0
الاثنين 18 تشرين الثاني 2013 ساعة 15:42

ثورة الشعب تجدد نفسها في عاشوراء

ثورة الشعب تجدد نفسها في عاشوراء
ثورة الشعب تجدد نفسها في عاشوراء
 وعندما يتسابق الحسينيون للذود عن دين الله وآل بيت رسوله والتصدي للطغيان الاموي البغيض فانهم ينطلقون من شعورهم بالواجب الذي فرضه دينه عليهم ودفعتهم اخلاقهم وانسانيتهم اليه. وما شهدتها البحرين من ثورة مباركة في الاعوام الثلاثة الماضية يؤكد ان ثورة الحسين لن تنطفىء ما دام يزيد يتحكم بمصائر الناس. الحسين يمثل العدل الالهي ورسالة السماء التي جاء بها جده محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام، بينما يمثل يزيد الخط الشيطاني الذي يسعى دائما لاستعباد البشر ونهب ثرواتهم واذلالهم والتنكيل برجالهم وسبي نسائهم. شعب البحرين لا يحتاج لمن يرسم له التوازي بين ملحمة كربلاء وما يجري في البحرين، ولا التشابه المطلق بين الحكم الخليفي الوراثي الاستبدادي والحكم الاموي الذي حرف مسار الحكم الاسلامي وحوله الى ملك عضوض.

لقد كانت مسيرات عاشوراء هذا العام واضح المعالم والاهداف والتوجهات. وبرغم انتشار القوات اليزيدية في كل زاوية، فقد تمكن الصوت الزينبي من شق عنان السماء ومخاطبة القلوب والعقول وبث اعلان الثورة والتصدي بالموقف المسؤول لمن سعوا طوال الايام العشرة لتعكير اجواء الاجواء بهدف القضاء على صوت الثورة، فباؤوا بالفشل، وانتصرت ارادة الشعب، وادرك العالم، من خلال المسيرات العملاقة التي اوقفت سير العمل في البلاد وملأت الشوارع في كل مكان، بان شعب البحرين يعيش احتلالا خليفيا وسعوديا يرفضه بدون تردد، ويعلن تصميمه على مواجهته واسقاط نظام الحكم الذي سلم السيادة للاجنبي واستعان بالغرباء على ابناء البلد الاصليين (شيعة وسنة). وهناك عناوين ثلاثة كانت حاضرة في اجواء عاشوراء في هذا البلد المحتل الذي يعرف جيدا معنى المقولة الشهيرة: كل يوم عاشوراء، وكل ارض كربلاء:

اولا: ان الخليفيين تعمدوا لاستفزاز البحرانيين بالتصدي لشعائرهم بوحشية مفرطة، فتم الاعتداء على مظاهر الحزن المتمثلة بتعليق السواد والاعلام في الشوارع. كما اعتدى مرتزقة الطغمة الخليفية على اللافتات التي علقها البحرانيون ومزقوها بوحشية واهانوا ما كتب على بعضها من آيات قرآنية. وقد سجلت عدسات الاحرار مشاهد من العدوان الخليفي على الشعائر الحسينية في مناطق متعددة من البلاد، واضافوها الى ملفات القمع الخليفي للحقوق الدينية للقطاع الاكبر من شعب البحرين. وكان واضحا ان الذين اصدروا قرارات الاعتداء على الشعائر الحسينية انما ينتقمون ليزيد ونظام حكمه الاستبدادي التوارثي، ويبحثون عن الذرائع لشن عدوانهم على المعزين الذين يرفضون بيعة يزيد او احفاده من الخليفيين الذين لا يقلون اجراما.

ثانيا: ان الموسم شهد تجديدا لروح الثورة البحرانية المظفرة، فكانت المواكب حافلة بهتافات الثورة الداعية لاسقاط الطغيان الخليفي، والمؤبنة للشهداء الابطال. لقد حضر الشهداء تلك المواكب، ونطقت ارواحهم بالظلامة والمطالبة بالحق والتصدي للطغيان والظلم والاستبداد. ان الشهيد حي حقا، ولا يستطيع طاغية ان يقتله، فالدم ينتصر على السيف دائما، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. ففي اغلب مناطق البحرين كانت روح الثورة تدفع الشباب والنساء للمشاركة في الموسم وما يتضمنه من شعائر. اما النساء فقد تذكرن الزينبيات المسبيات لدى العدو الخليفي، فحين يبكين محنة السيدة زينب بنت علي عليها السلام، لا يغيب عن ذاكرتهن ما يجري لزينب الخواجة ونفيسة العصفور وريحانة الموسوي وسواهن من المرتهنات في طوامير التعذيب الخليفية. كان بكاء النساء وعويلهن تعبيرا عن الظلامة واعلان التمرد على الخليفيين الذين ارتكبوا من الجرائم ما لم يرتكبه يزيد. فلم تسجل الوقائع اعتداء جنسيا على المسبيات، بينما وثائق البحرين تؤكد حدوث ذلك، وتحمل الطاغية مسؤولية ذلك.

ثالثا: ان الحالة المرضية للرموز المعتقلين ما برحت حاضرة في اجواء عاشوراء. وقد اهتم المواطنون بالوضع الصحي للاستاذ عبد الوهاب حسين الذي يعاني من امراض عديدة بسبب سوء العناية وغياب الرعاية الصحية. كما ان العديد من النشطاء الحقوقيين اصبح مقتنعا بان الطاغية وزمرته يسعون لقتل هؤلاء الرموز تدريجيا بحرمانهم من العلاج لكي تتفاقهم امراضهم ويصبح علاجها مستعصيا. فالاستاذ عبد الوهاب حسين يعاني من مرض في اعصابه منذ سنوات، وهو بحاجة لعلاج خاص رفض الخليفيون توفيره، وانتهكوا بذلك التزاماتهم وفق المواثيق الدولية التي تنظم حالة السجن وحقوق المعتقلين. وقد اصبح الاستاذ يعاني بشكل خاص من احدى عينيه بالاضافة لتراجع اداء اعصابه، الامر الذي اصبح يضغط بشكل مقلق جدا على القلب ويهدد حياته بالخطر. ان طاغية البلاد يخطط للتخلص من الاستاذ عبد الوهاب حسين بقتله التدريجي بهذه الاساليب. اما الاستاذ حسن مشيمع والدكتور عبد الجليل السكنيس فيعانيان كذلك من امراض خطيرة شتى، ويرفض الخليفيون توفير الرعاية الصحية لهم. وقد اصدرت منظمة العفو الدولية مناشدات حول كل من هؤلاء الابطال تطالب فيه باطلاق سراحهم فورا وتوفير العلاج المناسب بدون تأخير.

رابعا: ان الشعب عاش طوال الايام العشرة حالة الاستعداد النفسي لمرحلة ما بعد عاشوراء، وساهمت المجالس الحسينية في تعميق روح الثورة والرغبة في التغيير وتكريس الحكم الشرعي بعدم جواز الفرار من الزحف من امام العدو، وضرورة الذود عن حياض الدين والوطن والانسان. لقد تعمقت ثقافة المقاومة المدنية بشكل غير مسبوق، واصبح هناك تعاهد بين المواطنين الاحرار على الصمود والتصدي وعدم التراجع ان التنازل عن الحقوق التي رفعتها الثورة واصرت عليها. ويؤكد المواطنون ضرورة تحرير البلاد من الاحتلال السعودي الجاثم على صدور الشعب، وانه لن يسكت يوما على هذا الاحتلال.

في ضوء هذه الحقائق، اصبح متوقعا حدوث تصاعد ثوري مضطرد في الاسابيع المقبلة بعد ان فشل الخليفيون في التعاطي مع الثورة بما يقنع حلفاءهم بقدرتهم على اصلاح نظام حكمهم الرجعي الفاسد. اما اعتمادهم على السعودية لتوفير الدعم الامني فهو خيار محدود النتائج، خصوصا ان السعودية تعيش ازمات متلاحقة ومعقدة بسبب تخلف نظام حكمهم من جهة، وغياب الحكماء في اوساطهم، وتحجر عقولهم التي ما تزال تسعى لبسط هيمنة القبيلة على الدولة، وتسعى بشكل متواصل لمواجهة الدين من منطلق القبيلة. هؤلاء الطغاة يعيشون آمالا جوفاء لن توفر لهم الامن، بل ستسارع في اسقاطهم في مزبلة التاريخ الى الابد.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية 

/ انتهى التقرير /
رقم : 322154
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم