0
السبت 4 تشرين الأول 2014 ساعة 23:47
كتبت: نورا عيتاني

"ينون" والاسلام الجديد!!!

"ينون" والاسلام الجديد!!!
"ينون" والاسلام الجديد!!!
وترى الخطة الإسرائيلية أنه يجب التركيز على الانقسامات العرقية والدينية في دول العالم العربي، والتي تقدرها بحوالي ١٩ دولة، واصفة إيّاها بأنها مثل البيت المؤقت والذي لا يقوم بناؤه على أساس قوي، وإن بث الكراهية بين أصحاب هذا البيت من خلال الخلافات أو الانقسامات هو السبيل الأفضل لتغيير معالم وحدود الدول العربية الحديثة. 

بدأت معالم هذه الوثيقة تظهر عندما بدأ ما سمي بالربيع العربي الذي كان يهدف في البداية الى إسقاط عروش رؤساء جلسوا على كرسي الرئاسة لسنوات. ان ربيع العربي المزعوم ظن الكثيرين انه بدأ من تونس عندما اسقط زين العابدين بن علي, ولكن في حقيقة الامر انه ربيع "ينون" بدأ عندما انقسمت السودان الى دولتان جنوبية وشمالية وهنا كانت بداية الانتصارات لأصحاب هذه الاتفاقية.

روج الكثيرين الى الحرب الحاصلة في عالمنا العربي على أنها حرب طائفية بين السنة والشيعة ولكن حقيقة الامر غير ذلك. أولا إذا أردنا الحديث عن ما يجري في عالمنا العربي من المحيط الى الخليج فإننا نرى انقسام واضح في تونس ومصر وليبيا والسودان والانقسام الحاصل هو صراع على السلطة أكثر من ما هو صراع طائفي ديني, فالرئيس السيسي في مصر ليس شيعياً لنقول ان الإخوان المسلمين يردون إسقاطه, والانقسام التونسي هو انقسام سني سني لا دخل للشيعة أو المسيحيين فيه أم الحرب القبائلية في ليبيا فإنها حرب على السلطة ليس إلا.

اما بالنسبة إلى الدول الشرق أوسطية فاذا نظرنا الى المعارك الحاصلة بين داعش والأنظمة العربية في سوريا والعراق وأيضا في لبنان لا نجد هناك شيعياً يقاتل سنياً او العكس إنما نرى مجرم إرهابي يهاجم السني والشيعي ويقتلهم من اجل الوصول إلى الدولة الإسلامية الحلم والتي تقوم على قتل الأخر وعدم الاعتراف به. وهذه العقيدة هي الأقرب لليهودية الذين يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار.

كما ان ثقافة قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث ليست إسلامية كما روج لها إنما هي صهيونية فالتاريخ كتب لنا كيف قطع اليهود رأس يحيى ابن زكريا وكيف مثلوا بجثة النبي عيسى ابن مريم. ان ثقافة داعش تظهر يوماً بعد يوماً انها جزء لا يتجزأ من الثقافة الإسرائيلية وان قادة داعش هم من اصول صهيونية ومن المتدربين على أيدي الموساد الإسرائيلي, لذلك إن كل ما يحصل في عالمنا العربي يصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولي.

فهي يمكن لها ان تطالب بدولة يهودية بعد إعلان دويلات في العراق وسوريا قائمة على الأساس الديني العرقي كما أنها ستطالب بترحيل فلسطيني ١٩٤٨ من مسلمين ومسيحيين بسبب ما يشكله هؤلاء من خطر على الكيان الاسرائيلي.

اما عن الولايات المتحدة الامريكية المستفيد الثاني فانعا تلعب على الحبلين فهي كانت الدتعم الاول لداعش في المنطقة واليوم تقوم بقصف مراكزاً لها في العراق وسوريا والهدف الامريكي من قصف مواقع لمدفعية تنظيم "داعش" بكردستان بالعراق، ليس القضاء على تنظيم "داعش" وإنما تحجيمه وتسخيره لإشعال الصراعات بالعراق بما يخدم مشروع الفوضى الخلاقة.

أن الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عما تشهده العراق من صراعات وتناحرات، وأنها من تولت رعاية وإقامة تنظيم "داعش" وتنفيذ مؤامرات لتفتيت الجيش العراقي, أن الإدارة الأمريكية ترسم بالقصف حدود الدولة الطائفية بالعراق، بعد خروج داعش عن حدود الدولة السنية وتهديدها لمناطق أخرى، وهذا تجسيد للمشروع الأمريكي بأنها لا تريد تصفيه داعش لكن تريد أن تضعها في حدود التقسيم الطائفي الموجود فى العراق، أن داعش كذبة كبرى اخترعها الأمريكي والإسرائيلي.

وبناءً عليه يجب ان ما تشهده منطقتنا العربية من اسلام جديد هو صنيعة اسرائيلية والطريق ممهدة اليه منذ توقيع هذه المعاهدة, وعلينا ايضاً ان نخرج من لباس التفرقة التي نرتديه ونتحد جميعاً جنباً الى جنب من اجل مواجهة المخاطر التي تواجه امتنا الاسلامية والعربية.
رقم : 413199
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم