0
الأربعاء 15 تشرين الأول 2014 ساعة 14:50
كتب: هشام مدقور

أطفال مصر يموتون على قارعة الطريق

أطفال مصر يموتون على قارعة الطريق
أطفال مصر يموتون على قارعة الطريق
قصة يوسف أكثر من مؤلمة تتلخص جميعها في قول والده "لا أدرى ماذا أقول سوى حسبى الله ونعم الوكيل.. يوسف مات ومعه حلمه الجميل".. 

يوسف كل ذنبه أنه طفل يعيش في بلد لا يحترم اطفاله بلد يدير مشافيه جزارون جشعين للمال لا أطباء أقسموا على انقاذ ارواح مرضاهم. 

يوسف ولد جميل بلغ التسعة أعوام من العمر ذهب كعادته الى مدرسته حاملاً حقيبته على ظهرة وحلمه في قلبه بأن يكون مهندساً أو طبيباً ودخل يوسف إلى مدرسته ووقف فى الطابور وهتف.. تحيا جمهورية مصر العربية وصعد إلى فصله مع باقى التلاميذ وجلس على مقعده، وطلب منه أحد زملائه إغلاق النافذة الزجاجية التى بجانبه فقام يوسف ملبيا الطلب، ولم يعلم أنه بتلبية طلب صديقه يبدأ موعده المحتوم الذى تنتهى عنده كل أحلامه وأحلام أسرته، هنا ينتهى الحلم بحصوله على لقب دكتور أو مهندس. 

سقط عليه زجاج النافذة ليحدث فى رقبته (جرحا قطعيا بالعنق أحدث تهتك بالأوعية الدموية للعنق والرئة اليمنى والقلب وصاحب ذلك نزيف دموى)، وذلك وفقا لتقرير عن تشخيص الحالة وسبب الوفاة، وبمجرد أن سقط الزجاج على عنق يوسف حضر الأخصائى الطبى للمدرسة وفحص يوسف مع مدرسة الفصل ومن الواضح أنهم استهانا بالجرح فظلا يمسحا له الدم من على الجراح إلى أن ساءت الحالة واستدعيا أسرته لينجدوا ابنهم. 

وهنا بدأت رحلة البحث عن مستشفى لنجدة الطفل، وتم نقله إلى مستشفى المطرية التى رفضت استقباله -رفضت استقبال طفل يموت– فأخذت الأسرة طفلها وذهبت لمستشفى الزيتون والتى بدورها رفضت أيضا استقباله، فأخذت الأسرة طفلها وذهبت لمستشفى عين شمس التخصصى فظلوا منتظرين بابنهم وهو تسيل دمائه على الأرض وأمام أمه وأبيه، المستشفى اشترطت دخول يوسف بدفع عشرة آلاف جنيه، وهو ما يعتبر مبلغا مرتفعا بالنسبة لدخل المواطن المصري وظل يوسف منتظرا تدبير المبلغ وهو خارج أى غرفة وينزف وتتصفى دمائه وعند إيقان الأطباء بأنه يحتضر وجسده الضعيف يصبغ باللون الأزرق انتفضوا وقاموا بإدخاله لغرفة العمليات وبعدها بدقائق توقف يوسف عن التنفس، توقف يوسف عن الضحك وماتت أحلامه.
رقم : 414765
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم