0
الخميس 11 أيلول 2014 ساعة 16:20
كتب: د.سليم حربا

العدوان الإرهابي على معبر القنيطره..

توقيت ودلالات وأهداف
العدوان الإرهابي على معبر القنيطره..
العدوان الإرهابي على معبر القنيطره..
1- محاولة إحراج الجيش العربي السوري وإظهار أنه غير قادر على التعامل مع كل هذا الإرهاب وإجباره على تركيز جهوده باتجاه الجنوب على حساب الضربات النارية القاصمة التي ينفذها جواً وبراً في غوطة دمشق والمنطقة الشمالية والشرقية وتالياً خلق مسوغ أمريكي بأن الجيش السوري لا يمكن التنسيق معه في إطار مكافحة الإرهاب وحتى لو تم ذلك فيجب أن يكون من موقع القوة الأمريكية وموقع الضعف السوري. 

2- تأجيل مكافحة الإرهاب المتمثل بجبهة النصرة المدعومة إسرائيلياً وقطرياً وسعودياً وتركياً وأردنياً لأنها تجمع ما تبقى من فلول القاعدة كالجبهة الإسلامية ومتفرعاتها وما تسميه أمريكا «معارضة مسلحة معتدلة» ووضع سورية بين عدة جبهات إرهابية والتركيز إقليمياً ودولياً على داعش، ومحاولة إشغال سورية بالتركيز على محاربة داعش على خطورتها لكن في الوقت نفسه توفير المناخات لتسمين ما تبقى من الإرهاب داخل سورية ولاسيما أن جبهة النصرة الإرهابية مازالت تعمل في الداخل السوري ولم ينضج مشروعها بالتمدد والتوسع الإقليمي بعد أن سبقتها داعش في إعلان ما يسمى «دولة الخلافة». 

3- لم يخف الكيان الإسرائيلي يوماً دعمه للتنظيمات الإرهابية على كامل الجغرافيا السورية وتركيزه على الإرهابيين في ريف درعا الغربي والقنيطرة والمنطقة الجنوبية لإقامة ما يسمى «الجدار الطيب» وتكرار تجربة جنوب لبنان وقد أكد موقع «والاه» الإسرائيلي (بحكم الجغرافيا والتاريخ وموقف النظام السوري لم نستطع تغيير قواعد الاشتباك منذ عام 1974 فلماذا لا نغيّر الجيران)وليست مصادفة أن يأتي هذا العدوان على معبر القنيطرة بعد أيام قليلة من اجتماع قائد المنطقة الشمالية في جيش الكيان الإسرائيلي بقادة التنظيمات الإرهابية مدة ثلاث ساعات وتدقيق خطط القادم من العمليات والسابق من التنسيق والتسليح والتمويل والدعم الإسرائيلي، ولهذا جاء العدوان الإرهابي من جبهة النصرة منسقاً زمانياً ومكانياً ونارياً مع الكيان الإسرائيلي إذ أمّنت قوات الاحتلال التغطية النارية وتحرك أرتال الجماعات الإرهابية بموازاة الشريط الشائك من اتجاه القحطانية إلى المعبر ومن داخل الجولان المحتل وصولاً إلى المعبر وفي سياق العدوان تم الاعتداء على مقرات الأمم المتحدة وقوات الأندوف واختطاف أفرادها ومصادرة عتادها ولباسها واستخدامه في التنقل والهجوم، وقد كان الجيش السوري محكوماً بالتعامل الناري الدقيق والانتقائي حرصاً على قوات الأندوف التي لا تبعد مقراته عن المعبر عشرات الأمتار. 

4- يأتي الهدف الإسرائيلي من هذا العدوان كرد جميل «لجبهة النصرة» التي سلّمت الكيان الإسرائيلي أحد الرهائن الأمريكيين ولتعويض خيبة الأمل الإسرائيلية بعجز الجماعات الإرهابية من تحقيق مشروع «الجدار الطيب» والمنطقة العازلة.. وتالياً الاكتفاء بإغلاقه المعبر للتضييق على أهلنا في الجولان السوري المحتل بتسويق مواسمهم إلى الوطن الأم سورية والتواصل العلمي لطلبتنا في الجولان مع جامعاتهم السورية والتواصل الاجتماعي بحكم أنه المعبر الوحيد بإشراف الأمم المتحدة وما تبقى من عشرات المعابر مؤقت فتحتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وبإشرافها وحمايتها لدخول وخروج ومناورة الجماعات الإرهابية. 

5- يأتي هدف الجماعات الإرهابية وتحديداً جبهة النصرة التي تهيمن ميدانياً وإيديولوجياً على كل الجماعات الإرهابية المسلحة هناك لإثبات حسن النيات مع الكيان الإسرائيلي إضافة إلى تنفيذ عدوان (رسالة) إلى الأمم المتحدة من خلال مراقبيها التي اختطفتهم غير مرة والمساومة على إطلاق سراح بعض معتقلي القاعدة في غوانتانامو وبعض الدول الأوروبية ومحاولة الضغط من خلال الأمم المتحدة على السيادة السورية لإيقاف العمليات في الغوطة الشرقية. 

6- تمكين مشيخة قطر من امتلاك أوراق تدخل لإطلاق سراح جنود الأندوف لإكمال مسلسل فضائح ارتباط ودعم جبهة النصرة قطرياً والذي بدأ بمساعي الإفراج عن الراهبات مروراً بإطلاق سراح أفراد الأندوف في الأردن وصولاً إلى هذه الصفقة من الإرهاب (الإنساني) التي ستسوقها أمريكا بأن قطر تملك أوراق قوة ويجب أن تكون شريكاً في حلف مكافحة الإرهاب. 

7- تستثمر حكومة أردوغان وأوغلو المناخ بين شد وجذب بمكافحة داعش وجبهة النصرة لتحاول إعادة إحياء ما تبقى من ركام ورماد مشروعها الإخواني في شمال سورية وتسويقه على أنه معارضة معتدلة يمكن أن تعتمدها أمريكا نقطة ارتكاز لمكافحة الإرهاب. 

8- محاولة الكيان الإسرائيلي تأمين المناخات لإطلاق أفاعي الإرهاب من ريف القنيطرة ودرعا إلى الجنوب اللبناني لإشغال بيئة المقاومة في لبنان لتخفيف الضغط عن مجاميع الإرهاب في عرسال والقلمون. 

9- محاولة اختزال تطبيق القرار2170 بمحاربة داعش من دون غيرها في العراق وسورية لإدعاء أمريكا وحلفائها أن جبهة النصرة في سورية فقط، وعلى سورية أن تقلّع شوكها بيديها وأن النصرة لا تهدد مشيخات وإمارات الخليج والأردن... وتالياً محاولة تبرئة ذمة كل من دعم الإرهاب ومازال يدعم جبهة النصرة وأفرعها القاعدية بأنه يحارب داعش. 

أخيراً:
لم تكن مصادفة عملية العدوان على معبر القنيطرة وعلى الأمم المتحدة والقانون الدولي والقبعات الزرق واستعمالها واستغلالها بإرهاب مدعوم إسرائيلياً في الوقت الذي بدأت ضربات وعمليات الجيش السوري تحقق نتائج باهرة في المليحة وجوبر وحلب والرقة ودير الزور وعلى خلفية تشكيل الحكومة السورية والتعافي المؤسسي الوطني السوري وفي ظل الضبابية والتردد الأوروبي الأمريكي بالالتزام بقرار مجلس الأمن 2170 وحالة الهلع التي تسود في أوروبا وأمريكا والخليج من غول داعش، لكن وبالرغم من ذلك ستأتي الرياح السورية بما لا تشتهيه سفن الإرهاب ومنظومته...
 
فمعبر القنيطرة سيُطهر والجيش العربي السوري استطاع على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة أن يواجه جيشاً من الإرهاب كان موحداً بكل فصائله ومسمياته ودواعشه ونصرته وفرقه وشتت شمله وفرّق وزعزع حلف داعميه، وعلى من يريد أن يكافح الإرهاب جاداً وصادقاً أن يعرفه ولن يعرفه إلا بما عرّفته سورية وواجهته وإذا قالت سورية فصدقوها، فعند سورية القول والفعل والمبتدأ والخبر اليقين، سورية كسبت الحرب وأما معركة المعبر المؤقتة فلن تُصرف في تغيير قواعد الاشتباك أو تحقق ما عجز عنه الكيان الإسرائيلي على مدى عقود وحلف العدوان والإرهاب على مدى سنوات، لكنه الآن لعب صبيان في الميدان لكن في الوقت الضائع.
رقم : 409249
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم