0
الأحد 19 كانون الثاني 2014 ساعة 02:28

التيار السلفي بين أتباع "ابو قتادة" وبين أنصار "الزرقاوي"

التيار السلفي بين أتباع "ابو قتادة" وبين أنصار "الزرقاوي"
التيار السلفي بين أتباع "ابو قتادة" وبين أنصار "الزرقاوي"
والمعتقل أيضا لدى السلطات الأردنية منذ سنوات عدة بتهم تتعلق بـ "الإرهاب".

وتبدو مهمة "أبو قتادة" معقدة ، وأمراً غير سهل، وهي يرث تركة تحتوي على الكثير من التناقضات والصراعات، لا سيما بعد تمرد الكثير من الشيوخ الشباب عليه، وهم المحسوبون على جناح الأردني أحمد نزال الخلايلة، المعروف بـ "أبو مصعب الزرقاوي، الذي تزعم تنظيم "القاعدة" في العراق وقتل في غارة أميركية عام ٢٠٠٦. 

ويشير مراقبون لنشاط التيار السلفي الاردني أن الاشتباك بين الجناحين داخل التيار بدأ بين "أبو قتادة" وإخوان الزرقاوي القتيل، إثر انحيازه إلى رسالة زعيم "القاعدة"، أيمن الظواهري ، والتي أعلن خلالها إلغاء ضم الشام إلى "دولة العراق الإسلامية"، مؤكداً بقاء "النصرة" على الأرض السورية باعتبارها ذراع القاعدة الوحيدة هناك.
أتباع الزرقاوي في الأردن، تمردوا على «أبو قتادة» مؤكدين مبايعتهم الدولة في سورية،كما هاجم أتباع الزرقاوي أيضا المقدسي، الذي طالما وصف بأنه بالمرشد الروحي لتنظيم الجهاد الأردني، قبل أن يرحّل «أبو قتادة» إلى الأردن.

وزاد من هذا الاعتقاد، ما وصف بـ "حرب الرسائل" بين قياداتها ومنظّريها، فضلاً عن التعليقات الصاخبة على المواقع الجهادية والمدونات الخاصة بأعضاء التيار.

فقد أصدر عمر مهدي زيدان، وهو أحد أبرز زعماء السلفية الجهادية في مدينة إربد، المدينة الأقرب إلى سورية، رسالة انتقد خلالها «أبو قتادة» والمقدسي معاً ،معللا موقفه، بأن القيادة لا تنعقد لأسير ويقصد بذلك ابو قتادة والمقدسي المعتقلين في السجون وأضاف في رسالته : إن «أبو قتادة شيخ أسير، والأسير لا تجوز له الفتيا، لأن ولايته قاصرة، فلعله بفتواه يتسبب بإزهاق أنفس بريئة، فيبوء بإثمها وهو لا يشعر".

و يعد زيدان أهم وأبرز "السلفيين" الأردنيين الذين قاتلوا إلى جانب الزرقاوي في العراق، كما قاتل إلى جوار شقيقه محمود مهدي الملقب بـ "منصور الشامي" في أفغانسان، قبل أن يقضي بغارة أميركية داخل إحدى المناطق الباكستانية عام ٢٠٠٩، وكان قبلها يعمل مستشاراً شرعياً لدى زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا محمد عمر.

ويضيف المراقبون والعارفون لأحول التيار وصراعاته الداخلية أن الخلاف الحالي، ما هو إلا جولة جديدة من الخلاف بين أتباع الزرقاوي الذين يدعون إلى العمل المسلح من دون ضوابط، وجناح "أبو قتادة – المقدسي" الذي يدعو إلى مراجعات عميقة على صعيد الأعمال القتالية، والضوابط التي تحكمها.

فالخلاف الذي نشهده اليوم داخل التيار الجهادي الأردني «يتمثل بين تيارين رئيسين: الأول يمثل الجناح الأكثر "واقعية"، ويعبر عنه المقدسي وأبو قتادة، ويميل الى جبهة النصرة، والثاني يمثل الجناح المتشدد، ويعبر عنه أتباع الزرقاوي، أو ما اصطلح "بالزرقاويون الجدد"، وأحد أبرز قادتهم هو عمر مهدي.

بعض المتابعين والقارئين لأحوال التيار السلفي ، يرون أن هذا الصراع المحتدم ، والذي بدأ يتخذ منحا ظاهريا ، عبرت عنه الانقسامات الحادة في صفوف قيادات التيار ومناصريه في مختلف الساحة الاردنية ، له من التداعيات المستقبلية على الدولة الاردنية والمجتمع الاردني مستقبلا ، فالصراع خرج من دائرة الرسائل لأن التيارين لديهم اليوم قوى عسكرية تتواجد على الاراضي السورية ومن المحتمل أن تتناحر تلك القوى فيما بينها ، وقد ذكرت تقارير عن بدأ هذا الصراع في العديد من المحافظات السورية بين "النصرة "و"داعش"، ومن الواضح أن زعامة الظواهري والبغدادي والصراعات بينهما ، قد بدأت تظهر على التيار السلفي الاردني.

مما لاشك فيه أن التيار السلفي الاردني المتنوع والمتعدد الأجنحة مازال يمتلك الأثر الكبير على مجريات الصراع المسلح التي تقودها القوى السلفية في سورية ، لكن هذا الصراع الداخلي قد يقود الى تناحر بين تلك الاجنحة ، فالصراع على القيادة أصبح واضحا على الرغم من عدم وجود حزب أوحركة تؤطر عمل هذا التيار ، ولهذا اطلقت عليه تسمية "تيار" عليه لعدم وجود بنية تنظيمية واضحة ، فالصراع الأديولوجي والفقهي بين تلك الاجنحة عميق للغاية ، كذلك تعددت الولاءات الخارجية فيما بينهما تجعل من الصعب الحديث عن هذا التيار وقراءته ضمن مشتركات واضحة " باستثناء الرؤية الدينية الجامعة" ، لكن الخلاف على العمل وكيفية ترجمة الأفكار السلفية ترى بوضوح من خلال ماتسربه رسائل القادة المعتقلين في السجون الاردنية ومن مختلف الاجنحة .

بعض المراقبين يرى أن هذا التناحر طبيعي ولا يخرج عن المألوف ، وغالبا ما كانت تنتهي هذه الصراعات الفكرية بترجمة حربية على الارض ، وتصفيات متبادلة فيما بينها ، وخير شاهد ماجرى في أفغانستان في بداية تسعينيات القرن الماضي حيث التصفيات الجسدية إمتدت الى شوارع باكستان أيضا، والعراق مطلع الألفية الثالثة .

فأطياف الزرقاوي ماتزال تحوم حول السلفيين في الاردن وساحات القتال التي يتوجهون اليها وعلى رأسها سورية ، وهي غير مقتنعة بحقيقة الفشل الذي منيت به طوال ثلاثة عقود من القتال والدم ، الذي بدأ يرتد الى داخله وأول ملامحه صراع الرسائل والخروج عن الطاعة . 

الكاتب : محمد نافع
رقم : 342693
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم