0
الجمعة 20 نيسان 2012 ساعة 01:58
وصف الوضع بالخطير

باحث موريتاني يستبعد تدخل الغرب في شمال مالي لمواجهة القاعدة

باحث موريتاني يستبعد تدخل الغرب في شمال مالي لمواجهة القاعدة
باحث موريتاني يستبعد تدخل الغرب في شمال مالي لمواجهة القاعدة
وقال ولد سيد أحمد فال إن الدول الأوربية قد تكون مستعدة لأي دعم لوجستي تقدمه لدول الميدان بهدف العمل على تحقيق استقرار الإقليم وازدهاره كفكرة قابلة للتسويق دوليا في ظل احتلال تنظيمات القاعدة والسلفية الجهادية له في السنوات الأخيرة خاصة بعد التطورات الاخيرة و بعد فشل الحكومات المالية المتعاقبة في السيطرة عليه. 

وأضاف فى مقابلة خاصة مع اسلام تايمز بأن الحرب الحالية متعلقة بهدفين أساسيين بالنسبة للدول التي تخوض العمل العسكري والأمني الهادف لاستئصال القاعدة في المنطقة. 

أولهما منح الطوارق حكما ذاتيا في إطار حكومة فدرالية وثانيهما تعهد الطوارق في المقابل بتصفية الإقليم من نشاط قاعدة المغرب الإسلامي مكررين بذالك تجربتهم فى العراق"بناء الصحوات لتحارب القاعدة. 

وقال ولد سيد أحمد فال إن الدول الغربية والإفريقية قد تلجأ لوسيلة أخري وهي التفكيك وإعادة الصياغة أي تفكيك بنية المجتمع وإعادة صياغته وفق مقاربة جديدة هذه من جهة ومن جهة اخري يمكنهم العمل على مقاربة التفريغ والتحكم من خلال تشجيع الحرب فى المنطة بين كل الاطراف حتى يتم استنزاف السلاح القادم من لبييا ثم التحكم فى حركة السلاح فى المنطقة.

كيف تري تطور الأحداث شمال مالي؟

شكرا جزيلا لوكالة اسلام تايمز على المقابلة .. 

عموما منطقة الساحل شهدت في الفترة الأخيرة تحولات خطيرة ومتعددة الأوجه ، يتداخل فيها الإرهاب والتنظيمات المسلحة مع الصراعات المطلبية و تتسبب في الكثير من المشاكل التي تتجاوز انعكاساتها الحدود القطرية لدول المنشأ . 

ولعل الاعتراف بتسارع وحدة الإشكالات الأمنية بهذه المنطقة والإيمان بترابطية انعكاساتها يؤسس للبحث فى جذور هذه الازمات بغية استشراف مآلاتها وعلى الرغم من تعدد الاتجاهات النظرية في دراسة أسباب الصراعات الأفريقية عمومافإنه يمكن الإشارة إجمالاً إلى المتغيرات الأربعة الأساسية ممثلة في:

- (1) الهوية العرقية في مواجهة الهوية الوطنية
- (2) السياسات الاستعمارية
-(3) إخفاق مشروع الدولة الوطنية
-(4) العولمة ودور العوامل الخارجية

كما يمكن إجمال أنواع الصراعات في الدول الإفريقية في الأنماط التالية :

- 1 نمط الصراعات العرقية العنيفة؛ كما حدث ب (منطقة البحيرات العظمى)
-2نمط العنف السياسي المرتبط بالتحول الديمقراطي كالكوتديفوار، وأنجولا، وبوروندي.
3_ نمط الدولة المنهارة : مثل الصومال ومالى التى التى اجتمعت فيها كل المتغيرات السابقة وقد استقلت جمهورية فى عهد الرئيس القوي مديبوكيتا 1960 وقد ضمت انذاك ولايتي كيدال وتنبكتو اللتين تشكلان أكثر من ثلث أراضي البلاد وقد أحس الطوارق حينها بالخطر الذي يتهددهم وبدؤوا ثورتهم في العام 1961 انطلاقا من كيدال ولم تستطع الجمهورية الوليدة ان تتغلب على الفقر والجهل والامية بسبب الفقر من جهة وعذم التوازن فى التنمية بين المركز (الجنوب) والاطراف فى الشمال المالى فلم يقم الحكام الماليون منذ الاستقلال حتى الان ببناء جسور الثقة والأمل التى تحتاجها دولة متعددة الأعراق والقوميات، ومالت كفة التنمية فيها لصالح العاصمة ومدن الجنوب. 

ولئلا يطول بنا سرد اكرونولوجيا الاحداث فى الشمال المالى فاننا نشير الى ان مالى نجحت مجددا في إبرام معاهدة تمنراست الثانية (11 أبريل/نيسان 1992) وقد حجمت سقف المكاسب الطوارقية إلى مستوى اللامركزية ومنح الإقليم نصيبا من التنمية إضافة لإنشاء مكتب شؤون الشمال في باماكو لتفعيل بنود الاتفاق والعمل على استيعاب وتشغيل أطر الطوارق، وقد كان هذا كافيا لتندلع خلافات عميقة داخل الجبهة التي وقعت الاتفاق بعد ذلك بقليل مما قاد العديدين لتأسيس تنظيمات وأجنحة عديدة.

ماهي خيارات دول المنطقة فى مواجهة الدولة الجديدة؟
مع تهديد دول افريقية عديدة بالتدخل الخارجى فى الشمال المالي ، وعزم الطوارق من جانب آخر على الدفاع عما اعتبروه حلم دولتهم المنتظر ، يخشي أن تتحول أزواد إلى أرض معركة حقيقية. 

لقد أعد رؤساء أركان دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا الذين اجتمعوا منذ فترة وجيزة في ابيدجان تفويضا لتشكيل قوة يمكن ارسالها الى مالي التي تواجه ازمة حادة، سيطرح على رؤساء دول المنطقة للموافقة عليه قبل دخوله حيز التنفيذ. 

وكان اجتماع انواكشوط واضحا فى اهدافه ومراميه وظهر فيه اختلاف الاجندات بين دول الميدان مما يعطى فى المقابل للاازواديين فرصة لمراجعة الذات وترتيب الاولويات التى لن يكون اخرها فى الترتيب طمأنة الجيران وحسم وتوضيح طبيعة العلاقة مع القاعدة. 

من جهة أخرى فان استقلال اقليم ازواد قد تتوجس منه بعض الدول خيفة خاصة تلك التى فيها بعض الأقاليم التى تريد الاستقلال فى المنطقة كما قديوثر علي دول التماس نتيجة لامتداد اتوارق فى دول الجوار كما انه سيشكل ثانى تغيير فى رسم الحدود بعد السودان فى افريقيا، ومن جهة ثانية فان رفض الاستقلال قد يسبب حرجا كبيرا لبعض حكومات المنطقة التى لم تكن بعيدة من هذا الملف وبعضها الآخر التذى يشكل اتوارق أحد مكوناتها البشرية.

هل من الممكن أن يشكل اعلان القاعدة وأنصار الدين عن إمارة مبررا لتدخل خارجي بالإقليم؟
من الصعب أن تجازف الدول الغربية فى الشمال المالى بعد مسانقع الصومال والعراق وأفغانستان التى تشابه تضاريسها الى حد ما تضاريس دول الساحل وهي ستكون مستعدة لأي دعم لوجستى تقدمه لدول الميدان بهدف العمل على تحقيق استقرار الإقليم وازدهاره كفكرة قابلة للتسويق دوليا في ظل احتلال تنظيمات القاعدة والسلفية الجهادية له في السنوات الأخيرة خاصة بعد التطورات الاخيرة بعد فشل الحكومات المالية المتعاقبة في السيطرة عليه وفى اعتقادى فان الحرب الحالية متعلقة بهدفين أساسيين بالنسبة للدول التي تخوض العمل العسكري والأمني الهادف لاستئصال القاعدة في المنطقة. أولهما منح الطوارق حكما ذاتيا في إطار حكومة فدرالية وثانيهما تعهد الطوارق في المقابل بتصفية الإقليم من نشاط قاعدة المغرب الإسلامي مكررين بذالك تجربتهم فى العراق"بناء الصحوات لتحارب القاعدة. 

وقد يلجؤن لوسيلة اخري وهي التفكيك وإعادة الصياغة أي تفكيك بنية المجتمع وإعادة صياغته وفق مقاربة جديدة هذه من جهة ومن جهة اخري يمكنهم العمل على مقاربة التفريغ والتحكم من خلال تشجيع الحرب فى المنطة بين كل الاطراف حتى يتم استنزاف السلاح القادم من لبييا ثم التحكم فى حركة السلاح فى المنطقة.

ويبقى وضع إقليم أزواد مفتوحا على العديد من السيناريوهات المرتبطة بقدرة الطوارق على لعب دور سياسي وأمني يساهم في بلورة حلول للعديد من المشكلات التي يبقى من أهمها للشركاء الإقليميين والدوليين دور الحركات الأزوادية في تقويض وجود تنظيم القاعدة في الإقليم والمنطقة.

ماهي امكانية قيام الإكواس أو موريتانيا بعملية عسكرية؟
من الصعوبة بمكان أن تتدخل دول الاكواس في الشمال المالى إلا اذا دفعت بالجيش المالى كرأس حربة فى هذه الحرب وكانت هناك ضمانت كبيرة من الغرب للتسليح والتكوين والتأطير وضمانات من جهات اخري فى تمويل الحرب ولااعتقد ان المعادلة الاقليمية والدولية القائمة حاليا تشجع على مغامرة من هذ القبيل.


ماهي التأثيرات الإجتماعية والنفسية للحرب بأزواد؟
أثبتت التجارب أن الآثار النفسية للحرب تختلف بين الأشخاص الذين عاشوا داخل الحدث وغيرهم ممن كانوا في منأى عن الخطر المباشر، بمقدار الإحساس الشخصي بهول الحدث، وبمدى تفاعل الفرد مع الأحداث وشعوره بأنه معني بالحرب القائمة، خصوصاً ان تتابع الأحداث في هذه الحرب كان سريعاً جداً .

ففي الحرب يستنفد المرء كل طاقته في تفادي المخاطر والبقاء على قيد الحياة. ومن الناس من يعبّر مباشرة عن حالة الصدمة بالقلق والأرق والبكاء، وغيرها من العوارض، ومنهم من يعتمد آلية دفاعية هي التأجيل، تسمح للشخص بعيش فترة من الكمون شبه طبيعية، ليعيش الصدمة بعد فترة؛ وهذا ما نسميه حالة ما بعد الصدمة. لذلك، نلاحظ ان الأعراض النفسية الناتجة عن الخوف والقلق لا تظهر عند الكثيرين الى حين زوال تهديد الحرب. وتتخذ هذه الأعراض عدة أشكال، من بينها الحركة الزائدة، والقلق الحاد، والانحلال الجسدي، والكوابيس الليلية والهلوسات الناتجـة عن اسـتعـادة مخاوف الـنهار في أثناء النوم. وقد تصل الى حدّ غرق المرء في حالة من الغيــاب . 

وفي كل حالات الحروب تعاني النساء والأطفال، رغم أنهم لا يشتركون مباشرة في القتال’ من الموت والإصابة والاغتصاب والخطف والاعتداءات الجنسية والتفكك الأسري والنزوح وفقدان الملكية. ويعانون من الخوف والاضطرابات النفسية والإحساس بفقدان الأمل ويعيشون كنازحين في أوضاع تغيب عنها الحاجات والخدمات الأساسية والشريحة الأكثر تأثراً من السكان بهذه الأوضاع هم النساء والأطفال إذا تتحمل النساء عموماً مسئولية رعاية الأطفال والمسنين علاوة عن المعانة بسبب الحرب فيشهدن موت أطفالهن وأزواجهن وأقاربهن. 

هل من الممكن أن تشكل الوضعية الراهنة تهديدا جديا لأنظمة الحكم فى القارة؟
اعتقد أن أجواء الربيع العربى والحروب فى اماكن مختلفىة من العالم والازمة الاقتصادية العالمية ’والسماح بتغيير حدود بعض الدول والاختلاف البين فى كثير من الملفات العالمية بين اللاعبين الكبار ، وبؤر التوتر التى تحد كل دول القارة تقريبا بفعل الحدود الملغومة واشكالية الاقليات والتخلف والامية وغياب العدالة فى توزيع الثروة وغياب التوازن فى التنمية اضافة الى كثير من العوامل المسببة والمسرعة للتغير فى العالم كلها امور تدفع للخوف والتوجس من مآلات الاوضاع فى هذه القارة.

كيف يمكن لمويتانيا أن تواجهة الوضع الحالي؟
ينبغى أن تواجهه بحكمة وتبصر ودراسة واعية ومتأدة للواقع على الارض بكل احداثياته
بما يسمح لها بتوقع كل ردات الفعل الممكنة اتجاه أي تصرف تقوم به مهما كانت طبيعته فالمكان والزمان لايسمحان بهامش للخطأ.
ما أقوله ختاما أننا نرجو لبلادنا أن يجنبها الله المنزلقات والهزات الارتدادية المتوقعة فى هذه المنطقة. 

/ انتهت المقابلة /
المراسل : أحمد ولد باب
رقم : 154610
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم