0
السبت 22 كانون الأول 2012 ساعة 03:42

ناصر الصانع لإسلام تايمز: الإسلاميون مع الشراكة ولكن الآخر يرفض

ناصر الصانع لإسلام تايمز: الإسلاميون مع الشراكة ولكن الآخر يرفض
ناصر الصانع لإسلام تايمز: الإسلاميون مع الشراكة ولكن الآخر يرفض
وأضاف فى حديث خاص لمراسل اسلام تايمز بموريتانيا التى يزورها حاليا إن " التيار الإسلامي هو أحد مكونات التيارات الموجودة على الساحة العربية، وحين أتت فرصة الاختبار من الانتخابات تبين أن التيار الإسلامي يحظى بثقة كبيرة في لدى الشعوب، وتمكنوا من الوصول إلى الحكم من خلال فرصة تلك الانتخابات، ولا شك أنها تجربة جديدة للإسلاميين؛ فتجربتهم السابقة في هذا الأمر محدودة، ولم يكن من المتوقع أن تكون لديهم خبرة جاهزة وهو ما جعلهم يستعينون بأصحاب الخبرة، ويحاولون أن يطبقوا على الأقل مبادئ رئيسية في العمل العام، لتنعكس على الحكومي كالشفافية والنزاهة، والتعامل مع الآخرين واحترام القوانين، والمساواة بين الناس والعدالة الاجتماعية، وغيرها من المفاهيم؛ وبالتالي فالمشهد السياسي لم يكتمل بعد أمامنا ومن الظلم الحكم على فشل هذه التجربة أو نجاحها".

وهذا نص المقابلة: 

حكم الإسلاميون أكثر من دولة عربية بعد الثورات، لكن بدأت هناك مشاكل تطرح نفسها حول مدى قدرة الإسلاميين على استيعاب الآخر، فمن أين الخلل هل من الإسلاميين أم من غيرهم من القوى؟
ناصر الصانع: الربيع العربي أفرز صحوة شعبية عند الأمة وكل القوى الموجودة في الساحة العربية أتيحت لها الفرصة بأن تعبر عن رأيها وتشارك في الانتخابات ومختلف وسائل التعبير السلمية عن الرأي، وبلا شك أن التيار الإسلامي هو أحد مكونات التيارات الموجودة على الساحة العربية، وحين أتت فرصة الاختبار من الانتخابات تبين أن التيار الإسلامي يحظى بثقة كبيرة في لدى الشعوب، وتمكنوا من الوصول إلى الحكم من خلال فرصة تلك الانتخابات، ولا شك أنها تجربة جديدة للإسلاميين؛ فتجربتهم السابقة في هذا الأمر محدودة، ولم يكن من المتوقع أن تكون لديهم خبرة جاهزة وهو ما جعلهم يستعينون بأصحاب الخبرة، ويحاولون أن يطبقوا على الأقل مبادئ رئيسية في العمل العام، لتنعكس على الحكومي كالشفافية والنزاهة، والتعامل مع الآخرين واحترام القوانين، والمساواة بين الناس والعدالة الاجتماعية، وغيرها من المفاهيم; وبالتالي فالمشهد السياسي لم يكتمل بعد أمامنا ومن الظلم الحكم على فشل هذه التجربة أو نجاحها، فرئاسة الرئيس مرسي بضعة شهور والعدالة والتنمية في التنمية لربما الأطول نسبيا بين هذه التجارب لأنه سيكمل قريبا السنة، وكذا التونسيين فتجربهم في الحكم لا تزال في بدايتها، وفي اليمن لم تنته الأمور بحسم، ولا تزال التجربة تنتظر اكتمال مراحلها، فهم يشاركون الآخرين في الحكومة، وهكذا. 

أما ما يقال بإن الإسلاميين لم ينجحوا في احتواء الآخرين أو العمل معهم فهذا كلام غير صحيح؛ لأنهم في المغرب استطاعوا أن يدخلوا في تحالف حكومي مع تيارات أخرى لا تتطابق مفاهيمها الفكرية والسياسية بالضرورة مع العدالة والتنمية، وفي تونس تحالفوا مع تيارات من أقصى اليسار والعلمانية لتشكيل حكومة توافقية، وفي مصر كان صدرهم رحبا واحتووا الكثير من التيارات ودعوا، وقد أراد بعض خصومهم إفشال مشروعهم ولولا دعم حزب الحرية والعدالة لمرشيحهم لما وصلوا لما وصلوا إليه، وحتى إدماج الأقباط من أجل هذا النجاح، وتطور لذلك ليصل لرئاسة الجمهورية حين عين الرئيس مرسي أحد مستشاريه من الأقباط؛ ثم استوعبوا المرأة، وكافة فئات المجتمع. 

لماذا لم تشاركوا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في الكويت لإكمال نجاحات الإسلاميين في كل من تونس ومصر والمغرب؟
ناصر الصانع: في الكويت الحالة مختلفة عنها في تونس أو غيرها لأن الاختلاف ليس على النظام الحاكم، فهناك اتفاق وإجماع بين جميع الكويتيين على النظام الحاكم، والخلاف على تطبيق القانون والدستور وممارسات الحكومة وهذا أول فرق يجب أن ننتبه له، ثم إننا قاطعنا ضمن جبهة عريضة في الكويت تضم الأغلبية الساحقة للتيارات السياسية في البلد وكذا القبائل الكبيرة، وذلك بسبب شعورنا أن القانون الجديد المتعلق بالانتخابات يخالف الدستور، لذا لم نحب أن نشارك في هذا المسار الذي نعبر فيه تعد على الدستور. 

هل ننتظر دورا للشارع الكويتي في المستقبل لحل هذه الأزمة؟
ناصر الصانع: الشارع في الكويت ينبض باستمرار وهم لم يتوقف بعد، وكان للشارع دور كبير في كلما يحدث؛؛ فبسبب تحركات الجماهير في الشارع العام الماضي، أقيلت الحكومة وتم حل البرلمان حينها، الذي كان مغضوبا عليه حينها من جماهير الشعب الكويتي، فلا يمكن أن نستبعد دور الشارع، ولكن في مسار آخر وهو القضاء؛ فهناك قضايا معروضة على المحكمة الدستورية، ويمكن للقضاء أن يبطل نتائج تلك الانتخابات.

بعد الانتقال إلى الحكم هل ترى أن الإسلاميين قادرون على المحافظة على نفس التوافق الذي كان يجمع بينهم قبل الوصول للحكم، ولماذا لا يقودون حركات توحيد الأمة بعد أن فشلت الأنظمة السابقة في هذا المسعى؟
ناصر الصانع: هناك منظمة مهمة تسمى المنتدى العالمي للبرلمان الإسلامي التي أنشئت عام 2007 بعد وصول الكثير من الأحزاب الإسلامية للبرلمان في عدد من الدول الإسلامية، وكانت القضية ملفتة للنظر فكان التفكير حول كيفية تبادل التجارب والخبرات بين هذه البرلمانات، وهذه التيارات والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، الآن تغير الأمر حيث لم تعد المسألة مقصورة على البرلمانات بل تعدت ذلك للوصول للحكومات، وأصبح للإسلاميين برلمانيون ووزراء في الحكومة، شملت كل القطاعات الوزارية. 

والعمل ضمن الحكومات شيء جديد على الإسلاميين، حيث تعودوا على المعارضة، وفجأة وجدوا أنفسهم في دوائر الحكم وفي قلب السلطة وكان التحدي الأكبر الإجابة على كيف يمكن تطبيق ما كانوا ينادون به، وهذا ليس سهلا، ولذا ينبغي أن يكون هناك تواصل فيما بينهم في كل الدول حتى يستفيدوا من بعضهم، وحتى لا يعيدوا تكرار الأخطاء من مكان لآخر. 

اجتمعت مع بعض البرلمانيين الموريتانيين في إطار منظمة برلمانيين ضد الفساد، هل يمكن لهؤلاء البرلمانيين لعب أدوار متقدمة للقضاء على هذه الظاهرة؟
لقد أنشأنا فرعا لمنظمة البرلمانين العرب لمحاربة الفساد في موريتانيا سنة 2008 لكن البلد شهد في تلك الفترة أحداثا سياسية داخلية وتعثر أن يكون لهذا الفرع في هذا الجانب؛ والتقينا مجددا بنفس المجموعة خلال زيارتنا هذه الأيام، وبمكتبها التنفيذي وتناقشنا في كفيفة تفعيل الفرع في موريتانيا والتقينا أيضا برئيس الجمعية الوطنية وأبدى كل استعداده لدعم عمل الفرع، وكذا وعدوا بالمشاركة في الفعاليات الدولية والعربية التي تقيمها المنظمة، وسيرسل وفدا للمؤتمر العالمي للبرلمانيين ضد الفساد الذي سيعقد نهاية الشهر القادم في مانيلا بالفلبين، وتباحثنا مع الفرع في كيفية إعادة إطلاق أنشطته من جديد، ووجدت آراء ووجوها نأمل منها الخير الكثير في المستقبل.

/ انتهت المقابلة /
المراسل : أحمد ولد باب
رقم : 223631
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم