0
السبت 1 آذار 2014 ساعة 17:01
حركة احرار البحرين الاسلامية

في السنة الرابعة: الثوار يضيقون الخناق على النظام، ويتمنون ان لا يوفر له أحد حبل النجاة

في السنة الرابعة: الثوار يضيقون الخناق على النظام، ويتمنون ان لا يوفر له أحد حبل النجاة
في السنة الرابعة: الثوار يضيقون الخناق على النظام، ويتمنون ان لا يوفر له أحد حبل النجاة
ومن جهتها اصرت العائلة الخليفية على التصدي لكل ما يظهر حقيقة الوضع، ويسعى باستمرار للتقليل من شأن الحراك الشعبي. بل ذهب الديكتاتور لأبعد من ذلك فوصف الشعب بـ "الشرذمة"، تماما كما فعل الطغاة الذين واجهوا المؤمنين منذ القدم: ان هؤلاء لشرذمة قليلون، وانهم لنا لغائظون، وانا لجميع حاذرون".
 
وبعد ما حدث في ذكرى الثورة اصبح على العالم ان يقرر من هو الشرذمة من هو الشعب. فحين توقع ستون منطقة على المشاركة في الحراك الشعبي، وحين تخرج اغلب مناطق البلاد في مسيرات واعتصامات متحدية نظام الحكم، وهاتفة باصوات جماهيرها: الشعب يريد اسقاط النظام"، لا يبقى بين الحقيقة و الخيال الا رؤية العين.
 
وحين تغلق اغلب المحلات التجارية ابوابها حتى لا يكاد المرء يرى محلا مفتوحا، عندها تتضح قوة الارادة الشعبية وضعف الاداء السلطوي. وحين تزحف الجماهير بآلوفها، رجالا ونساء، هاتفة ضد الطغيان والاستبداد، يصبح حبل الكذب قصيرا ولا تبقى للنظام الكاذب صدقية امام الآخرين. 

هذا ما حدث منتصف الشهر الماضي، وشاهده العالم على شاشات التلفزيون، وهذا ما سيراه الرأي العام في كافة المناسبات التي يخطط الثوار لاحيائها، انها همة الاسود وإرادة الاحرار، وعزائم الابطال. جحافل الشباب اخترقت الشوارع في اغلب مناطق البلاد، رافعة لافتات بشعارات الحرية والكرامة وضد الاستبداد والطغيان. وحشود النساء اللاتي توكلن على الله وودعن احبتهن الى القبور شهداء على طريق الحرية، تهتف باصواتها التي تصك أسماع العالم مطالبة بحق الشعب في تقرير مصيره والتخلص من طاغيته الذي ما برح جاثما على صدور الآدميين.

ويطل العام الرابع للثورة المظفرة التي عبدت طريقها اجساد الشهداء وروت أشجار حريتها دماء الشهداء. وهو عام يحفل بالآمال الكبار، ويعد القلوب المؤمنة التي تخق بالحرية والحب بان الفجر على الابواب وان ليل الانحراف والطغيان سرعان ما يزول. 

ودع الشعب في الاعوام الثلاثة الاولى من ثورته ابناءه، واغلبهم في عمر الزهور، وهم ما بين ذكر وانثى، صعدت ارواحهم الى بارئها شاكية جرائم أعداء الانسانية وأشرار البشر. 

في تلك الاعوام حقق الشعب الكثير، فقد تخطى الحواجز النفسية التي طالما اعترضت مسيرته نحو التحرر الكامل، واستوعب بوضوح كامل حقائق ربما كان بعض افراده غافلا عنها. 

من هذه الحقائق ما يلي: ان الشعب قادر على تحقيق اهدافه وأماله معتمدا على نفسه وشبابه، بدون الاعتماد على الآخرين او ربط التغيير بموافقة الدول الكبرى او مجلس التعاون او غيرها. فالتغيير حق مصون للشعب لا يستطيع احد مصادرته. 

ثانيا: ان من الضرورة بمكان ان لا يعطى الخليفيون فرصة اخرى ليستكملوا قوتهم ويعيدوا ترتيب صفوفهم ليشنوا عدوانا آخر على الشعب ويعيدوه الى ما قبل الرابع عشر من فبراير 2011. وهذا يعني ان الشعب هذه المرة لن يهادن الخليفيين ابدا، وانه دخل مرحلة المفاصلة الكاملة مع نظام طالما ولغ في دماء الاحرار وقتل النفس التي حرم الله، واعتقل وسجن وعذب وهدم بيوت الله واعتدى على الحرمات. 

ثالثها: ان الطاغية يقوى بالمداهنة والمجاملة، ويضعف بالمواجهة والتحدي، اذ تنكسر معنوياته ويعجز عن التفكير السوي، فيصبح مناوئوه أقوى منه وأكثر صمودا ووضوحا وارادة. 

رابعها: ان النظام الفاسد لا يمكن اصلاحه، وقد اثبتت تجربة الثورات العربية ذلك، فحتى عندما سقط حسني مبارك وبقي نظامه، سرعان ما انقض ذلك النظام على اهل الثورة وقلب الطاولة على رؤؤسهم واعاد مبارك الى الواجهة برغم ما ارتكبه من جرائم بحق الشعب. 

خامسها: ان النظام الاستبدادي مخادع وكاذب، فاذا وعد اخلف، واذا تمكن من مناوئيه غدر بهم، انه لا يصدق القول ابدا، بل يعيش على التسويف والتأجيل فلعل الامور تتغير فيكون في حل مما وعد به.
 
سادسها: ان في الشعب طاقات مختزنة لا يعرف مداها الا الله. فحين تفجرت الثورة سقط الثوار افرادا وجماعات، واعتقد البعض انها ستتعرض لعملية وأد قاسية. وان ذلك سيؤدي لتراجع الثورة بسقوط روادها. ولكن ما ان اعتقل الرموز حتى سخر الله لهذا الشعب من يحمل رايته ويتصدى للعدو متوكلا على الله ومتجاهلا سواه.

مع بداية العام الرابع من ثورة الشعب التي انطلقت في 14 فبراير 2011، اصبح كل شيء يبدو غامضا الا امرا واحدا، فما اوضحه في عيون ذوي البصيرة ممن امتحن الله قلوبهم للتقوى واطلعهم على الغيب. ان الله لا يصلح المفسدين، بل يحمي المؤمنين ويدافع عنهم ويمنحهم من القوة والتجلد ما يساعدهم على الصمود بوجه العدو. اصبح الثوار ينظرون بعين الله، ويتجاهلون تهديدات الطاغية وابواقه، ويستسخفها اصغرهم ولا يخشاها اضعفهم.
 
في هذه الاجواء اصبح رواد الثورة اعمق نظرة واكثر وضوحا واقوى بصيرة، فهم ينظرون بعين الله ويتحركون بالهام منه، ويتحركون واثقين بخطاهم واهدافهم، لا يعيرون المثبطين والمرجفين اهتماما، بل جل تركيزهم على هموم الشعب واهدافه واساليب الخداع والنفاق وكيف يمكن التغلب عليها بالاساليب الايمانية المستقيمة مع قيم الدين والاخلاق. 

يشعر الجميع بالتعب بعد سنوات من النضال والكفاح، ولكن المؤمنين يجدون في ذلك لذة ايمانية ونشوة طالما بحثوا عنها حبا في العبادة ورغبة في ما عند الله.
 
ثورة البحرين تحركت باستقلال وثبات وايمان، ولم تهتم كثيرا لما كانت ابواق الطغيان تفتح من اجله. ولا يمكن التقليل من معاناة الناس خصوصا من الفاقدين الذين اصبحوا اكثر اعتمادا على الغير، واقل وضوحا في ما يسعون لتحقيقه.
 
اعوام ثلاثة هي عمر هذا الحراك الذي قل نظيره في التاريخ القديم والمعاصرلهذا البلد المعذب. ولكنها كانت كافية لصياغة نفسية جيل كامل اصبح اشد اصرارا على التمسك بالثوابت واقل استعدادا للمساومة بشأنها. انها تجربة العمر لكثير من المناضلين خصوصا الشباب الذين لم يعتقدوا يوما انهم سيكونون في طليعة الركب يواجهون المخاطر ويتحملون المسؤوليات ويتصدون للطغيان ويحملون لواء الحرية.
 
العام الرابع اصبح محطة حيوية على طريق ثورة شعب البحرين، ومصدر نبع ثر يروي عطش الظمآى وينير الدرب للباحثين عن الحققيقة في زمن طمست فيه الحقائق وحورب فيه اهل الحق واشتري الانسان بالمال النفطي الهائل. ان تحرير الاوطان مهمة مقدسة، وهذا ما انبرى اليه شباب الثورة وحملوه على عاتقهم جهارا، وناشدوا العالم الاطلاع على معاناة شعب يتساقط ابناؤه تباعا لتبقى شعلة الثورة متقدة.

بعد انقضاء ثلاث سنوات عجاف تعلم الشعب معاني الحرية والفداء والتضحية والصدق في الموقف، ومدوا ايديهم الى الثوار الآخرين الباحثين عن مستقبل افضل في ظل منظومة سياسية يتوفر لها من القداسة الشيء الكثير. فطوبى لشعب البحرين الذي تصدى وحده لفرق الموت ذائدا عن وطنه وارضه واهله. انها قصة الحرية التي دفع شعب البحرين ثمنا عاليا لها بعد ان رفض الانجرار الى مشاريع نظام الحكم لينتهي وجوده وينقلب على ضميره. الشعب لا يبحث عن حل سريع يصادر ثورته ويحقق للخليفيين البقاء في الحكم، فهذا امر نسفته الثورة من اساسه ولا عودة اليه.
 
فالعلاقة بين البحرانيين والخليفيين انقطعت ولن يسمح الشعب لاحد باعادتها لان ذلك سيوفر للعصابة الخليفية سيطرتها وهيمنتها على مفاصل الدولة التي استخدمتها بوحشية ضد المواطنين، وهل ثمة جريمة من سياسة استبدال الشعب الاصلي بآخر مستورد؟ ان اي حل لا يتضمن ازاحة الخليفيين عن الحكم سيكون ناقصا وسيكون لصالحهم وضد مصالح الشعب وهويته وتاريخه وارضه. 

العام الرابع من الثورة سيؤكد الشعب خلاله على حتمية التحرر من حكم العائلة الخليفية واستبدالها بحكم يختاره الشعب، ليستعيد بذلك حريته وهويته وينهي اكثر الحقب التاريخية سوادا وظلما واجراما. ان تحقيق مطالب الشعب وعد إلهي محتوم، ما لم يوفر احد من المعارضة حبل النجاة لنظام غارق.


رقم : 356931
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم