1
0
الخميس 21 آذار 2013 ساعة 12:18

الشيعة في الإمارات

الشيعة في الإمارات
الشيعة في الإمارات
ويعود الوجود الشيعي في الإمارات إلى منتصف القرن التاسع عشر، حينما بدأ الشيعة من البحرين والساحل الشرقي للسعودية، بالتوافد إلى الإمارات عامة، وإلى إمارة دبي خاصة، وتبعهم من ثم شيعة إيران والهند .

ويشكل شيعة الإمارات جزءاً من النسيج الاجتماعي، ويجسدون أكثر حالات الاندماج نجاحاً في منطقة الخليج. فلم يشهد المجتمع الإماراتي في تاريخه ما سمي بـ"المسألة الشيعية" التي شهدتها مجتمعات خليجية أخرى.

ومما ساعد على اندماج الشيعة أن مجتمع الإمارات يعد من أكثر المجتمعات الخليجية تسامحاً فيما يتصل بالأديان، وأشدها تنوعاً في الأعراق والأقوام والثقافات.

الوضع الديمغرافي/ الديني:

تقدر نسبة الشيعة إلى إجمالي السكان، بنحو ١٥ في المائة من إجمالي عدد سكان دولة الإمارات، الذي يبلغ نحو ٤.٥ مليون، ويشكل نسبة غير المواطنين منهم نحو ٨٥ في المائة، في حين أن مصادر أخرى تقول إن نسبة الشيعة لا تزيد عن ١٠ في المائة.

ويتركز الشيعة في إمارة دبي والشارقة و أبو ظبي، ولهم وجود محدود في بقية الإمارات الأخرى.

ويغلب على المجتمع الشيعي في الإمارات مذهب الإمامية، وتتنوع أصولهم الإثنية/ القومية إلى عرب، وهم "البحارنة " الذين جاؤوا من شرق الجزيرة العربية؛ مثل البحرين، والإحساء والقطيف في السعودية؛وإيرانيين أو "العجم"، وأبرزهم اللاريون،والأشكنانيون، وهنود، ومنهم اللواتية، الذين هاجروا قبل قرون من منطقة حيدر آباد الهندية إلى سلطنة عُمان، ومنها إلى الشارقة ودبي .

ويذكر أنه توجد في الإمارات، وفي معظم دول الخليج العربية، قبائل تسمى الهولة (وهي تحريف عن الحولة)، والتي كانت تاريخياً تستوطن الساحل العربي من الخليج، إلا أنها انتقلت منذ قرون بعيدة إلى الساحل الفارسي، وفي القرنين التاسع عشر والعشرين عادت واستقرت في الساحل العربي مرة أخرى .

ومع أن هذه القبائل يطلق على أفرادها وصف "العجم" أحياناً، إلا أنها قبائل عربية القومية وسنية المذهب،ومنها قبيلة آل علي،وآل حماد،والملا، وخوري.

ووفقاً لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية السابق، تتمتع الأقلية الشيعية بالحرية في ممارسة شعائرهم الدينية.  وتعتبر كافة جوامع الشيعة وحسينياتهم ومآتمهم ملكاً خاصاً،ولا تتلقى أي تمويل من الحكومة،وتتبع في إمارة دبي مجلس الأوقاف الجعفرية الخيرية،المشكَّل بمرسوم من حاكم دبي السابق، الشيخ مكتوم بن راشد، ولا يتم تعيين الأئمة لمساجد الشيعة من قبل هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولكنها تراقب كل خطبهم عن كثب.

ورغم أن منهاج الدراسات الإسلامية المتبع في المدارس الحكومية يدرِّس المذهب السني فقط، إلا أنه لا ينال من المذاهب الإسلامية الأخرى .

ومن أبرز المساجد والمآتم الشيعية في دبي، مسجد الإمام علي، الذي يعد أقدم مساجدهم في الإمارة، وبالقرب منه يقع مأتم الحاجي ناصر، الذي أقيم في أواخر القرن التاسع عشر، ومأتم الكراشية.

أما في العاصمة أبوظبي، فلهم مسجد الرسول الأعظم، ومأتم البحارنة الكبير، وفي الشارقة يوجد لهم مسجد كبير اسمه الزهراء، وحسينية الزهراء، التي تعد من أقدم الحسينيات في الدولة برمتها.

الواقع السياسي/ الاجتماعي:

مثل باقي المواطنين،لا يوجد للشيعة أحزاب أو جمعيات سياسية،إذ لا يسمح القانون في دولة الإمارات بتشكيل الأحزاب ،أو إقامة التجمعات السياسية.

ويذكر أن الشيعة لا تشغلون مناصب عليا في الحكومة الاتحادية،وفي الواقع فإن توزيع الحقائب الوزارية الاتحادية يستند إلى حصص كل إمارة والثقل القبلي،بشكل كبير.

وقد شغل أحد المواطنين الشيعة منصب وكيل وزارة الإعلام في السبعينيات،وهو الدكتور عبدالله النويس،و هو من بحارنة أبوظبي، ولم يترشح أي شيعي إلى مقاعد المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان)، التي خضعت للانتخاب الجزئي، وغير المباشر في ديسمبر/ كانون الأول ٢٠٠٦.

الحالة الاقتصادية :

تنعم الأقلية الشيعية بالازدهار الاقتصادي؛ فمعظم أفرادها يعمل في قطاع التجارة والأعمال الحرة. وتاريخياً، غلب على "البحارنة" في الإمارات الاشتغال بالتجارة والمهن البحرية وصناعة الحلي.

أبرز الشخصيات الشيعية العامة:

من الشخصيات البارزة في المجتمع الشيعي الإماراتي، الشيخ عيسى بن عبدالحميد عيسى الخاقاني، إمام وخطيب الشيعة في العاصمة أبوظبي، وغدير ميرزا رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية الخيرية بإمارة دبي.

الشيعة في التاريخ فدائيون عن كل المسلمين

في التاريخ الإسلامي، كان الشيعة على الدوام هم في طليعة المسلمين لقتال أعدائهم، وفي طليعة الثائرين على الطغاة والظالمين، ولم يكونوا يوما دعاة فرقة بين أهل لا إله لا إلا الله، وهذا المختار الثقفي وجيش التوابين بعد كربلاء، وبعد أن ثاروا على عامل يزيد بن معاوية في العراق، وبعد أن هزموا جيشه وحرروه من سلطة الملك الأموي،جاؤوا إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين(ع )،يعرضون عليه إقامة دولة الخلافة تحت راية وحكمه فرفض كي لا تنقسم الأمة بين دولته ودولة بني أمية ، وبعده رفض كل أحفاده أي عمل يفرق المسلمين ولا يوحدهم .

عشرات الولايات الإسلامية الثائرة على الطغاة والتي حررت نفسها من سلطة الأمويين أحيانا لم تعلن دويلات مستقلة عن خلافة المسلمين ولو كان الخليفة ظالما وذلك لكي لا يفترق المسلمين في الأمصار.

لقد قامت دول على النمط المخالف للأمويين والعباسيين من شيعة إسماعيليين في المغرب ومصر(الدولة الفاطمية) وفي حلب (الدولة الحمدانية)، ولكن الشيعة الإمامية وهم الغالبية الساحقة من المسلمين الشيعة على مر التاريخ لم يقيموا أبدا دولة مستقلة لهم عن الخلافة العامة للمسلمين فلماذا ؟

لأنهم لا يسعون للحكم، ولا للسلطة ،ولا يفرقون بين مسلم ومسلم (دعكم من الكتب التي كتبها غلاة وجهلة وتفرق بين المسلم والمسلم ،و أنا أتحدث عن عقيدة المسلمين الشيعة المأخوذة عن أئمتهم ) .

شيعة السعودية و البحرين والعراق والاستعمار البريطاني

المسلمون الشيعة في العهد الحديث، حصلوا على فرص كبيرة لإقامة إمارات ودول فرفضوا ، هكذا فعل شيعة العراق الثائرين على البريطانيين في ثورة العشرين، التي انتصر فيها الشيعة، وحصّلوا للعراق دولة وملكاً عربي قبلوه حاكماً وهو السني، وكانت المفارقة أن البريطانيين عينوا ملكا من السنة، وحكومة، وسلطة، ظل يتداولها السنة منذ العشرينيات حتى زوال صدام في العراق.

ومع ذلك لم يعترض الشيعة يوماً على حكم السنة، بل على الحكم الظالم ،والتنكيل الذي مارسه البعث العراقي و الصداميون بحق شيعة العراق، الذين قارعوا الانكليز ويكفيهم شهادة العدو لهم وعلى لسان المسز " بيل" مسئولة المخابرات البريطانية في العراق التي قالت: لولا الشيعة لما كانت هنالك دولة اسمها العراق «الشيعة والدولة القومية ـ حسن العلوي ـ مذكرات المسز بيل في العراق» وكان بمقدورهم التواطؤ مع الاستعمار الانكليزي فيحصلون على مكسب السلطة إلا أنهم رفضوا ذلك .

ولو عدنا إلى فترة الاستعمار البريطاني للمنطقة، وما مارسه من إغراءات لكي يوحي للشيعة للظفر بمكسب السلطة، إلا أنهم آثروا الوحدة الإسلامية والوطنية على مصالحهم الشخصية.

فالشيعة في السعودية وحصراً في المنطقة الشرقية، والتي كانت لها مواقف مشرفة في مقارعة الاستعمار البريطاني، لدرجة أن الاستعمار البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر ، عندما كانت الواحتان «المنطقة الشرقية وإمارة البحرين» تحت الحكم العثماني الضعيف،عرضت أجهزة المخابرات البريطانية على السكان أن يخضعوا البلاد للانتداب البريطاني على غرار الإمارات المجاورة، على أن تتحول القطيف،والأحساء،فيما بعد إلى دولة مستقلة،إلا أن السكان بقيادة علماء الدين رفضوا العرض البريطاني، وبقيت الواحتان تحت السيادة العثمانية،إلى أن استطاع عبد العزيز آل سعود عام١٩١٣م الاستيلاء على المنطقة الشرقية دون وقوع خسائر تذكر في صفوف قواته، حيث سلموه مدنهم دون قتال،لأنهم آثروا الوحدة على النزاع .

وهكذا امتلكت الدولة السعودية الوليدة شريان حيوي مطل على الخليج،ولم يكن بحسبانها أنه يحتوي على أكبر مخزون نفطي في العالم .
والكلام ينطبق على الشيعة في البحرين،الذين تعود أصولهم إلى عهد علي بن أبي طالب في الخلافة كما اليمن والعراق ومصر (حفظ أهل مصر لمحمد بن أبي بكر عدله فيهم ) .

كتب عبد الحميد دشتي ـ عضو مجلس الامة الكويتي

/انتهت المقالة/
رقم : 247465
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

التقرير كله كذب في كذب من بداية 2013 الامارات طردت30000 شيعي لبنانين عراقيين ايرانيين افغان باكستانين وانا واحد منهم
أهم الأخبار
إخترنا لکم