0
الاثنين 26 آب 2013 ساعة 15:50

دروس من التجربة التايلندية لمنع انقسام المجتمعات

دروس من التجربة التايلندية لمنع انقسام المجتمعات
دروس من التجربة التايلندية لمنع انقسام المجتمعات
المقال يشير إلى أن المجتمع التايلندي منقسم بين اتجاهين، أصحاب القمصان الصفراء (المؤسسة التقليدية الحاكمة من الفئات المحيطة بالملك والجيش والقضاء والمتمكنين اقتصادياً)، وأصحاب القمصان الحمراء (الفئات المتضررة والفقيرة في المدن والأرياف)، وكانت المظاهرات والاحتجاجات تعصف بالبلاد (65 مليون نسمة) واقتربت الأوضاع من الهاوية... ولكن خلال السنتين الماضيتين استقرت نسبياً وتحسن اقتصادها، وهناك عملية سياسية مستمرة.

في العام 2006، تدخل الجيش، بالتواطؤ مع القضاء والمحيطين بالملك، وأطاح برئيس الوزراء تاكسين شيناواترا، وأشعل الانقلاب سنوات من المعارك في الشوارع بين المدافعين عن النظام القديم شبه الإقطاعي (القمصان الصفراء) وأنصار تاكسين من فقراء الريف والمدن (القمصان الحمراء)، وانتقلت السلطة السياسية أربع مرات في أربع سنوات. ولكن في يناير/ كانون الثاني 2010، واجهت الشرطة احتجاجات هائلة قادها أصحاب القمصان الحمراء فقتل أكثر من 90 متظاهراً وأصيب 2400 آخرون، وسجن المئات، ودخل الاقتصاد في حالة من الفوضى.

ثم، في أغسطس/ آب 2011، تم انتخاب شقيقة تاكسين شيناواترا (ينجلوك شيناواترا) لرئاسة الوزراء، بينما بقي شقيقها في المنفى... ورغم أنه كان ينظر إليها أنها مجرد أداة بيد أخيها، فإنها اتبعت سياسة توفيقية بين أصحاب القمصان الصفراء والحمراء، والآن وبعد عامين أصبحت تايلند كأنها بلد مختلف وارتفعت العملة، كما ارتفعت أسعار الأراضي، وسوق الأوراق المالية صعدت قيمتها إلى أكثر من أربع مرات منذ العام 2008، وعاد السياح، والشوارع (على رغم وجود المظاهرات الأخيرة) معظمها هادئة.

رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا أعطت كل التايلنديين حصة في نجاحها، وهي مثلاً رفعت الحد الأدنى للأجور 40 في المئة وزادت من إعانات المشترين للسيارات (وذلك لمساعدة أصحاب القمصان الحمراء)، ولكنها أيضاً أفسحت المجال لإنفاق 67 مليار دولار على البنية التحتية وخفَّضت الضرائب على الأشخاص والشركات، وقد استفاد الأثرياء من ذلك (أصحاب القمصان الصفراء).

تفاصيل أخرى يمكن سردها كما وردت، ولكن المهم في كل ذلك وجود شخصيات قادرة على تجسير الهوَّة ومنع البلاد من الاستمرار في الانقسام، وأمثال هؤلاء هم الذين نحتاجهم للخروج من الأزمات التي تشطر المجتمعات.

بقلم: منصور الجمري 

/ انتهى المقال /
رقم : 295830
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم