0
الاثنين 15 نيسان 2013 ساعة 10:36

في انتظار التطورات..​. سؤال على السؤال

في انتظار التطورات..​. سؤال على السؤال
في انتظار التطورات..​. سؤال على السؤال
استقال الرئيس نجيب ميقاتي، واسقط حكومته على طبق اللواء اشرف ريفي، وعندما وصل الجميع الى الحائط المسدود، وكثر الحديث عن سيناريوهات الانفجار الذي سيلي التمديد للمجلس النيابي، سقط اسم النائب تمام سلام "باراشوتيًا"، وحصل على رقم قياسي بالتوافق على تسميته، جمع فيه من لم يستطع الدهر ان يجمعهم. 

لن يستسخف اي لبناني نفسه ويقول ان الوحي الالهي سقط على الطبقة السياسية اللبنانية، وفجأة تأثر الجميع بأمطار نيسان، ليعيدو إحياء الوطن الذي سقط بعصبياتهم، وارتهانات ورهانات بعضهم للخارج، وعلى الخارج، فلو ان الصحوة اللبنانية ارادت الانطلاق، لشاهدناها في استحقاقات كثيرة جعلوها تمر على لبنان مرور الكرام، ليس أولها انتصار العام 2000 على العدو الإسرائيلي، وليس آخرها المؤامرة الدولية التي أدت الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. 

نال رئيس الحكومة المكلف تمام سلام شبه اجماع على تسميته لتشكيل حكومة جديدة، اي انه نال اجماع دولي على تكليفه، والاجماع الدولي يعني في باطنه توافق دولي على موضوع ما خارج لبنان، انعكس على الواقع السياسي اللبناني، فما هو هذا التوافق؟ والى اي مدى سيصمد؟ 

كشفت احدى المصادر الصحفية خلال الايام السابقة، عن توجه سعودي نحو الانسحاب التدريجي من مستنقع الازمة السورية، وربطت اسباب هذا التوجه الجديد بعدة عوامل اقليمية ودولية ابرزها التسوية الروسية – الاميركية للازمة السورية القادمة بعد شهر وايام قليلة، والتنافس السعودي القطري الذي وصل الى حد المواجهة في الميدان السوري وطرابلس بين تيارات مرتبطة بالدولتين، وحاجة العالم للاستقرار اللبناني الذي يمكن ان يشكل المتنفس الوحيد للحل، ونقطة انطلاق لاي تسوية قادمة، اضافة الى المعلومات التي تحدثت عن ان المجموعات التكفيرية التي بدأت تيأس من صمود الدولة السورية، بدأت تستغل الفوضى على الساحة اللبنانية لتمر عبرها الى مالي لمواجهة الفرنسيين. 

كلامه عن ان حكومته ستكون حكومة انتخابات، ورغبته في ان تضم وزراء من غير المرشحين، اضافة الى تصريحه الاخير بانه سيعتذر عن تكليفه في حال وجد ان الظروف ستفرض التمديد لمجس النواب (على الرغم من نفيه لهذا التصريح لاحقًا)، كلها تدل على ان عهد حكومة الرئيس المكلف تمام سلام ستكون مرحلة انتقالية غير دائمة، هدفها تمرير الانتخابات النيابية. 

وفي ظل التوافق على تعليق الترشيحات على اساس قانون الستين الى حين استحداث قانون جديد للانتخابات، يصبح صمود المرحلة الانتقالية وعمر التهدئة المؤقته للانفجار اللبناني، معلقًا بقدرة اللبنانيين على الابداع في استظهار الحلول التوافقية، وبجدية القرار الدولي بحماية استقرار لبنان، والا، انكشفت حقيقة المستجدات على انها تمرير للوقت، هدفه انتظار اللقاء الروسي – الاميركي، الذي سيحسم مستقبل المنطقة تبعًا للتطورات الميدانية على الساحة السورية. 

اذا نظرنا الى الوراء قليلاً، الى الايام الاخيرة من العام الماضي، وبالتحديد الى المصادر التي تحدثت عن معلومات حصلت عليها الاستخبارات السعودية من الامن السوري، تكشف عن عمليات تخريبية يُخطط لها في السعودية، والتي تأكدت السلطات السعودية من حقيقتها عندما القت القبض على مجموعة ارهابية نائمة على وشك الصحوة على اراضيها. 

وايضًا المعلومات التي حصل عليها قائد شرطة دبي من المصدر نفسه عندما القى القبض على مجموعة من الاخوان المسلمين كما سماها، تخطط للتفجير في دولة الامارات، وربطنا هذه التقارير بالخلاف الحاصل مؤخرًا بين الدولتين المذكورتين وقطر، ربما نصل الى استنتاج بان التوافق اللبناني الحاصل هذه الايام هو بداية عودة لسيناريو الـ "س. س." وبغطاء دولي، وعلى الجميع ان يحاول قراءة التسوية الدولية القادمة من سطور السياسة اللبنانية. 

في انتظار ما ستكشفه الايام القادمة على اللبنانيين الخائفين من الانفجار، الذي لم يختف ذيله حتى الآن، يجدر التوقف عند سؤال الرئيس المكلف ردًا على الوزير سليمان فرنجية، الآخذ على سلام اعلان تسميته من بيت الوسط، بهل شعر الرئيس فرنجية بالخجل لاعلان تسميته رئيسًا من دارة صائب سلام؟ 

ليس من باب الدفاع عن الوزير فرنجية، ولا من باب تقييم اداء بيت الوسط وموقعه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولكن وفاءًا للشخصيات التاريخية، واستذكارًا للمواقف البطولية، هل المقصود بالرد تشبيه الرئيس صائب سلام بالرئيس سعد الحريري؟ سؤال برسم الرئيس المكلف تمام سلام. 

/ انتهى التحليل /
كاتب : عباس منذر
رقم : 253855
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم