0
الاثنين 29 أيلول 2014 ساعة 22:28

قادة الشیعة في البحرین یقاطعون الإنتخابات البرلمانیة القادمة

قادة الشیعة في البحرین یقاطعون الإنتخابات البرلمانیة القادمة
قادة الشیعة في البحرین یقاطعون الإنتخابات البرلمانیة القادمة
قال سلمان أن البحرین لیست مختلفة عن دول العالم وشعبها لیس مختلفاً عن بقیة الشعوب، تجارب الأمم أوضحت أن غیاب العدالة یعنی غیاب الاستقرار، فکرة نظام السادة والعبید فکرة واجهتها المجتمعات المختلفة مسلمة مسیحیة بوذیة لا دین لها من أجل أن تخرج منها الی حالة من المساواة، ولا استقرت أوروبا الا بعد أن حققت مبادئ المساواة، وطریق الاستقرار للبحرین یمضی کما تحقق فی البلاد الأخری، فإن أردنا لهذا الوطن الاستقرار فعلینا أن نأخذه بالقیم العالمیة ومن مبادئ هذه الأمور العالمیة أن یکون الشعب هو صاحب الکلمة وصاحب السلطة، ویجب علی أی واقع سیاسی فی أی بلد أن یعمل علی تنظیم هذا الحق وهذه القاعدة القانونیة فی شکل واضح سلس من أجل أن یمارس هذا الشعب سلطاته.

وشدد علی أن نفعل “الشعب مصدر السلطات” ولیس الحزب مصدر السلطات، ولیس الطائفة مصدر السلطات، ولیس القبیلة مصدر السلطات وإنما الشعب. وتفعیلها یجب أن یکون فی صیغة دستوریة وقانونیة واضحة تفضی إلی أن هذا الشعب بکل مکوناته وعبر الطرق الحدیثة من خلال صنادیق الاقتراع یمارس لسلطاته، وذلک یتمثل فی حقه فی انتخاب السلطات وحقه فی مراقبتها وحقه فی عزلها. ینتخبها فی انتخابات رئاسیة مباشرة، أو غیر مباشرة، ویتجب من یمثلونه فی السلطة التشریعیة التی یجب أن تعکس ارادة الشعب بشکل مباشر.

ولفت إلی أن احترام الحریات التی أقرتها المواثیق الدولیة أساس لا یمکن تحقیق الاستقرار بدونه، ثم نحن بحاجة فی البحرین الی نظام سیاسی یحقق مصالح أبنائها جمیعاً علی قاعدة المواطنة، واحترام جمیع المکونات، فنحن ندعو الی نظام سیاسی جدید، وصیغة سیاسیة جدیدة، تتواجد فیه اسرة آل خلیفة، یتواجد فیه السنة، یتواجد فیه الشیعة، یتواجد فیه غیر المسلمین، یتواجد فیه کل الأطراف، صیغة یمکن الوصول الیها بالعقل دون تمییز ودون اقصاء أحد، تقوم علی انتقالة تحتاجها البحرین لأمنها واستقرارها وتطورها، وبدونها ستبقی البحرین بلداً منکوباً تستمر فی التراجع، هذه الصیغة یمکن تحقیقها کما نجحت أغلب دول العالم، لا نقول بأن البحرین مختلفة لأن فیها سنة وشیعة ولأن فیها أسرة حاکمة، أو أنها فی الخلیج، کل هذه المبررات غیر حقیقیة، فکل الشعوب التی حققت هذه الأسس لدیها طوائف وأعراق ولدیها مشاکل عرقیة واقتصادیة لکنها حکمت العقل والانصاف واتخذت طریقها بعیداً عن صیغ الجاهلیة من الاستئثار والتمییز والعبید والسادة، وانما وطن یعیش فیه الأحرار تضبطهم قواعد قانونیة محددة لا یتجاوزه أحد.

وأوضح أن من یرفض مثل هذا الکلام هو یقول بأنه یستمر فی هذا الواقع المنکوب، لا یمکن تسمیة التمییز اصلاح، لا یمکن أن تسمی ذلک انطلاقة ولا حل، وأنت تقول بطریقة واضحة اذهبوا الی الانتخابات وکل ما تفعلوه هو صفر علی الشمال لأننی لن أجعلهم یشرعون وسأجعل مجلس آخر یشرع عنهم، هذه اطروحات لا یمکن أن تخدم هذا الوطن ولا یمکن أن تساهم فی انتشال الوطن من الواقع المنکوب، لذا تعالوا الی کلمة العقل والمنطق والانصاف والمساواة، وتأکدوا أن فی ذلک خیر کثیر ویغیر من واقعنا السلبی الی واقع ایجابی.

وعن المشارکة بالانتخابات، لفت إلی أن الحد الأدنی للاشتراک فی الانتخابات أن تکون هذه الانتخابات ذات معنی، بمعنی أن من یتم انتخابه یکون له صلاحیة، ولیست مصادرة من مجلس معین، واذا أجریت هذه الانتخابات علی أساس المساواة بین المواطنین من خلال الدوائر غیر العادلة، أن یکون للمواطن دور فی تشکیل حکومته، اذا تحقق هذا الحد الأدنی یمکن التفکیر فی الدخول فی الانتخابات.

وقال أن التواجد فی البرلمان یمکن أن یترک درجة من التخفیف، فالمشارکة فی 2002 و2006 و2010 کشفت بعض قضایا الفساد، ولکن لیس لنا أی طریق لارجاع الحقوق، لذا قضایا مثل التمییز وقضایا الفساد المجلس لیس لدیه الصلاحیة فی تغییر هذا الواقع، ولم نتمکن سابقاً، ولذا لیس هناک أرجحیة الی تکرار التجربة بعد هذا الوعی وبعد 14 فبرایر، بعد أن حسم الشعب قراره من الواضح أن المزاج الشعبی لیس مع الانتخابات بغض النظر عن الجمعیات السیاسیة، فجاءت الجمعیات والرأی العلمائی بأن هذه الانتخابات لا تمثل الشعب ولا طموحه ولا مستقبله.

ولفت إلی أن السلطة قادرة علی اجراء انتخابات، لن یستطیع أحد علی منعها، أن تعلن عن یوم للانتخابات، وأن یعلنون مرشحین ترشحهم للانتخابات، یمکنهم القیام بکل ذلک، نحن لا نؤمن بالعنف ولن ننزل فی الانتخابات لحرق مراکز الانتخابات، لیس لدینا هذا الاسلوب، وباستطاعة السلطة الادعاء بما تدعی من أرقام، ولکن السلطة فی حالة وهن شدید أن یکون لهذه الانتخابات أی اعتبار، فهذه الانتخابات التی ستجریها السلطة منفردة وتهدد الشعب بهذه الطریقة السمجة بأن من لا یشارک ستعاقبه، تفاهات المستشارین القانونیین تصدر للصحف، أقول لکم بأنه لا یجوز معاقبة أحد علی أساس أنه لم یشترک فی الانتخابات، هذا حق یمارسه الانسان بحریة، لا یوجد فی الدنیا تشریع بمعاقبة من لا یشارک فی الانتخابات.

وشدد سلمان بالقول بدون توافق سیاسی وبدون اشتراک حقیقی للمعارضة لا قیمة لأی شکلیات تسمی انتخابات، مهما طبلت السلطة، مهما قالت.. لا قیمة، ما هی قیمة الانتخابات التکمیلیة؟ صفر.. ولا قیمة للانتخابات القادمة.. لا یوجد فی الدنیا أحد یعین أربعین فی قبال أربعین منتخب، یمکن تعیین 10، 3 أو أکثر ولکن لا یعین أحد عدد فی قبال عدد، لا یوجد الا فی البحرین، هذه صیغة هزیلة، ولا یمکن القبول بها.

من جهته آخر، رد الزعیم الدینی فی البحرین ایة الله عیسی قاسم المشارکة بالانتخابات وقال إن "من أراد الحل فلا جبر ولا إکراه ، ولا حل مع تحایل أو خداع" ، مؤکداً أنه "لا حل فی طرح لا یقنع أغلبیة الشعب ، کما لا حل فی بقاء الوضع سبب المشکل" .

وشدد ایة الله قاسم فی خطبة صلاة الجمعة بالمنامة علی أن "الحل لیس فی طرح یُجر الناس إلیه جراً تحت التخدیر والترعیب والدعایة المضللة"، وأنه "ولا حل فی انتخابات طاردة للمترشح والناخب لأن المشارکة فیها تزید من الخناق علی المواطن وتشدید الطوق حول عنق الشعب" . وقال سماحته : ان "الحل فی طرح صحیح ینال القناعة والرضا فی اوساط الشعب، ویکون مجل التوافق بین طرفی الخلاف الحقیقین الشعب والحکومة". وأضاف: "فهناک طروحات لیست للحل بل لتوفیر مادة إعلامیة تقابل ما یطالب به الشعب"، مشیراً إلی أن "أی شخصیات مؤثرة لهم نفوذ فی أوساط المجتمع لا یمکن أن یُتلقی رأیهم بالتسلیم إن خالف رأیهم رأی الشعب".

وبین الشیخ عیسی قاسم أن "الشعب قد قفز فی وعیه السیاسی قفزات هائلة علی مستوی هذه المسائل" . وتابع : "قوة السلطة التی فعلتها علی مدی سنوات وإعلامها لم یستطع أن یغیر من رأی الشعب،ولابیعة من هذا الشعب ولاتنازل عن إرادته لهذا أوذاک". وأکد أن "الکل یتطلع إلی انتخابات عادلة منقذة ومصححة للأخطاء ولا یلغی قیمة نتائجها الإیجابیة مجلس شوری یلغی جدواها، فهی انتخابات لا دافع للشعب فیها، ولا أظن أن هذا خافٍ علی سلطة أو شعب أو بعید أو قریب" . وتطرق الشیخ عیسی قاسم لتصنیف البحرین ضمن مدن الخطایا ، قائلاً : "المنامة وتعنی هنا البحرین.. أصبحت من تقوی سیاستها وحرصها علی الاسلام، وشرف الشعب، وکرامة الوطن، ثانی مدن الخطایا فی هذا العالم الواسع"، مشدداً علی أن "البحرین بلد الإیمان والتاریخ النظیف والستر والعفة والاعتزاز بالأعراض" . وقال : "نعم البحرین، آل مآلها إلی هذا الحال، بأن تکون ثانی مدن الخطایا لیس فی الإقلیم فقط.. وإنما فی العالم" . وتابع القول : "سیاسة یضج منها الشعب ویخزی من نتائجها الوطن، ویعیب به الآخرون، ویکتب تاریخ مخجل من التاریخ القبیح"، مؤکداً أنه "لیس لها أن ترفع رأسها ولا یمکن أن تدعی الانجاز ولا تستمر علی المکابرة علی الله سبحانه، ولاتأمن عقابه وانتقامه".
رقم : 412398
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم