشبه بحصول حالة افلاس تصيب فرنسا وبريطانيا فتجعل سلوفانيا تقود الاتحاد الاوروبي" وعندها سيكون على سلوفانيا كي تحتفظ بدورها ان تدعم افلاس فرنسا وبريطانيا او ان تستغل افلاسهما لتقسيمهما الى دول بحجم سلوفانيا. 

/انتهى المقال/
رقم : 231613
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم