1
0
الخميس 21 نيسان 2011 ساعة 02:50

المعارض الليبي محمد قاسم : نرحب بتدخل غربي لتنحية القذافي

المعارض الليبي محمد قاسم : نرحب بتدخل غربي لتنحية القذافي
المعارض الليبي محمد قاسم : نرحب بتدخل غربي لتنحية القذافي
وفي مقابلة مع "إسلام تايمز" لم يخف الناشط الحقوقي الليبي محمد قاسم تأييده لتدخل القوات الغربية بريا في ليبيا لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي على الرغم من انتقاده لمنطق الصفقات الذي تسلكه بعض هذه الدول في التعامل مع الأزمة الليبية. وحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في بلاده إذا استمر استخدام القذافي للقوة المفرطة ضد المعارضين لنظامه في وسط البلاد وغربها واستمرار تمهل قوات الناتو في ضرب قوات العقيد القذافي .

ويصف الناشط الليبي الذي يقيم في هولندا، الوضع الإنساني في ليبيا بالكارثي حيث "دمرت البنيات التحتية للمدن، نتيجة قصف كتائب القذافي لها بشكل عشوائي ما أدى إلى تسويتها بالأرض، ولم تسلم من ذلك حتى المساجد. فيما تم قصف مدن يتواجد فيها الثوار كمصراتة بالقنابل العنقودية، وتم اعتقال آلاف الشبان الليبيين منها. ولا يختلف الوضع كثيرا في طرابلس وبعض المدن التي يسيطر عليها القذافي، حيث النقص الكبير في الوقود والمواد التموينية.

وأما في المناطق المحررة، فالوضع مختلف من حيث معاناة الناس، فمدن مثل أجدابيا والبريقة وجالو والمناطق الجنوبية الشرقية تسير بدون مؤسسات، فالعلاقة بالمؤسسات المركزية في طرابلس مقطوعة على جميع المستويات، وتعيش ساكنة تلك المدن على الإعانات الإغاثية.
وكذلك الحال في مناطق الجبل الغربي حيث المدن محاصرة في معظمها لأن القذافي لم يستطع الدخول إليها فقرر معاقبتها.. وهذا ما يفسر هجرة الآلاف من هذه المدن باتجاه الحدود التونسية.

أما سياسيا فالوضع أفضل نسبيا كون الشعب الليبي قال كلمته ويخرج في معظم المدن للتظاهر ضد نظام القذافي، وخاصة في الشرق الليبي، حيث تم الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كمحاور شرعي من كثير من الدول. في المقابل لم يعد للقذافي أي قدرة للمناورة السياسية، فقد سحبت منه صفت التمثيلية وجمدت أرصدته التي هي من أموال الشعب. فيما بات المجلس الوطني الانتقالي يحظى بموقع المحاور من أجل إيجاد حلول لتقوية موقع الثوار بما في ذلك مسألة التسليح.

لكن يبقى أن الوضع السياسي عموما يتميز بحالة اللادولة حيث فقد القذافي شرعيته وتعطلت المؤسسات الحكومية في وقت لم يأخذ المجلس صفة الحكومة.

على المستوى العسكري يعتبر قاسم أن الوضع يراوح مكانه من خلال معارك الكر والفر بين الثوار وكتائب القذافي، فيما يبدو حلف الناتو مؤسسة بيروقراطية، في نظره وعاجزا إلى حد الآن عن تقديم أداء أكثر نجاعة. فالأنباء تتحدث عن تحليق طائرات الحلف فوق المدن التي تسيطر عليها أو تهددها كتائب القذافي من دون أن تطلق قذيفة واحدة. الشيء الذي يثير أكثر من علامات استفهام حول سبب هذا العجز. ويجد قاسم أسباب هذ العجز في بيروقراطية المنظمة حيث لا يتخذ قرار بتنفيذ مهمة عسكرية ضد أهداف معينة إلا بعد موافقة 27 دولة، وأيضا في معارضة أعضاء من الحلف للتدخل العسكري من الأساس كتركيا وألمانيا، فضلا عن الافتقار إلى بعض الأسلحة.

ولا يستبعد الناشط الليبي أن يكون لبعض دول الحلف وخاصة فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا خطة عمل في ليبيا بمعزل عن خطة الناتو. ويرى أن هذه الخطة قد تتضمن استنزاف قوة العقيد القذافي واختبار مصداقية الثوار ودراسة دقيقة لمكونات المعارضة إضافة إلى ضمان كل طرف من هذه الأطراف لحصتها من الكعكة الليبية.
لا شك أن هذه الدول لها خطة معينة وتسلك تكتيتكا محسوبا لكن مع الأسف لا تبدي أي اهتمام بالضحايا المدنيين الذين يسقطون في كل يوم على يد قوات القذافي، وكل ما يهمهم مصالحهم في ليبيا.
ويضيف قاسم أن حلف الناتو بدون حظور قوي للولايات المتحدة الأميركية لا يمكن أن يحدث أي تغيير في المعارك بليبيا.

ولكن الذي يجعل تكلفة الوضع الحالي أكثر ثقلا هو ضعف المعارضة الليبية التي نجح القذافي خلال مدة حكمه في إضعافها إلى حد كبير من خلال تدمير بنيتها التحتية في الداخل والخارج. واليوم يبدو أثر ذلك جليا في قلة قدرة المعارضة وضعف تنظيمها وتسليحها.
ولكن وعلى الرغم من ضعف المعارضة فإن الأمر لم يعد يتحمل بقاء القذافي في السلطة بليبيا، فالليبيون لا يريدونه وكذلك الغرب.

والقذافي لا يمكن أن يحظى، بعد كل ما حصل، بأي تأييد رسمي من أحد أطراف القرار الدولي، ولا أحد من أبنائه أيضا. وحتى بمنطق المصالح فإنه لم يعد بالإمكان عقد أي صفقة معه، فأي صفقة من هذا القبيل ستكون مكلفة جدا. فضلا عن أن منطق المصالح أيضا يفترض أن ينظر الغرب إلى المعارضة الليبية كشريك يمكن أن يتعاطى بنفس المنطق مع شركائه من الغرب وغيره.

وبخصوص وضع الثوار الليبيين يرى قاسم أن قوتهم الرئيسية تكمن في عدالة قضيتهم وصلابة إرادتهم. وإذا ما تمكنوا من تجهيز أنفسهم عسكريا فلن يحول بينهم وبين تحقيق هدفهم شيء. ولكن ضعف تجهيزاتهم بدا واضحا في المعارك الأخيرة حول البريقة وأجدابيا حيث لولا مساعدة البلدان الغربية وقطر لكانت قوات القذافي تمكنت من الدخول إلى بنغازي وهو ما كان سيشكل نكسة كبيرة للثورة. لكن بفضل الله ومساعدة الأصدقاء تمكن الثوار من صد هجوم كتائب القذافي على بنغازي قبل شهر من الآن.

ولا ننسى الدور الذي قامت به الثورة في تونس ومصر في حماية الثورة الليبية من تأييد نظامي البلدين للقذافي حيث يمكنك تصور ماذا كان سيحصل لو أن بنعلي أو مبارك كان موجودا في الحكم واندلعت الثورة في ليبيا.

ويفسر قاسم ضعف الثوار أساسا بالتهميش الكبير الذي عانت منه المنطقة الشرقية، وهي المنطقة التي كانت دائما تثير القلق بالنسبة للقذافي، ومنها فعلا انطلقت الثورة. والمسألة الثانية هي سوء التنظيم إن لم نقل انعدامه، إذ تمكن القذافي من القضاء على مفهوم التنظيم في الحياة العامة لليبيين.
ودعا الناشط الليبي الدول الصديقة لمساعدة الشعب الليبي في محنته، وخاصة دول الجوار الليبي مثل تونس ومصر التي "نتوقع منها أكثر" وأما الجزائر وتشاد والنيجر فيتوجب عليها إذا لم تساعد الشعب الليبي فعلى الأقل توقف دعمها للطاغية.

ولهذا فالحاجة ماسة للكوادر والطاقات والتجهيزات والأموال والدعم الإعلامي وتوسيع شبكات العلاقات العامة في الخارج. وقد تبين دور وجود شخصيات وكوادر ليبية في الخارج في التعريف بقضية الشعب الليبي والبحث عن مصادر دعم المدنيين وتقوية معسكر الثوار إذ تمكنت تلك الشخصيات من كسب دعم جهات عدة.

وبخصوص ما تردد عن احتمال حصول تدخل عسكري بري للقضاء على نظام القذافي، لم يخف الناشط الليبي تأييده لمثل هذا التدخل، مؤكدا أن القذافي يمتلك القوة العسكرية والأموال التي تساعده على تجنيد مزيد من المقاتلين، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات لدى المعارضة. ولا ننسى أن ليبيا لم تستقل عن الإيطاليين إلا بتدخل الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بريطانيا وفرنسا وأميركا.

فلو استمر هذا التلكؤ من قوات الناتو والدول الغربية فإننا نرحب بأي تدخل عسكري بري، لكن أرجو أن يكون تدخلا مصلحيا يتم فيه إسقاط القذافي من الحكم مقابل عقود مجزية تبرمها المعارضة مع تلك الدول. وهذا ما أوعم أن كثيرا من الليبيين يحبذونه وإن كانوا لا يفصحون عنه، فالشعب الليبي لم يعد قادرا على تحمل قهر هذا النظام الظالم. 

لكن في الوقت نفسه، لا أحد يقبل بتدخل عسكري يتحول إلى احتلال أو تواجد مستمر فهذا سيجلب الويلات على البلدان الغربية وليبيا بلد مفتوح على صحراء واسعة من الممكن أن تتحول إلى جبهة واسعة من المواجهة ضد أي تواجد عسكري غربي في ليبيا. ولا أظن أن الغرب غبي إلى هذه الدرجة التي يورط فيها نفسه بعد كل ما حصل له ويحصل في أفغانستان والعراق.

نبذة عن حياة الناشط الحقوقي الليبي محمد قاسم:
محمد قاسم ناشط حقوقي ليبي مقيم في هولندا منذ 1998 حيث دخل اليها لاجئا سياسيا بعد معاناة مع نظام القذافي في ليبيا لنشاطه السياسي. كان عضوا ناشطا ضمن تنظيم إسلامي يدعى حركة التجمع الإسلامي الليبي. واستمر في نشاطه السياسي ضمن هذا التنظيم إلى 2005.
تركز نشاطه في هولندا منذ حصوله على اللجوء السياسي على العمل الحقوقي.

أسس مع مجموعة من الليبيين المقيمين في هولندا "الرابطة الليبية لحقوق الإنسان"، و"الاتحاد الليبي للمنظمات الحقوقية" . وترأس تلك المنظمة لأكثر من ثلاث سنوات..
يشتغل مدرسا للإقتصاد في مدرسة ثانوية بمدينة لايدن جنوب هولندا.
منذ 2006 يشتغل قاسم بشكل مستقل عن أي هيئة سياسية ليبية، وهو لم يعد في أي تنظيم، ويسعى إلى التعاون مع الجميع.. يتركز نشاطه على الجانب الإغاثي والإنساني بتعاون مع ليبيين ومغاربة وهولنديين إذ يقومون بجمع المساعدات الإنسانسة من مال ودواء وإرسالها إلى ليبيا.

/ انتهت المقابلة /
المراسل : عبد العزیز المنصوري
رقم : 66823
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

السلام على من اتبع الهدى , ان من يريد الأستعمار الصليبي أن يعود لديار المسلمين خائن لا شك في خيانته للأسلام واهله ولوطنه وعروبته ,وهو فاقد للمصداقية وهو مرتد ولا يمكن وصفه هو ومن يؤيده ال بأنهم العولقمية المعاصرون للقرن الثاني والعشرين وشكرا لكم .
أهم الأخبار
إخترنا لکم