0
الثلاثاء 22 تموز 2014 ساعة 19:09
الكاتب فاضل الاسدي

الارهاب يبيع النفط الخام إلى تركيا

مليون دولار يوميا ارباح داعش من النفط العراقي
الارهاب يبيع النفط الخام إلى تركيا
الارهاب يبيع النفط الخام إلى تركيا





سورياً

وبعدما سيطرت داعش في سوررية على الكثير من الحقول النفطية ، كحقول شركة نفط الفرات وحقل الغاز شرق حمص وحقل العمر وحقل التنك وحقول البصيرة في دير الزور وحقلي تل حميس والشدادي وحقول كونيكو في سخام، يتوالى هذا النفط الى الاسواق التركية وكل الطرق إلى معبر تل أبيض، حيث تسيطر داعش على منشآت بدائية ومتقدمة لتكريره ومن ثم تستقبله تركيا.

كما ويتم بيع النفط السوري إلى التجار العراقيين بسعر 20 دولار أمريكي للبرميل يتم حمله وتعبئته بصهاريج تحمل لوحات عراقية تدخل يومياً من العراق باتجاه حقول النفط في الريف الشرقي لدير الزور، لتعبئة ونقل النفط إلى مناطق في غرب العراق".

وتقوم داعش في سورية بتخفيض سعر البنزين في شوارع دير الزور التي تسيطر عليها بنسبة ثلاثة أرباع وتنفق عشرات الآلاف لتركيب مولدات الديزل الضخمة في المناطق لتزويدها بالكهرباء في خطوة بعد إنتعاشها ونشوتها من الدولارات التي لم يخطر في بالها يوماً ما بأنهم سيكسبونها وبهذه السهولة.

عراقياً

وبينما كان العراق مصدر خير وفير لمن ارادوا ان يخدموه الاّ أن المضحك المبكي اليوم هو أن داعش وبعد احتلالها لشمال العراق ، تقوم بجني أرباحا هائلة من بيع النفط الخام بعد تهريبه إلى تركيا. وأن بلدة "طوز خورماتو"، اصبحت بمثابة المركز التجاري لصفقة المليون دولار يوميا، حيث يشتري التجار هناك قوافل الناقلات التي تشحنها داعش.

وتبيع داعش الخام بسعر 25 دولارا للبرميل ، حيث يقوم مقاتلوها بشحنه في ناقلات خاصة من سهول النفط في جنوب الموصل لكي يتم ايصاله للوسطاء الذين يقومون ببيعه باسعار مغرية في الخارج. وتمكنت داعش السيطرة على مسار خط أنابيب نفط كركوك / جيهان، الأكبر في العراق، ومصفاة النفط في بيجي. كما ويكشف مصدر في مجلس محافظة نينوى عن قيام تنظيم "داعش" بتصدير النفط الخام من حقلي "نجمة والقيارة" بالمحافظة عبر كردستان وسورية.

وعلى العكس من ذلك تشير وزارة النفط الى إن "العراق يخسر ملياري و500 مليون دولار شهريا جراء توقف تصدير النفط الشمالي من كركوك إلى جيهان التركي والبالغ 400 الف برميل يوميا، اضافة الى عدم تسليم الاقليم للنفط المستخرج من حقوله والذي تم الاتفاق عليه ضمن موازنة عام 2014"، مشيرا الى أن "الخسارة سترتفع بشكل كبير اذا ما تم حسابها منذ بداية العام الحالي".

وتتعدى الخسارة من ذلك الى المتاجرة بالنفط الخام الموجود في محافظة نينوى والاستيلاء على الخزانات من قبل داعش والتي تضم ملايين اللترات المخصصة لمحافظة نينوى وتخريب منظم للأنابيب والمشتقات النفطية والاستيلاء على ما تبقى منها وعلى بعض الحقول النفطية. ومما زاد الطين بلـّة هو أن الطرف الكردي استولى على محطات انتاج النفط في حقلي كركوك وباي حسن وضمّها الى مصادره ومنع الحكومة المركزية من ادارة مواردها.

امريكياً

وحينما يحذر الرئيس الأمريكى باراك اوباما من سيطرة "داعش" على مصافي النفط الهامة ويقول بأن ذلك يشكل قلقاً في سوق النفط ويحدث زعزعة في الشرق الاوسط ، يعني الرئيس الاميركي أن لديه عيون جيدة تراقب بشكل جيد، للقيام بأي عمل يصبّ بالاموال لحساب الغرب وامريكا بالذات. حتى وأن أوباما يعطي الصلاحية لدول الخليج الفارسي للتلاعب بسوق النفط خارج الاوبك فيقول لهم: لو حصلت انقطاعات بتصدير النفط ، فإن بعضكم سيتمكن من سد ذلك.

وتؤكد دراسة قدمها هنري كيسنجر في العام 2007 تحت عنوان " حان الوقت لبدء المحادثات " ونشرته " انترنشنال هرالد تريبون " آنذاك على المشروع الذي كانت تعدّ له امريكا فيحذر كيسنجر الدول العربية والاسلامية لكي تدخل في التطبيع والعملية السياسية المخطط لها من قبل امريكا ويبرهن على ذلك بقوله: "في النهاية لن يبقى أي بلد منيعاً فإذا ما فشلت أمريكا في إنجاز اهدافها المباشرة ، إذ حينها يظهر الارهابيون او الانظمة الارهابية في العراق مدعومة بمواردها النفطية الضخمة ، فعندها لن يتمكن أي بلد يحوي نسبة هامة من المسلمين من النجاة من العواقب".

ومما لاشك فيه من أن اميركا تنوي السيطرة على الدول النفطية ولهذه الأسباب تتدخل في الشرق الأوسط لكي تتحكم بقرارها السياسي. فيوظف أوباما داعش التي لم تهاجم حتى الآن ولا أية هدف أميركي ولم تقم بأي عمل يمس المصالح الأميركية او الاسرائيلية في المنطقة وذلك لأنها صنيعتها لكي تسيطر على النفط العراقي والسوري للسيطرة على مزيد من النفط في دول المنطقة ليحقق أرباحاً ماليةً لصالح امريكا وبالمقابل يتم شراء السلاح الامريكي والغربي لنشر الاقتتال الداخلي في دول مثل مصر وسورية والعراق وليبيا ومصر وحتی لبنان التي اكتشف فيه مؤخراً كميات هائلة من الغاز.

ولكي لانـُتهم بأمركة " داعش" يكشف توني كارتالوتشي في موقع «غلوبال ريسيرش» أن داعش أعدتها الإدارة الأميركية بمساعدة قطرية وسعودية، ويضيف «كارتالوتشي» أن تزايد العلاقات والمصالح بين سورية والعراق وإيران وموقعها الاستراتيجي والتاريخي العربي والإسلامي ومناهضتها للسياسة الأميركية وتهديدها لإسرائيل دفع واشنطن وحلفاءها في المنطقة إلى ابتكار داعش حيث تسعى واشنطن إلى تدمير كل من هذه الدول وقدراتها ومصادر ثرواتها بالحروب الداخلية المفتعلة والمسيسة تحت مسميات طائفية.

الخلاصة

حرب ظروس تحت مسمى طائفي تزجّ بها امريكا في العالم العربي والإسلامي لكي تسيطر على النفط و آبار النفط العراقية في منطقة الموصل أو غيرها في سورية ولكي تمنع الجيش العراقي من حصوله على مصادر المال والقوة من ناحية ، ومساعدة داعش لعقد صفقات نفطية مع امريكا وباسعار زهيدة من ناحية اُخرى. فالأموال التي يحصل عليها تنظيم داعش إضافة إلى الأسلحة تمكنه من تحشيد وتجنيد عدداً اكبر في الدول العربية والاسلامية وحتى مضللين آخرين من دول غير إسلامية اوغير عربية او مغاربية وزجهم في ساحات العمل لصالح داعش.

ومما لاشك فيه من أن القوات الامنية العراقية قادرة على التصدي لاولئك الارهابين ومستعدة للوقوف والقتال ضد ارهابيين داعش الذين يتم نشرهم باعداد كثيرة من أجل نهب النفط العراقي والسوري اليوم. ولكن الحقائق تبقى وراء الحجاب من أن حضور داعش الارهابي في المناطق النفطية يأتي لتأمين موارده المالية ويعزز من هيمنته بواسطة القدرة على ضخّ الاموال وتحشيد الناس بقوة السلاح والمحفزات المادية او بأن يتم عبر خطف الاشخاص كما حدث وخُطف 31 سائق ترکي في الموصول وطالبت داعش بالتعويض عنهم مادياً ، او ان يقوم التنظيم بإجبار الابرياء على خوض القتال او حتى العمل لاستخراج النفط لصالحهم او تعريضهم للقتل بسبب مخالفتهم لداعش او نفورهم وخروجهم عن بيعة الخليفة كما يتزعّمون.

فما تتعرض له المنطقة من دمار وفلتان وبسبب حماية ودعم بعض الدول العربية لداعش من الممكن أن ينتهي لتعريض الجميع الى الاخطار التي تحاك لها منذ سنين عبر الكواليس الامريكية والتي يتم تنفيذها بأيادي محلية وعربية. والنفط ماهو الاّ قوة ومصدر مالي كبير سيعّوض لداعش جميع ماتحتاج اليه . لذا ومن المفروض أن يتم قطع اياديها عنه لأن الارهاب ليس له دين ولاضمير ولايوفي بأي عهد او قرار الا القتل والموت والدمار ويقول القائل من يزرع الشوك لايحصد العنب.
رقم : 400931
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم